«شبّيحة» السفير السوري في بيروت يتعرضون بالضرب لمتظاهرين سوريين أكراد

مُعارض لـ«الشرق الأوسط»: الاعتداء مخطط له مسبقا ولم يستثنِ طفلة

متظاهر سوري بعد تعرضه للضرب من شبيحة السفير السوري في بيروت أمس (أ.ف.ب)
TT

نظّم أكراد سوريون في لبنان مظاهرتين أمام السفارة السورية في بيروت، الأولى مؤيدة للرئيس السوري بشار الأسد، والثانية منددة بالأحداث التي تحصل في سوريا، ومطالبة بإسقاط النظام ومحاكمة الرئيس، وذلك وسط انتشار كثيف للجيش اللبناني.

وكانت المظاهرة المناهضة للنظام توجهت بعد ظهر أمس إلى مقرّ السفارة السورية في منطقة الحمرا، فوجدت أمامها العشرات من المؤيدين للنظام السوري يعتصمون أمام مدخل السفارة، لكن الجيش اللبناني الذي كان موجودا بشكل كبير مع القوى الأمنية فصل بين المظاهرتين، وبينما بدأ المعارضون يرددون هتافات منددة بما يجري في الداخل السوري ومستنكرة لاغتيال المعارض الكردي مشعل تمو، ومنها «عاشت سوريا وليسقط الرئيس»، و«الشعب يريد إعدام الرئيس»، و«بالروح بالدم نفديك يا مشعل»، بدأ المؤيدون يهتفون «بالروح بالدم نفديك يا بشار»، وهم يرفعون صور الأسد والأعلام السورية وأعلام الأحزاب اللبنانية الموالية للنظام السوري. إلا أنه وبعد تفرّق المظاهرتين تعرّض بعض المتظاهرين المعارضين للاعتداء من أشخاص مؤيدين للنظام السوري، ما استدعى نقل البعض منهم إلى المستشفيات.

روى عضو المكتب الإعلامي للهيئة العامة للثورة السورية وائل الخلف لـ«الشرق الأوسط»، ما حصل معه ومع رفاقه في الحمرا، وقال: «كنا نتظاهر بشكل سلمي وحضاري، وكان يفصل بيننا الجيش اللبناني، وبعد أن غادرنا منطقة السفارة ووصلنا إلى شارع الحمرا الرئيسي هجم علينا شبّيحة (السفير السوري في بيروت) علي عبد الكريم علي، وبدأوا ضرب المتظاهرين المعارضين بالعصي وبأعقاب مسدسات حربية كانت بحوزتهم، وعلى مرأى من المارة وعلى الملأ، حتى إن بعض الناس صاروا يصرخون علنا ويقولون هذه شبيحة بشار الأسد تضرب الناس في وضح النهار وفي قلب بيروت».

وأكد الخلف أن «المعتدين هاجموا كادار بيري، وهو كردي سوري معارض ويسير على عكازين، وراحوا يضربونه بالعصي ويدوسونه بأقدامهم، ما أدى إلى إصابته بعدة كسور ونقل إلى مستشفى رفيق الحريري الجامعي حيث يخضع للعلاج». ولفت إلى أن «الشبيحة لم يوفروا الطفلة حليمة معصوم تمو (9 سنوات)، وهي قريبة الشهيد مشعل تمو، حيث ضربوها بالعصي ما أدى إلى كسر يدها اليمنى، وعندما شاهدها والدها ارتمى فوقها ليحميها فانهالوا عليه بأعقاب المسدسات، ما أدى إلى إصابته بجروح في رأسه وجسمه، ثم لاذوا بالفرار على الدراجات النارية التي كانوا يجوبون شوارع الحمرا بها، ولم يتمكن الجيش من توقيف أي منهم»، مؤكدا أن «هؤلاء كانوا مخططين مسبقا للاعتداء علينا».

وأشار الخلف إلى أن المعتدى عليهم حضروا إلى فصيلة ميناء الحصن في قوى الأمن الداخلي، وتقدموا بادعاء ضد السفير السوري علي عبد الكريم علي وشبيحته، وضدّ السفارة بجرم الاعتداء ومحاولة قتل المعارضين للنظام السوري وترويعهم». وطلبوا التحقيق معه وكشف هويات كل المعتدين ومن حرضهم وتوقيفهم ومحاكمتهم.

وأفادت وكالة الصحافة الفرنسية بتعرضهم للضرب على أيدي الطاقم الأمني للسفارة، مما أدى إلى إصابة أحدهم بجروح بليغة، وقال الصحافي صالح ديميجر الذي يعمل مراسلا لـ«تلفزيون كردستان» العراقي في بيروت إن نحو 50 شخصا تظاهروا قرب مقر السفارة وهم يحملون صور الزعيم الكردي السوري المعارض مشعل تمو الذي اغتيل في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) في القامشلي في شمال شرقي سوريا، ويطلقون هتافات تدعو إلى إسقاط النظام السوري.

وأضاف الصحافي ديميجر: «كان هناك تجمع أيضا لأنصار النظام أمام السفارة، وفصلت بين الطرفين قوات الأمن اللبنانية»، وتابع: «عندما تفرقنا قام عناصر من الطاقم الأمني للسفارة بملاحقة عدد من المتظاهرين المعارضين وتعرضوا لهم بالضرب، وبينهم طفلة في العاشرة»، حسب ما أوردته وكالة الصحافة الفرنسية.

وقال الصحافي: «لقد تقدمنا بشكوى ضد السفارة بتهمة الاعتداء علينا»، وتساءل: «هل أصبح هناك شبيحة في لبنان أيضا؟»، في إشارة إلى المدنيين السوريين المسلحين الموالين للنظام في سوريا الذين يطلق عليهم المعارضون لقب «الشبيحة».