فيديو على «يوتيوب» يظهر جنودا سوريين يضربون رجلا لإجباره على الاعتراف بأنه تاجر مخدرات

أرغموه على قول: «صرماية الدكتور بشار الأسد على رأسنا.. من صغيرنا لكبيرنا»

صور مأخوذة من «يوتيوب» أمس لسوري يجبره عناصر الأمن على الإدلاء بتصريحات مؤيدة للأسد أمام كاميرا، ثم يتعرض للشتائم والضرب حتى يسقط أرضا في آخر المطاف
TT

يظهر شريط فيديو تم تحميله على موقع «يوتيوب» زمرة من الجنود السوريين (يظهر خمسة منهم)، وهم ملتفون حول مواطن سوري، عيناه متورمتان وآثار الكدمات واضحة على وجهه الذي تسيل منه الدماء، وهم يجبرونه على الابتسام للكاميرا والاعتراف بأنه تاجر مخدرات وبأن «صرماية الدكتور بشار الأسد على رأسنا، من صغيرنا لكبيرنا».

ويظهر الفيديو الرجل مكبل اليدين ويحيط به جنود بالزي العسكري المرقط، ويطلب منه الجندي الذي يتولى عملية التصوير والتعذيب في آن معا أن يبتسم للكاميرا ويقهقه كالمغفل، ثم يطلب منه جندي آخر أن يبتسم للكاميرا. وبعد أن يمتثل الرجل، الذي يبدو في العقد الرابع أو الخامس من العمر، لما طلب منه حتى يقترب منه الجندي ويضع يده على كتفه ويسأله عن اسمه، وما إن يجيبه حتى يشتمه ويعاجله بلكمة قوية بيده الأخرى على وجهه، تدفع بجسده خطوات إلى الوراء.

وفيما يقهقه أحد الجنود لذلك، يطلب من يقوم بعملية التصوير أن يمتنعوا عن ضربه، ثم يسأله «انت تاجر شو»، فيجيبه «مخدرات»، ويتابع الجندي: «من أعطاك المخدرات» فيجيبه بصوت خافت ذاكرا اسمين. ويضيف السائل: «من معلمك»، فيجيبه ومعالم الخوف واضحة على وجهه وفي نظراته الضائعة، بعد أن تم تلقينه الإجابة: «سيادة الدكتور بشار الأسد».

وبعد أن يتم سؤاله عن علاقته بشخص قال إنه لا يعرفه، يقول له الجندي: «أنت عملك فقط في ترويج المخدرات». ثم يطلب منه مجددا أن يبتسم للكاميرا ويسأله «هل أنت مبسوط»، فيجيبه نعم.. كثيرا. ويقترب جندي آخر منه ليسأله: «ذنبك أم لا»، ويجيبه «ذنبي».

وبعد جملة شتائم يوجهها الجنود له، يسألونه «من معلمك»، ويجيب مجددا: «سيادة الدكتور بشار الأسد».

بعد ذلك، يجتمع الجنود حوله، ويرتدي بعضهم قمصانا عليها صورة الأسد، ويملي عليه أحدهم أن يقول: «رجال المهام الخاصة، رجال الأسد. الدكتور بشار الأسد صانع البشرية، صرماية الدكتور بشار الأسد، عراسنا من كبيرنا لصغيرنا».

وبعد أن ينال لكمة جديدة على وجهه، يتبعها وضع أحد الجنود بخاخة في فمه، كانت موضوعة في جيبه، يقترب الجندي الذي يتولى عملية التصوير منه ويقول له إن «الدنيا رمضان وأنت رجل مؤمن»، معلنا لزملائه بأنه انتزع منه تعهدا بأنه «لن يعيدها ولن يتاجر بالمخدرات ولن يقوم بمظاهرات»، ليسدد بعد ذلك ضربة له تجعله يقع على الأرض.

ولم يكن واضحا تاريخ تصوير الشريط أو مكان الواقعة ولا كيفية تسريبه، غير أن العديد من الناشطين السوريين يؤكدون أن رجال النظام السوري يتعمدون تسريب مثل هذه الفيديوهات إما من أجل الحصول على المال أو لغرض إخافة المتظاهرين المناوئين للأسد من عمليات التعذيب إذا ما تم اعتقالهم وبالتالي حثهم على وقف الاشتراك في المظاهرات.