النظام يرتكب مجزرة في حمص.. واشتباكات دامية بين الجيش السوري ومنشقين

تصعيد ضد المحتجين ومقتل 37 بينهم 10 جنود وضابط.. وحملة اعتقالات واسعة

TT

بعد يوم واحد من دعوة وجهها وزراء الخارجية العرب للنظام السوري بوقف القتل وأعمال القمع التي تستهدف المتظاهرين المناوئين لنظام الرئيس السوري بشار الأسد، صعدت السلطات السورية أمس من حملاتها في مواجهة المعارضين، وشهدت مدينة حمص مجزرة قتل خلالها 23 شخصا بنيران قوات الجيش التي شنت حملة ضد المدينة مدعومة بالدبابات. كما قتل 3 مدنيين برصاص الأمن أمس في ريف إدلب وحماه، بينما لقي 11 جنديا بينهم ضابط خلال عمليات قامت بها عناصر يعتقد أنها «منشقة» عن النظام وسط البلاد. لبيلغ بذلك اجمالي القتلى في سوريا أمس 37 قتيلا.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان «استشهد ما لا يقل عن 23 شخصا بينهم مدنيون وعناصر في شرطة المرور خلال العمليات الأمنية والعسكرية والاشتباكات المستمرة في عدد من أحياء مدينة حمص».

وكان المرصد قد ذكر في وقت سابق انه «قتل مواطنان بحي باب السباع وجرح ستة آخرون حالة بعضهم حرجة خلال إطلاق نار من رشاشات ثقيلة على منزل كما قتل مدني آخر في حي الخالدية برصاص رجال الأمن خلال عملية مداهمة جرت في الحي».

وفي ريف إدلب (شمال غرب) أضاف المرصد أن «مواطنا قتل بإطلاق رصاص من سيارة أمنية في قرية كفرعين غرب مدينة خان شيخون».

وأشار المرصد إلى أن «مواطنا من مدينة حماه (وسط) كان قد اعتقل قبل 17 يوما في مدينة الرستن (ريف حمص) توفي وتسلم أهله جثمانه اليوم (أمس)» ولم يبين المرصد للوكالة ما إذا كان المعتقل توفي تحت التعذيب أم لا.

ويأتي ذلك فيما وقعت اشتباكات أمس بين الجيش والأمن مع مسلحين يعتقد أنهم منشقون في حاجز الصوامع بالقرب من مدينة القصير التابعة لريف حمص مما أسفر عن مقتل سبعة جنود وإصابة آخرين بجروح، وفق ما أفاد المرصد وكالة الصحافة الفرنسية في اتصال هاتفي، وكانت حصيلة سابقة للمرصد أشارت إلى مقتل خمسة جنود.

وأضاف المرصد أن «عناصر مسلحة يعتقد أنها منشقة قامت بتفجير عبوة ناسفة عن بعد لدى مرور سيارة تابعة للجيش بالقرب من احسم الواقعة في ريف إدلب (شمال غرب) مما أسفر عن مقتل ضابط وثلاثة جنود فيما أصيب آخرون بجروح».

كما أشار المرصد إلى «هروب نحو 20 جنديا نظاميا عبر البساتين المحيطة بالقصير» التي «اتجهت إليها 25 دبابة منذ بدء الاشتباكات»، وأشار إلى أن «اشتباكات وقعت بين الجيش ومسلحين يعتقد أنهم منشقون أوقعت 17 جريحا في صفوف الجيش وذلك في قرية حيش بالقرب من معرة النعمان»، الواقعة في ريف إدلب (شمال غرب).

وأكد المرصد أن الأجهزة الأمنية قامت بحملة اعتقالات واسعة «أسفرت عن اعتقال أكثر من 25 شخصا في حي باب السباع في حمص التي شهدت تعزيزات أمنية وعسكرية».

وفي ريف حماه (وسط)، قال المرصد «اقتحمت الاثنين (أمس) قوات عسكرية وأمنية تضم 3 شاحنات محملة بالجنود وناقلة جند مدرعة و5 سيارات رباعية الدفع قرية كفرزيتا ونفذت حملة مداهمات واعتقالات بحثا عن مطلوبين للأجهزة الأمنية أسفرت عن اعتقال 9 أشخاص حتى الآن»، وأضاف «داهمت قوات عسكرية وأمنية اليوم بلدة كفرومة (ريف إدلب) بحثا عن مطلوبين وأسفرت الحملة عن اعتقال 11 شخصا ومصادرة دراجات نارية كما اعتقلت قوات أمنية 6 طلاب في جامعة الفرات في دير الزور (شرق)».

وإثر ذلك، خرجت «مظاهرة طلابية في حاس وجوباس ومعرة حرمة واحسم وكفرنبل بريف إدلب تطالب برحيل الرئيس السوري» وفق المصدر نفسه.

وفي دير الزور، «خرجت مظاهرة طلابية من ثانوية الصناعة وثانوية علي إبراهيم بمشاركة طلاب جامعيين واتجهت إلى شارع التكايا للمطالبة بإسقاط النظام رغم الوجود الأمني الكثيف».

وجاءت هذه التطورات غداة مقتل 11 مدنيا برصاص الأمن في عدة مدن سوريا بينهم «ثمانية في حمص ومواطنان في مدينة خان شيخون بمحافظة إدلب خلال إطلاق الرصاص على مظاهرة مسائية بحسب ناشط من المدينة ومواطن في مدينة الزبداني بريف دمشق إثر إطلاق الرصاص على مظاهرة خرجت من مسجد الجسر للمطالبة بالإفراج عن معتقلين»، وفق المرصد السوري.