اتهام ريفي للسفارة السورية باختطاف معارضين سوريين يثير جدلا في الأوساط اللبنانية

ابنة العيسمي لـ «الشرق الأوسط»: نطالب حلفاء سوريا بالتوسط لديها ووصلنا إلى أن حالته الصحية تتدهور

TT

طالبت ابنة المعارض السوري شبلي العيسمي، الذي اختطف في لبنان في مايو (أيار) الماضي، «النظام السوري بالاعتراف بأخطائه والإفراج عن والدها بأسرع وقت ممكن؛ لأن وضعه الصحي حرج».

وقالت رجاء شرف الدين ابنة العيسمي لـ«الشرق الأوسط»: «كل السياسيين اللبنانيين تعاطفوا معنا، ولكن التعاطف لم يعد يفي بالغرض بعد اليوم. نحن نطالب، قبل أي كان، حلفاء سوريا في لبنان بالتوسط لديها واتخاذ مواقف جدية بهذه القضية، لرد اعتبارهم واعتبار النظام السوري، وقبل أي شيء اعتبار الوالد الذي يجب أن يُكرّم في آخر أيامه وليس أن يتم اعتقاله». واعتبرت شرف الدين أنه «مع إعلان مدير عام قوى الأمن الداخلي، اللواء أشرف ريفي، مؤخرا، خلال الجلسة النيابية للجنة حقوق الإنسان، أن العيسمي والسوريين الأربعة من آل جاسم قد اختطفوا بسيارات تابعة للسفارة السورية في بيروت، تُصبح التحقيقات علنية وصريحة، علما بأننا كنا نعلم منذ وقت أن الوالد في سوريا»، وأضافت: «بُلغنا من نحو الشهر أن حالته الصحية تتدهور، لكنه على قيد الحياة».

وعن سبب الاختطاف قالت شرف الدين: «نتوقع أن يكون النظام السوري قد أقدم على خطوة مماثلة؛ لمجرد تخوفه من وجود الوالد في لبنان لجهة ما يمثله في ظل الأزمة السورية، كما نتوقع أن يكون هناك اتفاق أمني بأن يتم تسليم أي معارض سوري في لبنان أو إبعاده عن الطريق».

وكان قد نُقل عن اللواء ريفي، في وقت سابق، خلال اجتماع للجنة حقوق الإنسان النيابية، أن هناك ملفا كاملا في قضية خطف السوريين الأربعة من آل جاسم أصبح لدى القضاء العسكري، وهذا الملف يتحدث عن طريقة خطف هؤلاء بسيارات السفارة السورية في بيروت، وبواسطة عناصر أمنية لبنانية مكلفة بحماية السفارة.

وعن قضيّة خطف شبلي العيسمي، قال ريفي أمام اللجنة، إن التحقيقات التي قامت بها الأجهزة الأمنية تدل على أن الطريقة ذاتها التي استعملت في خطف الإخوة جاسم، ربما تكون قد نفذت بواسطتها عملية خطف العيسمي.

وقد نفى السفير السوري لدى لبنان، علي عبد الكريم، الاتهامات حول تورط السفارة السورية في خطف معارضين سوريين في لبنان، معتبرا أنها «من دون أي دليل»، وأنها «تشكل إضرارا كبيرا بالتنسيق بين البلدين وبضرورة التكامل بالعمل الأمني بينهما».

في هذا الوقت، استمرت ردود الفعل المعارضة على ما تم كشفه من تورط السفارة السورية في بيروت في اختطاف معارضين سوريين، فاعتبر النائب بطرس حرب أن «الموضوع ليس موضوع حقوق المعارضين السوريين، بقدر ما هو قضية السيادة اللبنانية»، مؤكدا أنه «لن نقبل بأي شكل من الأشكال أن تقوم السفارة السورية بخطف أشخاص موجودين على الأراضي اللبنانية تحت أعين السلطات اللبنانية»، موضحا أن «هناك حكومة مسؤولة عن الأمن، وعليه سيتم مساءلتها»، ومضيفا أن «قيام سفير سوريا، علي عبد الكريم علي، بتوجيه انتقادات لسياسيين ومديرين عامين انتقاص للسيادة».

وشدد حرب على أنه «لا نقبل أن تكون السفارة السورية مركز وصاية بديل عن مركز عنجر». بدوره، رأى عضو كتلة المستقبل، النائب أحمد فتفت، أن «هناك مشكلة بدأت تكبر، وهي متجذرة بطريقة تعاطي السلطات اللبنانية والحكومة اللبنانية الحالية مع الوضع السوري بالذات»، لافتا إلى أن «هناك تجاهلا غير مقبول لكل تعد على السيادة اللبنانية، وكأن الأمور لا تحصل في الأصل».