إجراءات مشددة للأمن السوري تعوق عبور مئات الشاحنات المحملة بالبضائع من لبنان إلى سوريا

المرعبي يعتبرها تدابير عقابية ضد الشعب اللبناني

TT

تفاقمت أزمة اصطفاف مئات الشاحنات عند نقطة العبودية - الدبوسية الحدودية (شمال لبنان)، المستمرة منذ ثلاثة أيام بسبب إجراءات التفتيش المشددة التي تعتمدها الجمارك السورية، وهي أزمة غالبا ما تتكرر كلما تأزم الوضع السياسي بين لبنان وسوريا، وحتى مساء أمس تجاوز عدد المركبات المتوقفة عند نقطة الحدود الـ450 شاحنة محملة بشتى أنواع البضائع المنقولة برا باتجاه الدول العربية، ومصطفة بطابور تجاوز طوله الألف متر على جانبي الطريق الدولي.

وأشارت مصادر لبنانية إلى أن «زحمة الشاحنات تعود إلى التدقيق في تفتيش حمولة الشاحنات من قبل السلطات الجمركية والأمنية السورية، مما دفع بحركة العبور إلى التراجع من 200 شاحنة يوميا إلى عشر شاحنات فقط، مما سبب زحمة سير خانقة عطلت أيضا حركة عبور السيارات السياحية وحافلات الركاب بالاتجاهين»، مشيرة إلى أن «عناصر السير في قوى الأمن الداخلي حاولت جاهدة لإعادة فتح الطريق وتسهيل عملية المرور لكنها واجهت صعوبات شديدة».

وأوضح المدير العام للنقل البري والبحري المهندس عبد الحفيظ القيسي لـ«الشرق الأوسط»، أن «وزارة النقل اللبنانية تتابع هذه الأزمة مع المجلس الأعلى اللبناني - السوري، الذي يتواصل بدوره مع وزارة النقل السورية». ولفت إلى أن «لبنان ليس لديه معطيات عن الأسباب التي دفعت بالجمارك السورية إلى تشديد الرقابة على الشاحنات التي تعبر من لبنان إلى سوريا، بحيث سبق أن شددت مثل هذه الإجراءات في السابق ثم جرى معالجتها، واليوم عدنا إلى نفس المشكلة». وردا على سؤال أجاب «لا نعرف حقيقة ما إذا كانت أسباب هذه الإجراءات أمنية أم سياسية، لكننا كوزارة نسعى بشكل دائم وحثيث من أجل تخفيف الإجراءات وعمليات الفحص والتدقيق من قبل الجمارك السورية، نحن نقوم بكل جهد وسنرى ما هي المعطيات لديهم، أما متى تحل هذه الأزمة فلا جواب حاسما لدينا حتى الآن»، مشيرا إلى أن «الإجراءات الروتينية كانت تسمح بعبور نحو الـ200 شاحنة يوميا، أما اليوم وفي ظل هذه الإجراءات فإنه لا يسمح لأكثر من عشر شاحنات بالعبور يوميا وهذا هو السبب الرئيسي لأزمة اصطفاف مئات الشاحنات والآليات عند معبر العبودية الحدودي».

بدوره، علق عضو كتلة «المستقبل» النائب معين المرعبي على هذه الأزمة، فرأى أنه «بهذه الإجراءات يحاول النظام السوري أن يشعر اللبنانيين بأنه وصي دائم عليهم». وقال لـ«الشرق الأوسط»: «معلوم أن المنفذ البري الوحيد للبنان إلى العالم هو سوريا، لكون فلسطين محتلة من العدو الإسرائيلي، ولذلك فإن النظام السوري يستغل هذه النقطة، ويحاول من خلالها الضغط على الشعب اللبناني، الذي يقف إلى جانب الشعب السوري في محنته إنسانيا وأخلاقيا، لكن هذه الأزمة لن تستمر طويلا، لأن هذا النظام (السوري) إلى زوال ومع زواله يصبح الربيع العربي واقعا قائما وينفتح العرب على بعضهم البعض».