ابتكارات سورية لنشر «ثقافة المعارضة» بعيدا عن رقابة النظام

ناشط لـ«الشرق الأوسط»: مكبرات صوت لإرهاق الأمن والشبيحة

TT

لم يصدق سكان منطقة الصالحية وسط دمشق آذانهم حين سمعوا أغنية «سوريا بدها حرية» للمطرب الشعبي إبراهيم قاشوش، الشاب الحموي الذي قال ناشطون إن أجهزة الأمن السورية اقتلعت حنجرته عقابا على ترديده أغاني تناصر الثورة السورية، وهي تصدح في أرجاء المنطقة.

اعتقد السكان للوهلة الأولى أن المتظاهرين قد استطاعوا اختراق الحصار الأمني المشدد الذي تفرضه أجهزة الأمن والشبيحة على معظم أحياء دمشق الحيوية، ومنها تقاطع أحياء الصالحية والحمرا حيث تقع ساحة عرنوس إحدى الساحات الدمشقية الشهيرة، لكن سرعان ما اتضح أنه «بفل كبير» قام ناشطون بتثبيته على أحد الأبنية في المنطقة ليصدر أغاني تنتقد نظام الحكم وتدعوه للرحيل وأبرزها أغنية إبراهيم القاشوش «يلا ارحل يا بشار».

هذه الحادثة التي وقعت منذ شهرين تقريبا، تحولت إلى استراتيجية جديدة للتعبير عن الاحتجاج الرافض لممارسات نظام بشار الأسد. فتكررت العملية في أكثر من مدينة وبلدة سورية انضمت إلى حركة الاحتجاج المطالبة برحيل الأسد.

ويقول أحد الناشطين المعارضين لـ«الشرق الأوسط» عن هذا الأسلوب الجديد «هي طريقة مبتكرة للتظاهر والتكبير وإرهاق الأمن والشبيحة وعلى مدار ساعات عدة، ويتطلب تنفيذ هذه الطريقة، شراء سماعة (بفل) تعمل على البطارية، يمكن شراؤها من المحلات التي تبيع الجوالات والمسجلات وهي منتشرة بكثافة، سعرها يتراوح بين الـ500 و800 ليرة سورية وصوتها عال جدا ولها ريموت كنترول ومدخل (فلاش) usb، حيث يتم تنزيل هذه الهتافات على الـ(فلاش) وتشغيلها عبر البفل عن بعد».

كما يلفت إلى أنه «يجب أن يتم وضعها في أكياس للقمامة مثلا أو تحت السيارات الواقفة قرب الأسواق المكتظة بالسكان، ومن ثم يتم تشغيلها عن بعد، الريموت يستطيع التشغيل على بعد مترين تقريبا، لذلك من الأفضل أن تفرغ التسجيل في أول دقيقتين، حتى تستطيع الابتعاد عنها. من الممكن تشغيلها على أسطح البنايات حفاظا عليها من الأمن والشبيحة».

وكان المتظاهرون في سوريا قد أبدعوا منذ بداية انتفاضتهم ضد نظام الأسد في 15 مارس (آذار) الماضي، الكثير من الابتكارات البصرية والسمعية والكتابية للتعبير عن رفضهم لبقاء الرئيس بشار الأسد واستمرار حكمه.