في اليمين: نتنياهو رجل «الكرسي ـ لوجيا» وليس الآيديولوجيا

79% من الإسرائيليين يؤيدون صفقة شاليط

TT

في الوقت الذي تتزايد فيه حدة الانتقادات في إسرائيل لصفقة شاليط، التي تنفذ اليوم، تتصاعد قاعدة التأييد الشعبي لرئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، خلال هذه الصفقة، وتتزايد نسبة الإسرائيليين الذين يرون في نتنياهو «مسؤولا قابلا للضغط» أكثر مما هو «قائد جريء في اتخاذ قرارات حاسمة».

وقد تجلت هذه التناقضات بشكل شفاف في نتائج لاستطلاع رأي، نشرته صحيفة «يديعوت أحرونوت»، أمس، وأشار إلى أن 79% من الإسرائيليين يؤيدون هذه الصفقة «رغم الألم القائم فيها» (مبادلة أسير إسرائيلي واحد بـ1027 أسيرا فلسطينيا، قسم كبير منهم محكومون بالمؤبد)، بينما انخفضت نسبة معارضي الصفقة إلى 14% فقط.

بيد أن هذا التأييد لا يعني أن الإسرائيليين راضون عن الصفقة أو عن نتنياهو، الذي مررها في الحكومة. فقد أكد 65% من المستطلعة آراؤهم أنه كان بالإمكان التوصل إلى هذه الصفقة قبل فترة طويلة، وما كان من الضروري رفضها في حينه. وفقط 20% قالوا إنه لم يكن ممكنا التوصل إلى صفقة كهذه في الماضي.

وبينما قال 43% إن مصادقة نتنياهو على الصفقة تدل على أنه «قائد قوي وشجاع»، رأى 49% أن نتنياهو «قائد ضعيف، وقابل للضغط، ويخضع أمام مطالب الجمهور».

وعندما سئل الإسرائيليون عن رأيهم في الثمن الذي دفعته إسرائيل في هذه الصفقة، قال 50% إن إسرائيل دفعت ثمنا باهظا وتنازلت عن مبادئها، بينما قال 20% إن حماس هي التي تنازلت عن مبادئها، وقال 20% آخرون إن الطرفين دفعا الثمن نفسه، من حيث التنازل عن المبادئ. وقال 50% إن مخاوفهم الأمنية زادت بعد هذه الصفقة، مقابل 48% قالوا إنهم مطمئنون ويركنون إلى قدرات المخابرات الإسرائيلية في ملاحقة ومراقبة نشاط الأسرى المحررين. وقال 44% من الإسرائيليين إنهم سعداء بهذه الصفقة، و17% قالوا إنهم متأثرون، و15% قالوا إنهم يشعرون باعتزاز، و14% يشعرون بالقلق، و3% يشعرون بالغضب، و5% يشعرون بالخزي.

وفي إطار النقاش الدائر حول الصفقة في إسرائيل، توجه عدد من المعلقين والمحللين بالانتقاد إلى «محاولة جني الأرباح السياسية» التي تظهر في تصرفات عدد من المسؤولين، خصوصا لدى نتنياهو ووزير دفاعه، إيهود باراك، ورئيس الدولة شيمعون بيريس. فقد نشر المحرر السياسي لصحيفة «يديعوت أحرونوت»، ناحوم بارنياع، مقالا على الصفحة الأولى يقول فيه إن قرار نتنياهو وباراك القدوم إلى مطار «هار نوف» لاستقبال شاليط لدى إطلاق سراحه، والتقدم إلى سلم الطائرة كما لو أنهما يستقبلان زعيما سياسيا كبيرا لدولة عظمى، هو أمر «رخيص بشكل مقلق ومبعث للسخرية ومثير للأعصاب». وقال إن على نتنياهو أن يلجم غرائزه وينتظر بضعة أيام، ثم يستقبل شاليط وعائلته في مكتبه.