نزار الفتحاوي وأحلام الحمساوية من قفص الاحتلال إلى حفل الزفاف

حكم مدى الحياة وحكمت 16 مؤبدا ويتحرران اليوم ويتزوجان في عمان

أحد الأقرباء يحمل صورة تضم الأسيرين المحررين نزار وأحلام التميمي اللذين تمت خطبتهما وهما في السجن (أ.ف.ب)
TT

يتوقع أن تستقبل عائلة التميمي في قرية النبي صالح بالضفة الغربية، ابنها نزار، بعد إطلاق سراحه ضمن صفقة تبادل الأسرى. نزار الذي ينتمي لحركة فتح، كان قد حكم عليه بالسجن مدى الحياة في إسرائيل، بينما توجه عدد من أفراد العائلة إلى الأردن لاستقبال خطيبته أحلام التميمي، وكان حكم عليها بالسجن المؤبد 16 عاما وتنتمي إلى حماس.

يبلغ نزار اليوم 38 عاما وأحلام 31 عاما، وكلاهما ضمن قائمة الأسرى الفلسطينيين الذين تطلق إسرائيل سراحهم اليوم مقابل الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط.

وخلال يومي أمس وأول من أمس، عملت إسرائيل وحماس على إتمام التحضيرات الأخيرة تمهيدا لعملية تبادل أسرى غير مسبوقة، من المقرر تنفيذها اليوم، حيث تتسلم إسرائيل بموجبها الجندي جلعاد شاليط المحتجز في غزة منذ أكثر من خمس سنوات، مقابل مجموعة أولى تضم 477 أسيرا فلسطينيا، وستفرج إسرائيل، في غضون شهرين، عن مجموعة ثانية تضم 550 أسيرا فلسطينيا.

ونزار حكم عليه بالسجن مدى الحياة بسبب مشاركته في عملية قتل مستوطن إسرائيلي في بداية التسعينات، في حين شاركت أحلام في تقديم المساعدة لفلسطيني نفذ عملية انتحارية في أحد المطاعم الإسرائيلية في عام 2001.

وعايش محمود التميمي، شقيق نزار، تفاصيل العلاقة بين نزار وأحلام، كونه أمضى أربع سنوات داخل السجون الإسرائيلية التقى خلالها بشقيقه نزار. وسبق أن التقى بأحلام في الأردن قبل أن يتم اعتقاله.

وقال محمود لوكالة الصحافة الفرنسية: «قصة نزار ابن فتح وأحلام ابنة حركة حماس هي تعبير عن حقيقة الشعب الفلسطيني المتوحد، والانقسام القائم هو الحالة الشاذة».

وتحدث محمود عن لقائه بأحلام ابنة عمه في الأردن فيما كان نزار في السجن، قائلا: «وجدت تلك الفتاة المرتبطة بمشاعرها كاملة مع فلسطين، ووجدت أنها تعلق صور نزار في غرفتها، لأن نزار عنى لها القضية التي تحبها»، كما أوردت وكالة الصحافة الفرنسية. وأضاف: «طلبت مني في عام 1998 أن أؤمن لها تصريحا للدراسة في جامعة بير زيت، وهذا ما تم. وصلت أحلام إلى الأراضي الفلسطينية وانخرطت في التعليم الجامعي».

وبعد أعوام اعتقل محمود في السجون الإسرائيلية وحكم عليه بالسجن أربع سنوات في حين أن أحلام اعتقلت وهي في السنة الثالثة من دراستها الجامعية، وحكم عليها بالسجن المؤبد 16 عاما.

وقال محمود: «التقيت بشقيقي نزار في السجن ولم يكن يمضي يوم إلا ويبعث إلى أحلام برسالة من خلال الصليب الأحمر، وحملت هذه الرسائل مشاعر حب واشتياق ووطن وحرية». وتابع: «وبعد ذلك بعثنا أنا ونزار إلى والدي برسالة نسأله فيها بأن يتقدم رسميا إلى والد أحلام بخطبتها، بعد أن حكم على أحلام بالسجن المؤبد 16 عاما».

ويؤكد محمود أن ارتباط نزار بأحلام لم يكن بناء على رغبة العائلة بقدر ما كان بناء على رغبة الاثنين من خلال التواصل عبر الرسائل. وقال: «ارتبط الاثنان رغم واقعهما المعقد، إلا أن الأمل لم يغب عنهما لحظة بأنهما سيلتقيان يوما ما».

وقبل خمس سنوات تقدمت أسرة الشاب نزار بطلب يد الشابة أحلام لابنهم نزار، وسط حضور كبير من قبل الأهل لكن بغياب العروسين اللذين كانا يقضيان عقوبة بالسجن مدى الحياة.

وتقول افتخار عارف شقيقة أحلام: «لم نكن نأمل أن يتم إطلاق سراح أحلام ونزار، ولكن الحمد لله تم ذلك، وعلمنا أن اسم الاثنين ضمن الصفقة، لذلك بدأنا بترتيب حفلة لهما، هنا في (النبي صالح) وفي الأردن».

وسيتم إطلاق سراح نزار إلى بيته في النبي صالح، إلا أن أحلام سيتم إبعادها إلى الأردن حيث يوجد والدها وشقيقها.

ولم يسبق للعروسين نزار وأحلام أن التقيا إلا مرة واحدة، حينما كان نزار معتقلا وزارته أحلام في السجن. وقام الأهل بتركيب صورة تجمع بين الاثنين وتم تعليقها في منزل الفتاة أحلام التميمي.

ويقول حلمي التميمي ابن أخت أحلام، الذي يعمل في لجنة مواجهة الاستيطان في قرية النبي صالح: «خطبة نزار وخالتي أحلام، أكبر دليل على وحدة الشعب الفلسطيني، فنزار من فتح وأحلام من حماس، وهذا نموذج للأمل والحب ووحدة الشعب الفلسطيني».

وتقول افتخار، شقيقة أحلام: «سنكمل ترتيبات الزواج بين أحلام ونزار، فإذا لم تتمكن أحلام من العودة إلى النبي صالح فقد يتمكن نزار من التوجه إلى الأردن».

من جهته، قال الشاب حلمي: «نزار سيخرج دون التقيد بإجراءات أمنية مثلما فرضت إسرائيل على آخرين، وهذا ما يعطينا الأمل في أن يتمكن من التوجه إلى الأردن والالتحاق بعروسه هناك بين أهلها».

وقد جهزت عائلة التميمي نفسها كي تتوجه إلى الأردن للاحتفال بزواج ابنها نزار في حال تمكن بعد تنفيذ صفقة التبادل من التوجه إلى المملكة.

ويقول شقيقه محمود إن محاولات العائلة بدأت منذ الآن لترتيب حفل زواج نزار بأحلام، في الأردن.