آمر استطلاع في بوهادي لـ «الشرق الأوسط»: رصدنا موقع القذافي.. والقبض عليه خلال أيام

قيادي من ثوار غدامس استبعد وجوده في الصحراء الجنوبية

TT

قال سالم مفتاح الرفادي، آمر استطلاع المحور الجنوبي في بلدة بوهادي التابعة لمدينة سرت، التي ولد فيها العقيد الليبي معمر القذافي، إن قواته رصدت موقع العقيد الهارب في مكان من الصحراء الوسطى القريبة من سرت من ناحية الجنوب، وأضاف، في تصريحات مسجلة خصيصا لـ«الشرق الأوسط» تم الحصول عليها عبر وسيط بسبب صعوبة الاتصالات، أن القبض على «الطاغية» أصبح «مسألة أيام». ويقول المراقبون إن استمرار القذافي طليقا يمكن أن يسهم في عدم الاستقرار في البلاد، خاصة بعد أن بدأ أنصار له في تنفيذ دعوته للقيام بأعمال تخريبية منذ يوم الجمعة الماضي.

يأتي هذا في وقت تتزايد فيه العمليات العسكرية في آخر معقلين للقذافي في سرت وبني وليد بين قوات المجلس الانتقالي المكون من عشرات الآلاف من الثوار الذين تعضدهم طائرات حلف الناتو، وبين بقايا قوات العقيد القذافي الذي فر من العاصمة طرابلس بعد دخول الثوار إليها يوم 23 أغسطس (آب) الماضي.

وسبق لقيادات من المجلس الانتقالي أن قالت إن القذافي يوجد في المنطقة الصحراوية الجنوبية أو الجنوبية الغربية القريبة من بلدة غدامس على الحدود مع الجزائر، لكن علي سالم، من ثوار غدامس، استبعد وجود القذافي في تلك المنطقة، قائلا: «مشطنا حدود ليبيا مع الجزائر، والقذافي لن يهرب للمناطق المفتوحة؛ لأنه جبان. هو في الغالب بالقرب من بني وليد وسرت»، بينما أشار حمزة الشيباني المسؤول الإعلامي بمنطقة ودان، جنوب غربي سرت، إلى أن «مسقط رأس القذافي، الذي يشتبه في أنه يقيم بالقرب منه، عبارة عن منطقة وعرة يعرف الطاغية دروبها»، مشيرا إلى أن الأعمال التخريبية التي يقوم بها بعض أتباع القذافي أصابت منطقة الجفرة بانقطاع في الكهرباء استمر 3 أيام.

وقالت مصادر الثوار إنه أمام المقاومة الشرسة التي تبديها قوات القذافي جهز أحد القادة البارزين على جبهة القتال مع قوات القذافي، ويدعى العقيد صلاح أبو حليقة، رتلا من 3 آلاف سيارة إلى بني وليد، إضافة إلى نقل مئات الدبابات من الجفرة، لحسم معركة سرت، التي قالت إن عددا من كبار القيادات في النظام الليبي يتحصنون فيها، من بينهم المعتصم بالله، نجل القذافي، الذي أصبح «يعيش في سيارة (هيونداي) ذهبية اللون تحرسه 3 منصات صواريخ ومجموعة مسلحة بأفضل أنواع الأسلحة».

وأضاف الرفادي، الذي يتولى أيضا مسؤولية تأمين منطقة بوهادي، التي ولد فيها القذافي قرب سرت من ناحية الجنوب، أن الثوار تمكنوا من غلق سرت من جميع الجهات، مشيرا إلى أنه سيتم القبض على القذافي خلال أقل من أسبوع. وأضاف: «حددنا أماكنه التي يتنقل فيها.. هو في صحراء بجوار سرت. سرت تمت السيطرة عليها إلا من بعض الجيوب».

وتابع الرفادي أن قوات الثوار ألقت القبض على حراس شخصيين للمعتصم بالله ومدير مكتبه.

وأجاب علي سليمان، أحد ثوار «17 فبراير» في بلدة غدامس، عن أسئلة «الشرق الأوسط» بقوله: «إنه لا توجد أي مظاهر تدل على ما تردد عن وجود القذافي جنوب البلدة»؛ لأن الثوار قدموا من عدة مناطق، منها الزنتان وجادو والقلعة والرجبان ويفرن، لحماية ومراقبة المنطقة الجنوبية المحاذية للحدود مع الجزائر حتى أقصى الجنوب الغربي»، مشيرا إلى أن «المنطقة آمنة من أي وجود للقذافي هناك، لدرجة أن حقل الوفاء النفطي الواقع على بعد نحو 150 كم جنوب غدامس، الذي يعطي الغاز لإيطاليا، والمسؤول عن حراسته ثوار الزنتان، عاد للعمل».

وأضاف سليمان أن «القذافي جبان لا يلجأ إلى المناطق المفتوحة. من الممكن أن يكون قرب بني وليد». وتعد بني وليد مسقط رأس قبيلة ورفلة، كبرى القبائل الليبية، ويبلغ عدد أفرادها نحو مليون نسمة من جملة سكان ليبيا البالغين 6 ملايين. وينتمي القذافي إلى قبيلة القذاذفة التي يتركز وجودها في سرت التي يبلغ عدد سكانها أقل من مائة ألف نسمة.