وزير الإعلام يزور البابا شنودة.. وتشييع جنازة الضحية الـ27 لأحداث ماسبيرو

«الإخوان المسلمون» يرفضون اتهامهم بالعمل على إخراج المسيحيين من مصر إذا وصلوا للحكم

TT

في محاولة لامتصاص الغضب المسيحي من تغطية التلفزيون الحكومي لأحداث ماسبيرو الأخيرة، التي أسفرت عن مقتل وإصابة نحو 400 شخص أغلبهم من المسيحيين، زار وزير الإعلام المصري، أسامة هيكل، أمس، الكاتدرائية المرقسية (المقر البابوي) بالعباسية (شرق القاهرة)، حيث التقى البابا شنودة الثالث، بابا المسيحيين الأرثوذكس بمصر، وعددا من كبار الأساقفة.

وقالت مصادر كنسية بالمقر البابوي لـ«الشرق الأوسط»: «وزير الإعلام قدم تعازيه للبابا شنودة في ضحايا أحداث ماسبيرو، خلال اللقاء الذي استمر أكثر من ساعة، وعرض الوزير خلاله وجهة نظره بشأن تغطية التلفزيون الرسمي لأحداث ماسبيرو».

وأضافت المصادر أن «وزير الإعلام أكد أنه لن يسمح بأن يفرق التلفزيون المصري بين مواطن وآخر على أساس الدين، وقال إنه سيشكل لجنة للتحقيق في التغطية الإعلامية التي شابها الكثير من الأخطاء».

وكان هيكل قد وصف، في تصريحات إعلامية سابقة له، اتهام التلفزيون الحكومي بالتحريض ضد المسيحيين بأنه «كلام فارغ»، مؤكدا أن ما يردده بعض المثقفين عن دعوة التلفزيون المصري المواطنين للدفاع عن القوات المسلحة لم يحدث على الإطلاق. واتهم هيكل قنوات دينية إسلامية ومسيحية بالتحريض - كل ضد الطرف الآخر - خلال هذه الأحداث، وقال إنه يتمنى أن يتظاهر المسيحيون وغيرهم في مكان مفتوح آخر، لأن مبنى ماسبيرو له حساسية خاصة.

واستقبل البابا شنودة، أثناء وجود هيكل معه، الدكتور القس صفوت البياضي، رئيس الطائفة الإنجيلية بمصر، والأب فيليب نجم، من مطرانية الكلدان الكاثوليك، والمطران، أشود مناتسكانياني، مطران الأرمن الأرثوذكس بمصر، والدكتور سامح موريس، راعي كنيسة قصر الدوبارة، الذين حضروا لتقديم التعازي في ضحايا ماسبيرو.

إلى ذلك، شيعت أمس من الكاتدرائية المرقسية جنازة الضحية رقم 27 لأحداث ماسبيرو التي وقعت يوم الأحد قبل الماضي، بعد قداس رأسه الأنبا يوأنس والأنبا أرميا، سكرتيرا البابا شنودة الثالث. وكان مجدي فهيم مسعد (66 عاما) قد توفي أول من أمس خلال تلقيه العلاج من إصابته بإحدى مستشفيات القاهرة، بعد نحو أسبوع من الأحداث الأخيرة. وحضر تشييع الجنازة مئات المسيحيين وأعضاء اتحاد شباب ماسبيرو.

ونظم نحو ألفي مسيحي وقفة بالشموع أمام مقر الكاتدرائية المرقسية، الليلة قبل الماضية، في ذكرى مرور أسبوع على الأحداث، ورددوا هتافات منددة تطالب بالقصاص للضحايا، وتندد بسياسة الحكومة في التعامل مع الحادث.

ودخلت جماعة الإخوان المسلمين على خط كسب ود المسيحيين مع اقتراب غلق باب الترشح للانتخابات البرلمانية التي ستبدأ الشهر المقبل، إذ استقبل الدكتور محمد بديع، المرشد العام للجماعة، الليلة قبل الماضية، وفدا من جمعية «مواطنون من أجل الخير»، ضم 15 شابا مسلما ومسيحيا، وقال لهم: «إن الشعب المصري بمسلميه ومسيحييه أصبح (اتحاد ملاك) لهذا الوطن، ويجب أن يحموه جميعا، ويعيدوا لمصر واجهتها التي ضيعت لعشرات السنين»، مضيفا أن «هناك عدوا يكذب على أشقائنا المسيحيين للوقيعة بينهم وبين المسلمين، وإثارة المصطلح الكاذب (الفتنة الطائفية)».

وأضاف المرشد، موجها حديثه للشباب: «إن عدوكم واحد، وهو الشيطان، وله زبانيته الذين يسعون للوقيعة بينكم، ليفسد مشهد وحدة الشباب المسلم والمسيحي في ميدان التحرير». ودعا بديع الشباب المسلم والمسيحي للمشاركة في الانتخابات البرلمانية المقبلة بقوة، للمساهمة في التطهير والتغيير والبناء.

وعلى صعيد متصل، أعرب الدكتور محمد سعد الكتاتني، الأمين العام لحزب الحرية والعدالة (الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين)، عن استنكاره لتقرير نشر في القاهرة، أمس، منسوبا لصحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية، قالت فيه إن سيطرة حزب الإخوان على السلطة سيؤدي إلى مغادرة المسيحيين البلاد.

وأكد الكتاتني أن المسيحيين هم جزء لا يتجزأ من الوطن، معربا عن رفضه لمثل هذه الافتراءات التي يروج لها اللوبي الصهيوني في أميركا، ليؤجج الفتنة بين أبناء مصر.