مسلحون يفجرون مقرا للجبهة التركمانية في كركوك.. ورئيسها يطالب بقوة حماية خاصة

قائد شرطة المحافظة لـ «الشرق الأوسط»: الدعوة غير قانونية.. ولا مانع من تعيينهم على ملاكاتنا

شرطي عراقي يعاين الدمار الذي خلفه تفجير استهدف مقرا للجبهة التركمانية في كركوك أمس (أ.ف.ب)
TT

تعرض مقر للجبهة التركمانية العراقية، في مدينة كركوك، إلى دمار شامل نتيجة هجوم بعبوة ناسفة في أحد أحياء مدينة كركوك القديمة، دون أن يسفر عن وقوع ضحايا، بينما أنحى قائد شرطة المدينة باللائمة على مسؤولي الجبهة لإهمال الحراسة في المقر المذكور.

ففي اتصال مع قائد شرطة كركوك، اللواء جمال طاهر، أكد لـ«الشرق الأوسط» أن هجوما بعبوة ناسفة نفذه مسلحون مجهولون صباح أمس استهدف مقرا للجبهة التركمانية في حي قورية، أحد أقدم الأحياء السكنية في كركوك، وألحق دمارا شاملا بالمقر وأضرارا بليغة بمبنى مجاور له وأنه «في التحقيقات الأولية التي باشرتها أجهزة الشرطة تبين أن الهجوم نفذ بمادة (تي إن تي) شديدة الانفجار، زرعت في المقر المذكور في ساعة متأخرة من الليل». وأشار طاهر، الذي سارع إلى موقع الحادث لمعاينة الأضرار: «بعد وصولي إلى المقر المذكور تبين لي أنه كان خاليا من الحراسة، على الرغم من تنبيهاتنا المتكررة لمسؤولي الجبهة بتكثيف الحراسة على مقراتهم، خاصة مع تصاعد الهجمات التي استهدفت التركمان في الفترة الأخيرة، فعندما حققت مع المنتسبين الموجودين هناك أبلغوني أنهم كانوا موجودين حتى الساعة الواحدة من بعد منتصف الليل ثم غادروا المقر، في حين يفترض أن يبقى الحراس هناك على مدار 24 ساعة، وهذا ما سهل نجاح المسلحين الإرهابيين بزرع العبوة الناسفة».

كان رئيس الجبهة التركمانية أرشد الصالحي، عضو البرلمان العراقي، قد أشار، في تصريحات صحافية، إلى أن «ما جرى هو جزء من مسلسل استهداف التركمان، فقد نسفوا داري بالأمس ثم استهدفوا الأطباء التركمان ثم الأطباء العاملين في مستشفى الشفاء الخيري التابعين للجبهة التركمانية»، مضيفا أن «هذا الاعتداء خير دليل على استهداف المكون التركماني ومن يمثله في الجبهة التركمانية». ويرى الصالحي، الذي يطالب بتشكيل قوة تركمانية لحمايتهم في كركوك، أنه «لا قيمة لاستنكار الاعتداءات التي تقع علينا؛ فالحكومة عاجزة ومجلس النواب عاجز أمام حماية المكون التركماني، ولدينا عدة خيارات ومنها المطالبة بمساعدة دولية لحماية الشعب التركماني».

وردا على الطلب التركماني بتشكيل قوة خاصة لحماية مقراتهم، قال اللواء طاهر: «نعتقد أن هذه الدعوة غير قانونية؛ فلا يجوز تقسيم الجيش والشرطة على أساس الانتماء القومي أو الطائفي؛ لأن الجيش والشرطة يفترض أن يكونوا موحدين، هم لم يستطيعوا حماية هذا المقر الصغير لهم حيث تركه حراسه وهم من أفراد حماية الجبهة، فكيف يستطيعون حماية عشرات المقرات الأخرى التابعة لهم؟ لذلك لا أعتقد أن هناك جدوى بتشكيل تلك القوة الخاصة التي يقترحها رئيس الجبهة». وبسؤاله عن حالة سابقة لتشكيل القوات الخاصة مثلما جرى بتشكيل قوة مسيحية خاصة بأمر من الرئيس العراقي جلال طالباني، قال قائد شرطة كركوك: «صحيح تشكلت هذه القوة المسيحية الخاصة، لكنهم تدربوا من قبلنا وتسلحوا بأسلحتنا، وهم منضوون الآن تحت مسؤولية قيادة الشرطة وليسوا معزولين عنها، وبالنسبة للتركمان لا نمانع أيضا بتشكيل قوة خاصة بهم ضمن قيادة شرطة المحافظة، فإذا تسنى لهم استحصال الموافقة من الحكومة العراقية فنحن على استعداد تام لتعيينهم على ملاكاتنا وتدريبهم وتوفير المستلزمات التي يحتاجونها لحماية مقراتهم على غرار قوة الحماية المسيحية للكنائس والمراكز الدينية التابعة لهم».

من جهته، رفض قيادي تركماني دعوة الجبهة التركمانية بتشكيل القوة الخاصة واعتبرها تفتيتا لجهود الجيش والشرطة العراقيين. وقال جمال شان، القيادي في الحزب الوطني التركماني العراقي، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»: «إن شعار الجيش منذ القدم هو أنه فوق الميول والاتجاهات، وهو جيش وطني مهمته حماية البلد، عليه فإننا نفضل تشكيل قوة مشتركة من جميع المكونات التركمانية والكردية والعربية، على أن تكون قوة مهنية ومتوازنة تقوم بمهمة حماية المحافظة، فنحن لا نريد أن نفتت أو نشتت جهود قوات الجيش والشرطة في مثل هذه الظروف الأمنية الخطيرة، وفي حال تعذر ذلك الحل فمن الممكن زيادة عدد أفراد التركمان داخل تشكيلات الجيش العراقي لكي تكون متوازنة وممثلة من جميع المكونات، وبتحقيق أحد هذين الحلين لن نكون بحاجة إلى قوات خاصة بالتركمان».

في سياق متصل، كشفت مصادر في مديرية شرطة المحافظة عن أن «مسلحين مجهولين خطفوا، أمس، شابا كرديا في الحي العسكري بالمدينة». وقالت قيادة شرطة المدينة: «إن مسلحين يستقلون سيارة من نوع (أوبل)، ألمانية الصنع، خطفوا شابا في الحي العسكري بمدينة كركوك يدعى أحمد عماد، يبلغ من العمر 15 عاما واقتادوه إلى جهة مجهولة. وكشفت قيادة الشرطة عن أن «والد الشاب المخطوف هو من أحد الوجهاء الأكراد المعروفين في الحي المذكور، وأن السلطات الأمنية باشرت تحقيقاتها حول الحادث والبحث عن الشاب المخطوف».