حلف الأطلسي: قوات الأمن الأفغانية تحرز «تقدما كبيرا»

مصادر أميركية: باكستان تميل إلى إجراء حوار مع طالبان

الرئيس الألماني كريستيان وولف داخل طائرة هليكوبتر من طراز «أباتشي» أميركية أثناء رحلة من مدينة مزار الشريف إلى قندز في أفغانستان أمس (رويترز)
TT

قال رئيس التدريب في قوات حلف الأطلسي أمس إن قوات الأمن الأفغانية تحرز «تقدما كبيرا» مع زيادة العديد من العناصر التي تنضم إليها وحصولها على تدريب أفضل. إلى ذلك، قال متحدث باسم الجيش الباكستاني إن بلاده حثت أفغانستان والقوات التي تقودها الولايات المتحدة مرارا على ملاحقة مولوي فضل الله، وهو رجل دين من الأعضاء البارزين بحركة طالبان. وشارك مقاتلو فضل الله في هجمات عبر الحدود قتل فيها نحو 100 من أفراد قوات الأمن الباكستانية في الأشهر القليلة الماضية غير أنه لم يتم اتخاذ أي إجراء بهذا الصدد.

من جهته، أعرب الجنرال وليام كالدويل الذي يستعد لمغادرة منصبه عن تفاؤله بشأن قدرة أفغانستان على «المحافظة على القوة التي بنيناها.. على المدى الطويل» بعد انسحاب القوات الأجنبية وتسليمها السلطات للقوات الأفغانية بنهاية عام 2014. وتأتي تصريحاته المتفائلة مناقضة تماما للمخاوف المنتشرة حول قدرة الجيش والشرطة الأفغانية على حماية البلاد. وبعد عقد من الحرب، تقول القوات الأميركية على الأرض إن القوات الأفغانية لا تزال تعتمد عليها بشكل كبير ولا تأخذ زمام المبادرة، حسب وكالة الصحافة الفرنسية. إلا أن كالدويل قال إن قوات الأمن الأفغانية أصبحت تضم الآن 306 آلاف عنصر مما يزيد على هدف التجنيد لهذا العام، كما تم تعيين 50 ألف ضابط، وأصبحوا يحصلون على تدريب موحد ومعدات وأسلحة أفضل.

وقال «قبل عامين كانت هناك أسباب قوية للتشكك.. ولكن اليوم نرى القوات الوطنية تحصل على التدريب والتجهيز وتقوم بإعداد قادة وتزويد أشخاص بالمهارات المهنية الملائمة والمؤسسات والأنظمة لجعل هذه القوات دائمة وقوية». وأضاف أنه تم تحسين الرواتب وإدخال برامج محو الأمية في القوات الأفغانية لمعالجة هاتين المسألتين الأساسيتين في الجيش. وازداد عديد قوات الجيش والشرطة الأفغانية إلى العدد الحالي مقارنة مع نحو 190 ألفا في أواخر 2009 عند بدء برنامج التدريب الحالي. وبلغت ميزانية عمليات التدريب التي تقودها الولايات المتحدة 11.6 مليار دولار هذا العام وحده، ويبلغ عدد القوات الأفغانية حاليا 170 ألف جندي، ومن المقرر أن يرتفع عديد قوات الجيش والشرطة الأفغانية إلى 352 ألفا بحلول نوفمبر (تشرين الثاني) 2012. وسيتم تجهيز القوات الأفغانية بمركبات وأسلحة وأجهزة اتصالات وطائرات بقيمة 2.7 مليار دولار في الفترة من أغسطس (آب) 2011 إلى مارس (آذار) 2012، وهي زيادة كبيرة في توفير المعدات في إطار عملية الإنفاق ككل. إلى ذلك، ذكرت صحيفة «واشنطن بوست» الأميركية أمس أن الحكومة الباكستانية باتت أقل رغبة من أي وقت مضى في مجابهة الجماعات المتمردة على ما يبدو، وتميل بصورة أكبر إلى بناء السلام معها، في ظل خيبة الأمل الأميركية المتزايدة بشأن تعامل الحكومة في إسلام آباد مع التمرد الإسلامي المسلح.

وأشارت الصحيفة في مقال لها إلى أن المسؤولين الباكستانيين رفضوا في عدد من التصريحات التي أدلوا بها مؤخرا فكرة اتخاذ إجراء عسكري قوي ضد المتمردين المتمركزين في المنطقة القبلية بالبلاد، داعين بدلا من ذلك إلى هدنة.

وفي قمة عقدت مؤخرا، أصدر بعض القادة السياسيين قرارا لم يدينوا فيه «الإرهاب»، بل قالوا فيه إن سياستهم تتمثل في الحوار. وتقول «واشنطن بوست» إن هذا القرار اعتبر على نطاق واسع أنه يحمل ختم الجيش الباكستاني القوي، الذي تحدث اثنان من أعلى قياداته في هذا المؤتمر. هذا النهج أصاب المسؤولين الأميركيين بالحيرة، بحسب الصحيفة، وأثار الجدل مجددا في باكستان بشأن كيفية التعامل مع المتمردين الذين قتلوا الآلاف في هجمات بمختلف أنحاء البلاد.

ولفت المقال إلى أن هناك الكثير من الأمور لم تتضح بعد بشأن إمكانية صنع السلام، بما في ذلك الجماعات المسلحة التي تشملها عملية السلام أو الراغبة في المشاركة بها. غير أن بعض المحللين يقولون إن باكستان فقدت العزيمة على قتال المتمردين في البلاد، الذين يعتبرهم الكثيرون في باكستان بمثابة «إخوة ساخطين».

ويقول رحيم الله يوسف ضائي، وهو صحافي وخبير باكستاني بشؤون التمرد المسلح في شمال غربي البلاد: «لقد وافق الجميع على ما أراده الجيش» في القمة السياسية التي عقدت مؤخرا، مضيفا أنه «بات من الواضح أن الجيش لم تعد لديه رغبة في شن العمليات العسكرية».

تقول «واشنطن بوست» في مقالها إن الكثيرين في باكستان يعربون عن تشككهم بشأن فعالية المحادثات المنشودة، قائلين إن مثل هذه الجهود باءت بالفشل في الماضي. غير أن هذه الفكرة لاقت تأييدا من الأحزاب الإسلامية وقادة سياسيين آخرين.