أوباما يطالب الناخبين في نورث كارولينا بالتصويت ضد خطة الجمهوريين لخلق وظائف

الرئيس الأميركي يعلن تقديم خطته على أجزاء ويطالب الكونغرس بالتصويت على جزء واحد

TT

هاجم الرئيس الأميركي باراك أوباما أعضاء الكونغرس لرفضهم تمرير مشروع القانون الذي قدمه لخلق وظائف، وقال أوباما لمناصريه الذين تجمعوا في مطار ناشفيل بولاية نورث كارولينا «أنا هنا لأنصت لكم واستمع إلى مشكلاتكم، بينما لا يوجد كثير من الإنصات في واشنطن، ولا يستمع أعضاء الكونغرس لمن أعطاهم مقاعدهم». واقترح أوباما مشروعات محلية في المدينة وقال «هناك الكثير الذي نستطيع عمله من بناء مدارس وكباري، يمكننا توسيع ممرات مطار ناشفيل لدفع الاقتصاد والسياحة، فهناك الكثير ممن يبحثون عن عمل، والعائلات تبحث عن الأمان، والآلاف في مجال الإنشاءات فقدوا وظائفهم ويريدون العودة للعمل، ولا يوجد سبب لكي نجلس ونرى أفضل مطار يتم بناؤه في الصين وليس في الولايات المتحدة».

وأضاف أوباما «إن الجمهوريين قالوا لا لمشروعه الذي يريد به مساعدة الأميركيين ليجدوا وظائف، وهو المشروع الذي يسانده 63% من الأميركيين بينما يقف 100% من الجمهوريين ضده، وهذا ليس منطقيا».

وتهكم أوباما على مشروع قانون خلق الوظائف الذي قدمه الحزب الجمهوري وقال للجمهور «لنقارن بين الخطتين، إن خطتي تهدف لتخفيض الضرائب على الشركات الصغيرة، بينما خطة الجمهوريين تريد إعطاء شركات وول ستريت الحرية أن تفعل ما تشاء، خطتي تستهدف عودة المدرسين إلى المدارس وعودة رجال الإنشاء إلى وظائفهم، وأن يقوم الأثرياء بدفع النصيب العادل من دخلهم كضرائب، وأن يحصل 30 مليون أميركي على الرعاية الصحية، ويرفض الجمهوريون ذلك ويرفضون مساعدة الشركات الصغيرة أو توفير الرعاية الصحية للطبقات الفقيرة والمتوسطة، قرروا أنتم ما هي الخطة الحقيقية».

واعترف أوباما أنه يفكر في الانتخابات القادمة بعد ثلاثة عشر شهرا لكنه أوضح أن الأميركيين لا يحتملون الانتظار ولا بد من العمل لخلق وظائف وقال «الأسبوع الماضي عقدنا اتفاقا مع كوريا الشمالية لتصدير منتجات أميركية وخلق 70 ألف فرصة عمل، وسأعطي الكونغرس فرصة أخرى ليقوم بالعمل الصحيح، وسأطلب منه التصويت على جزء واحد من الخطة، المتعلق بعودة الآلاف المدرسين وآلاف رجال الإطفاء والشرطة لعملهم ثم سأطلب منهم التصويت بعد ذلك على الجزء المتعلق بعودة رجال الإنشاء لأعمالهم».

كان أوباما قد انطلق أمس الاثنين في رحلة تستغرق ثلاثة أيام بالحافلة للترويج لقانون الوظائف الذي قدمه للكونغرس ولحشد الأميركيين للضغط على أعضاء الكونغرس للتصديق على التشريع، وهو المشروع الذي صوت مجلس الشيوخ برفضه، وأعلن الرئيس أوباما أن تصويت مجلس الشيوخ برفضه لا يعنى نهاية الحرب. وقد بدا أوباما رحلته بالطائرة إلى مطار ناشفيل ثم استقل بعد الخطاب حافلة سوداء تقله إلى مدينة ميلرزجريك في ولاية نورث كارولينا ثم إلى ولاية فيرجينيا.

وأعلن البيت الأبيض أن رحلة الرئيس تستهدف ولايتي نورث كارولينا وفيرجينيا ويلقي أوباما خطابا حول الاقتصاد والسياسات الاقتصادية لخلق فرص عمل. ويستهدف أوباما بذلك ولايات محورية حققت له الفوز في انتخابات 2008.

وتعد ولايتا نورث كارولينا وفيرجينا من الولايات الحمراء التي تصوت بشكل تقليدي للحزب الجمهوري، لكن أوباما استطاع تحقيق الفوز فيهما في انتخابات عام 2008، وتشير استطلاعات الرأي إلى أن تأييد أوباما لدى الناخبين في الولايتين يتأكل خاصة مع ارتفاع معدلات البطالة إلى 10.4% وتعد الولايتان الآن من الولايات المتأرجحة، ويؤثر تصويت الولايتين في نتائج انتخابات 2012 الرئاسية.

وكان مجلس الشيوخ قد انتقد مشروع القانون الذي قدمه أوباما موضحا أنه المشروع يفرض ضرائب إضافية بنسبة 5.6% على الأثرياء بدلا من مزيج من الزيادات الضريبية على من يحققون دخلا أكثر من 250 ألف دولار سنويا. وعارض الجمهوريون في مجلس الشيوخ تلك القرارات وأكدوا معارضتهم لفرض أي ضرائب جديدة أو زيادة الضرائب. وقدم الحزب الجمهوري خطة بديلة لخلق الوظائف أعلن عنها السيناتور جون ماكين والسيناتور راند بول الأسبوع الماضي وتدعو الخطة إلى إصلاح قانون الضرائب وتدعو لإحداث توازن في الميزانية ووقف جميع اللوائح الاتحادية الجديدة. وأعلن الحزب الجمهوري أنه على استعداد للجلوس مع الرئيس أوباما والديمقراطيين لإيجاد أرضية مشتركة حول قضية خلق وظائف وتعديلات الضرائب.

ويقول المحللون إن الرئيس أوباما يهدف للاستفادة من غضب الأميركيين الذين شنوا حملة احتلوا وول ستريت ويؤكد شكاواهم حول جشع الشركات المالية الكبيرة. وقد ازدادت مظاهرات الغضب وبلغت ذروتها في احتجاجات عنيفة دفعت الشرطة إلى اعتقال العشرات من المتظاهرين.

وكان أوباما في شارك في رحلة مماثلة في أغسطس (آب) الماضي إلى ولايات ايوا والينوي ومينيسوتا مطالبا أنصاره بدعم دعوته لتمرير قانون الوظائف التي تتكلف 450 مليار دولار في مشروعات للبنية التحتية وتقديم حوافز ضريبية وإعانات للبطالة. ويقول البيت الأبيض إن مشروع القانون الذي قدمه أوباما سيخلق 1.9 مليون وظيفة ويدعم نمو الاقتصاد الأميركي.