أوباما يرحب بنهاية فصل «مؤلم» مع إعلان مقتل القذافي.. و«أمنيستي» تطالب بالتحقيق

ميدفيديف يصف نهايته بأنها «خبر رائع» * كاميرون: يجب تذكر ضحاياه

TT

تواصلت أمس ردود الفعل الدولية والعربية بشأن مقتل العقيد الليبي معمر القذافي أمس في سرت على يد قوات المجلس الوطني الانتقالي. وقال الرئيس الأميركي باراك أوباما، أمس، إن مقتل القذافي يشكل «نهاية فصل طويل ومؤلم» بالنسبة إلى الليبيين، داعيا السلطات الليبية الجديدة إلى بناء بلد «ديمقراطي» و«متسامح»، حسب وكالة الصحافة الفرنسية.

وقال أوباما في مداخلة مقتضبة في البيت الأبيض، أعلنت حكومة ليبيا مقتل معمر القذافي. هذا الأمر يشكل نهاية فصل طويل ومؤلم بالنسبة إلى الليبيين الذين أمامهم فرصة لتحديد مصيرهم بأنفسهم في ليبيا جديدة وديمقراطية.

ومن جانبه، صرح نائب الرئيس الأميركي جو بايدن، أمس، أن قتل القذافي أثبت صحة قرار الإدارة الأميركية بالإصرار على أن تتولى دول أخرى في حلف شمال الأطلسي (الناتو) زمام القيادة في الحملة الجوية التي استمرت عدة أشهر في ليبيا. وقال «الناتو صحح الأوضاع. والشعب الليبي تخلص من ديكتاتور، وإن أمامه فرصة». وكان بايدن يتحدث في اجتماع في بليموث بولاية هامبشاير. وأعلن بايدن أن الولايات المتحدة أنفقت «ملياري دولار ولم تفقد شخصا واحدا».

وفي لندن، أشاد رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون أمس بـ«شجاعة» الليبيين الذين حرروا بلادهم، وقال إنه من المهم تذكر ضحايا نظام القذافي الكثيرين، حسب وكالة الأنباء الألمانية. وقال كاميرون إنه «فخور» بالدور البريطاني في وضع نهاية للنظام.

وأضاف: «يتعين أيضا أن نتذكر الليبيين الكثيرين جدا الذين لقوا حتفهم على يد هذا الديكتاتور الوحشي ونظامه». وتابع أن الليبيين أمامهم الآن فرصة أكبر لبناء مستقبل قوي وديمقراطي، و«سوف نساعدهم ونعمل معهم».

وفي باريس، اعتبر الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي أمس أن مقتل القذافي يشكل «مرحلة رئيسية» لتحرير ليبيا، معتبرا أن «صفحة جديدة» تفتح بالنسبة إلى الشعب الليبي.

وقال ساركوزي، في بيان إن «مقتل القذافي يشكل مرحلة رئيسية في النضال الذي يخوضه الشعب الليبي منذ أكثر من ثمانية أشهر للتحرر من النظام الديكتاتوري والعنيف الذي فرض عليه طوال أكثر من أربعين عاما».

وأضاف أن «تحرير مدينة سرت يشكل بداية عملية تولاها المجلس الوطني الانتقالي لإرساء نظام ديمقراطي في ليبيا تشارك فيه كل المكونات ويضمن الحريات الأساسية».

وتابع ساركوزي في بيانه «كما منذ الأيام الأولى لانتفاضة الشعب الليبي ضد القمع، فإن فرنسا تقف إلى جانبه لدعم هذه المسيرة».

واعتبر أن «صفحة جديدة تفتح بالنسبة إلى الشعب الليبي، صفحة المصالحة ضمن الوحدة والحرية».

وبدوره، رحب وزير الخارجية الفرنسي، آلان جوبيه، أمس بـ«نهاية 42 عاما من الطغيان» في ليبيا مع إعلان السلطات الليبية مقتل القذافي، وأكد أن فرنسا «فخورة» بمساعدتها الشعب الليبي.

وقال جوبيه للصحافيين في نيودلهي إن «إعلان مقتل القذافي وسقوط سرت يشكلان نهاية مرحلة بالغة الصعوبة بالنسبة إلى الشعب الليبي. إنها نهاية 42 عاما من الطغيان، من نزاع عسكري كان قاسيا جدا على الشعب الليبي». وأضاف أنه «حدث تاريخي. إنها بداية عصر جديد من الديمقراطية والحرية وإعادة إعمار البلاد».

وتابع جوبيه أن «فرنسا فخورة بأنها ساعدت الشعب الليبي»، في إشارة إلى الدور الذي اضطلعت به القوات الفرنسية في إطار العملية العسكرية لحلف الأطلسي خلال أشهر النزاع.

ومن جهته، قال وزير الدفاع الفرنسي جيرار لونغيه إن طائرات فرنسية أوقفت موكبا كان يقل معمر القذافي إلى خارج معقله في مدينة سرت أمس قبل مقتله.

وفي بروكسل، قال الاتحاد الأوروبي إن نبأ وفاة القذافي يسجل نهاية حقبة من الديكتاتورية والاضطهاد للشعب الليبي، الذي عانى على مدى سنوات طويلة، والآن يمكن لليبيا أن تطوي صفحة الماضي وتعانق الديمقراطية، وطالب الاتحاد الأوروبي، المجلس الوطني الانتقالي في ليبيا بخلق أرضية للمصالحة الوطنية لينخرط كل الليبيين في المسار الديمقراطي، وفي السلام.

جاء ذلك في بيان صدر باسم كل من رئيس مجلس الاتحاد الأوروبي هرمان فان رومبوي ورئيس المفوضية الأوروبية مانويل باروسو.

وفي موسكو، قال الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف عن مقتل القذافي «إنه خبر رائع بكل تأكيد». وذكر ميدفيديف ردا على سؤال لوكالة أنباء «ايتار تاس» في المؤتمر الصحافي الذي عقده في ختام مباحثاته مع رئيس الحكومة الهولندية مارك ريوتيه، أنه يشاطر الضيف الهولندي ما قاله حول أن هذا النبأ، وفي حال تأكيده، خبر رائع. وكان رئيس الحكومة الهولندية يعلق على ما تردد في البداية حول أسر القذافي، معربا عن أمنياته في نقله إلى هولندا في حال التأكد من نبأ اعتقاله. غير أن ميدفيديف سارع ليؤكد أن روسيا لا علاقة لها باعتقال العقيد الليبي، وإن قال إن ليبيا يجب أن تصبح دولة سياسية عصرية وعلى الليبيين تقرير مصائرهم بأنفسهم. وأردف قائلا إن روسيا تعول على إحلال السلام في ليبيا، وإنها لا بد أن تكون دولة ديمقراطية عصرية يستطيع فيها كل ممثلي القبائل الليبية التوصل إلى اتفاق حول هيكلية السلطة في ليبيا بما يمكن معه بناء الدولة العصرية.

وفي نيويورك، رحب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أمس بإعلان مقتل القذافي، معتبرا أن هذا الأمر «انتقال تاريخي بالنسبة إلى ليبيا».

وأضاف «بالتأكيد، يشكل هذا اليوم انتقالا ديمقراطيا بالنسبة إلى ليبيا»، لكنه تدارك أن الطريق بالنسبة إلى ليبيا وشعبها سيكون صعبا وحافلا بالتحديات. «حان الوقت الآن أن يتوحد جميع الليبيين».

وتابع كي مون الذي كان يتحدث في مؤتمر صحافي خصصه للتطورات الليبية «فلنقر فورا بأن هذا الأمر ليس سوى نهاية البداية».

وقال أيضا «على مقاتلي الجانبين أن يسلموا أسلحتهم ويتوحدوا بسلام. حان الوقت لإعادة الإعمار وتضميد (الجروح)، حان الوقت للسخاء وليس للثأر».

وفي برلين، قالت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل أمس إن ليبيا أصبحت الآن حرة للشروع في بداية جديدة، والقيام بإصلاحات ديمقراطية سلمية بعد موت القذافي، حسب ما ذكرت «رويترز».

وقالت ميركل في بيان «هذا ينهي حربا دمويا شنها القذافي ضد شعبه. الطريق الآن ممهد لبداية سياسية جديدة وبسلام. ألمانيا تشعر بارتياح وسعادة غامرة بهذا الشأن». وتابعت ميركل أن ليبيا يجب أن تقوم الآن بإصلاحات سياسية «لضمان عدم ضياع إنجازات الربيع العربي».

وفي استوكهولم، أعرب قادة دول شمال أوروبا عن ترحيبهم بنهاية عهد العقيد القذافي بمقتله، واصفين تلك النهاية بأنها نهاية «فصل مظلم» من تاريخ ليبيا.

وقال رئيس الوزراء السويدي فريدريك راينفيلت: «إنه نصر للشعب الليبي الذي ثار ضده.. نصر لكل من آمنوا بالحركة (الثورية) في المجتمع الدولي.. ونصر لكل السويديين الذين ساهموا في تحقيقه».

وأضاف راينفيلت أن «ليبيا الجديدة ستكون بحاجة إلى مساعدات إنسانية وأشكال أخرى من الدعم لبناء مجتمع مدني جديد».

وقال وزير خارجية الدنمارك فيلي سوفندال: «فصل مظلم في تاريخ ليبيا أسدل الستار عليه. تستطيع ليبيا الآن أن تخطو خطوات مهمة نحو الحرية والديمقراطية».

وفي النرويج، قال وزير الخارجية جوناس جار ستور إن الأحداث تمثل نقطة تحول تاريخية وذكر بأن «رفض القذافي الدخول في حوار مع شعبه أسهم في (مد) الصراع الطويل الذي سبب معاناة بالغة للمواطنين المدنيين».

وفي بروكسل، صرح دبلوماسيون من حلف شمال الأطلسي (الناتو) لوكالة الأنباء الألمانية أمس أن سفراء الناتو سوف يعقدون اجتماعا استثنائيا اليوم لمناقشة إنهاء العمليات العسكرية في ليبيا.

إلى ذلك، قال الاتحاد الأفريقي أمس إنه رفع تجميده لعضوية ليبيا. وأضاف في بيان أنه قرر «التصريح للسلطات الحالية في ليبيا بشغل مقعد ليبيا في الاتحاد الأفريقي وهيئاته».

وفي جوهانسبورغ، أعلنت حكومة جنوب أفريقيا أنها أخذت علما أمس بمقتل القذافي، وتأمل بأن يؤدي هذا الأمر إلى وقف الأعمال العسكرية وعودة السلام إلى ليبيا.

وقالت الحكومة في بيان «نحض المجلس الوطني الانتقالي على البدء جديا بعملية بناء للوحدة الوطنية والمصالحة، إضافة إلى نزع أسلحة جميع المقاتلين وإعادة دمجهم في المجتمع» الليبي.

وفي أوتاوا، قال مسؤول حكومي كبير أمس إن المهمة العسكرية لكندا في ليبيا ستنتهي خلال أسبوعين.

وفي جدة، رحب الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي، أكمل الدين إحسان أوغلي، أمس بـ«طي صفحة» نظام القذافي، ودعا الليبيين إلى الوحدة والابتعاد عن الثأر.

وأعرب أوغلو عن «ترحيبه بالتطورات الأخيرة في ليبيا بعد تحرير مدينة سرت نهائيا من قبضة فلول النظام السابق، والتي أسفرت عن مقتل القذافي».

وأضاف في بيان تلقت وكالة الصحافة الفرنسية نسخة منه أن من شأن «السيطرة الكاملة للثوار على كامل الأراضي الليبية وطي صفحة النظام السابق أن يضعا حدا لنزاع مسلح استمر أكثر من ثمانية أشهر وأزهق أرواح آلاف الأبرياء وهدد وحدة البلاد».

وفي القاهرة، عبر مجلس الوزراء المصري أمس، عن تطلعه لبدء الشعب الليبي صفحة جديدة في بناء وطنه وطي صفحة الماضي.

وأكد المجلس، في اجتماعه أمس، حرص مصر على مساندة الأشقاء في ليبيا في جهود إعادة إعمار البلاد، وتقديم كل مساندة للمجلس الوطني الانتقالي في ليبيا لإدارة المرحلة القادمة، وإقامة النظام الديمقراطي الحر، الذي يلبي طموحات الشعب الليبي ويحقق أهداف ثورته ويتفق مع تضحياته العظيمة، وحتى تعود ليبيا لتتبوأ مكانتها على الساحتين الإقليمية والدولية.

وفي بغداد، رحب رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي أمس بالإعلان عن مقتل القذافي، مشيرا إلى أن سقوطه، على غرار سقوط الرئيس العراقي الأسبق صدام حسين، دليل على «قدرة الشعوب على إلحاق الهزيمة بالحكام المستبدين»، حسب وكالة الصحافة الفرنسية.

وأضاف المالكي في بيان «نتقدم بالتهاني إلى الشعب الليبي الشقيق والمجلس الانتقالي بمناسبة التخلص من الطاغية القذافي الذي حكم ليبيا أكثر من أربعة عقود كانت مليئة بالظلم والطغيان». وأضاف أن «تشابه مصائر الطغاة في العراق وليبيا وغيرهما دليل على قدرة الشعوب على إلحاق الهزيمة بالحكام المستبدين مهما تفرعنوا».

إلى ذلك، دعت منظمة العفو الدولية (أمنيستي إنترناشيونال) أمس لفتح تحقيق مستقل في ملابسات وفاة القذافي وحثت المجلس الوطني الانتقالي بليبيا على وضع نهاية لـ«ثقافة سوء المعاملة».

ودعت المنظمة المجلس الوطني الانتقالي الليبي إلى نشر الحقائق الخاصة بوفاة القذافي بعد إجراء «تحقيق مستقل وموضوعي». وقال بيان لها إن تلك الحقائق ينبغي أن تعلن على الشعب الليبي.