أبرز رموز القذافي الفارين.. ورحلة البحث عنهم خارج ليبيا

خبراء يؤكدون: عملية إخفائهم ستواجه بغضب دبلوماسي دولي

TT

بعد مقتل معمر القذافي أمس، سيصبح أمام الثوار الليبيين مهمة أخرى خلال الفترة القادمة، ولكنها ستكون يسيرة.. وهي «البحث عن رموز نظام القذافي»، خاصة المتورطين في ارتكاب مجازر داخل البلاد.

وأشهر رموز القذافي الذين يستهدفهم الثوار الليبيون هم: عبد الله السنوسي مدير المخابرات المتورط في مجزرة سجن بو سليم، ورئيس وزراء نظام القذافي البغدادي المحمودي، وموسى كوسا وزير الخارجية.

عبد الله السنوسي أثيرت عدة تكهنات عن وجوده في الجزائر؛ ولكن حتى الآن لم يستدل على موقعه، خاصة بعد نفي وزارة الشؤون الخارجية الجزائرية بشكل قاطع وجود أي من رموز نظام القذافي داخل أراضيها. وقالت على لسان متحدثها إنها لم تستقبل منذ شهر أغسطس (آب) الماضي أي فرد من عائلة القذافي أو نظامه، سوى أولاده محمد وهنيبال وعائشة، وزوجته صفية.

عبد الله السنوسي عسكري ليبي، ومتزوج أخت صفية فركاش الزوجة الثانية للعقيد معمر القذافي. ويوصف بأنه اليد اليمني للقذافي، كما يعتقد أنه هو من أدار طريقة تعامل السلطات الليبية مع الاحتجاجات التي انطلقت في 17 فبراير (شباط) الماضي، التي طالبت بإسقاط القذافي ونظامه والتي تميزت بالقسوة المفرطة والقتل المباشر للمواطنين الليبيين.

ومن أبرز الاتهامات الموجهة إلى السنوسي قيامه بتدبير محاولة فاشلة لاغتيال ولي العهد السعودي آنذاك الملك عبد الله بن عبد العزيز عام 2003، كما أنه معروف جدا لدى أجهزة الاستخبارات الغربية، حيث حكم عليه القضاء الفرنسي بالسجن مدى الحياة على خلفية تورطه المحتمل في تفجير طائرة تابعة لشركة يوتا الفرنسية وقتل نحو 170 من ركابها عام 1989، وأدت هذه الحادثة بعد ذلك إلى إصدار مذكرة اعتقال دولية في حقه.

أما البغدادي المحمودي أمين اللجنة الشعبية العامة (رئيس الوزراء) المعتقل حاليا في تونس بتهمة دخول البلاد بصورة غير مشروعة لعدم حصوله على تأشيرة، فمن المنتظر أن يتم تسليمه إلى المجلس الانتقالي الليبي، إثر الزيارة التي قام بها الباجي قائد السبسي رئيس الحكومة التونسية المؤقتة، إلى بنغازي خلال الشهر الجاري، وأعلن عقبها مصطفى عبد الجليل رئيسي المجلس الانتقالي الليبي أنه حصل على اتفاق ينص على «تسليم الفارين والمجرمين»، وبالتالي فإنه «سيتم تسليم البغدادي المعتقل منذ أغسطس (آب) الماضي للسلطات الليبية بموجب هذه الاتفاقية».

أما موسى كوسا وزير الخارجية في حكومة القذافي، والذي انشق عن نظامه بعد أن كان أكثر وأصلب المدافعين عنه، فموجود حاليا في لندن وبحكم مناصبه، يتمتع كوسا بكثير من الأسرار، بل ذهب مندوب ليبيا الدائم في الأمم المتحدة عبد الرحمن شلقم إلى القول بأنه «الصندوق الأسود» للنظام الليبي، وكاتم أسراره، ومن المتوقع أن تكون المخابرات البريطانية قد قامت باستجوابه لأنه ربما يكون لديه معلومات عن الدور الفعلي لليبيا في أحداث مثل تفجير الطائرة الأميركية فوق سماء بلدة لوكيربي في اسكوتلندا عام 1988، ومقتل شرطية بريطانية في عام 1984.

كوسا لقبه خصومه بـ«مبعوث الموت»، كما أطلقت عليه بعض الصحف البريطانية في ثمانينيات القرن الماضي، بدأ مساره المهني من بوابة الأمن مسؤولا عن أمن السفارات الليبية في شمال أوروبا (1978)، ولم يلبث حتى اختير سفيرا لبلاده فلدى بريطانيا. لكن القفزة الكبيرة التي حققها كوسا لم تدم طويلا حيث قام البريطانيون بطرده في العام ذاته بسبب اعترافه بالإشراف على اغتيال معارضين ليبيين في بريطانيا هما الإعلامي محمد مصطفى رمضان، والمحامي محمود عبد السلام نافع في لندن عام 1980. ولم يعترف كوسا بـ«الجريمة» فقط بل هدد وتوعد بأن ليبيا ستقدم مساعدات مهمة للجيش الجمهوري الآيرلندي إذا رفضت لندن تسليم معارضين للقذافي.

ويري خبراء أن أي دولة لن تستفيد من إخفاء رموز نظام القذافي، خاصة أنها ستواجه على الأرجح رد فعل دبلوماسيا واقتصاديا عنيفا من الغرب وحكام ليبيا الجدد. فلا توجد ميزة الآن ستعود على أحد باستضافة رموز القذافي الفارين.