مصادر أميركية: صفقة شاليط تعرقل المفاوضات الإسرائيلية ـ الفلسطينية

قالت إن واشنطن تتحفظ عليها

TT

في الوقت الذي دعت فيه الرباعية الدولية الإسرائيليين والفلسطينيين إلى الاستعداد لدفع المفاوضات السلمية بينهما وتقديم اقتراحاتهما إليها بخصوص مسألتي الحدود والأمن، أعربت مصادر أميركية ودولية، أمس، عن قلقها من أن تكون صفقة تبادل الأسرى بين حكومة بنيامين نتنياهو وحركة حماس قد أدت إلى عرقلة المفاوضات حول التسوية.

وقالت هذه المصادر، وفق صحيفة «معاريف» الإسرائيلية، إن صفقة شاليط زادت من قوة حماس على حساب الشعبية التي اكتسبها الرئيس الفلسطيني، محمود عباس (أبو مازن) بفضل إصراره على التوجه إلى الأمم المتحدة طالبا الاعتراف بفلسطين عضوا كاملا، متحديا الموقف الأميركي والضغوط الدولية الشديدة. وأضافت هذه المصادر أن «الولايات المتحدة تتحفظ من التفاوض مع إرهابيين وتستهجن إطلاق سراح أسرى من القتلة الشديدين، ولكنها تستهجن أكثر لماذا رفضت إسرائيل إطلاق سراح هؤلاء الأسرى عندما طلب ذلك الرئيس عباس المؤمن بالسلام وأطلقتهم لمصلحة حماس. فإذا كان هناك استعداد لتحريرهم، فليكن لمصلحة قوى السلام وليس قوى الإرهاب»، على حد قولها.

وكان مارك تينر، الناطق بلسان وزارة الخارجية الأميركية، قد كشف أمس عن أن واشنطن توجهت لإسرائيل بهذا الاستهجان حالما راجعت قائمة الأسرى الفلسطينيين المحررين في الصفقة. وقال إن الإدارة الأميركية تعتبر هذه القضية مسألة إسرائيلية داخلية. ولكنها تشكك في إمكانية أن تعود هذه الصفقة بشكل إيجابي على عملية السلام.

ونشرت صحيفة «هآرتس»، الإسرائيلية مقالا بقلم محررها للشؤون الفلسطينية والعربية، آفي سخاروف، قال فيه إن «إسرائيل، بهذه الصفقة، عززت من قوة حركة حماس في الضفة، بعد أن كادت تختفي بنيتها العسكرية والمدنية في السنوات الأخيرة من هناك». وأضاف: «لقد رفعت حماس رأسها في الضفة الغربية بمساعدة إسرائيل وإتمامها لصفقة أعطتها خشبة خلاص ومكنتها من تسجيل إنجاز مهم هو الأول من نوعه منذ عام 2006، بعد رحلة مليئة بالإخفاقات العسكرية والسياسية انتهت باحتفالات تحرير الأسرى. فهذه الحركة التي امتنعت منذ شهر يونيو (حزيران) 2007، عن إقامة احتفالات ومهرجانات وحتى عن رفع أعلامها في الضفة الغربية، عادت أمس في احتفاليات المنتصرين إلى ساحات الضفة وسط حشود جماهيرية، تحيي الذراع العسكرية لحماس وتقسم على مواصلة اختطاف الجنود والجهاد حتى إزالة دولة إسرائيل عن الخريطة»، كما يقول المعلق في صحيفة «هآرتس». ويضيف سخاروف: «(الشعب يريد شاليطا جديدا).. هو الشعار الذي تم ترديده أكثر من مرة على حاجز بيتونيا، ومشاهد مماثلة يظهر فيها قادة حماس إلى جانب الأسرى (الخطرين) الذين تم تحريرهم، يقسمون على مواصلة العمليات والمقاومة واختطاف الجنود لغرض تحرير الأسرى».

إسرائيل، كما قال عدد كبير من المتحدثين أمس وعلى رأسهم خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، لا تفهم سوى لغة القوة ودوافع اختطاف جنود جدد وصلت أمس عند حماس وغيرها إلى أقصى الحدود. خبراء الأمن في إسرائيل سيدعون بحق، أن دوافع اختطاف الجنود كانت قائمة دائما ولكن منسوب هذه الدوافع ازداد بشكل كبير وطريق حماس هو الذي انتصر ونجح في إخضاع إسرائيل، في حين فشل طريق السلطة الفلسطينية في جلب أي نتائج.

لقد نجحت إسرائيل على حد قول معلق «هآرتس»، في تعزيز ما وصفه بمعسكر الحرب في الجانب الفلسطيني وإضعاف معسكر السلام، فقط أول من أمس، قال أحد قادة السلطة لصحيفة «هآرتس» إن محمود عباس طالب جميع رؤساء حكومة إسرائيل، منذ سنوات، بإطلاق سراح أكرم منصور، من قلقيلية، الذي سجن قبل اتفاقيات أوسلو، وإسرائيل كانت ترفض مرة تلو الأخرى والآن أطلقت سراحه في إطار صفقة شاليط.