«فيس بوك» و«تويتر» والمواقع الاجتماعية الأخرى أسلحة ذات حدين

المندوبة الفلسطينية لدى كندا تغادر منصبها بعد إضافة مقطع فيديو على صفحتها

TT

ينصح مجلس العموم البريطاني أعضاءه أن يتواصلوا مع أعضاء دوائرهم الانتخابية من خلال موقع «تويتر»، وبهذا الخصوص فقد نشر دليلا يقدم النصائح لهم حول كيفية التعامل مع وسيلة الاتصال الجديدة هذه. لكن هناك الكثير من الأمثلة التي تبين أن الاستخدام السريع وغير المدروس قد يؤدي إلى كارثة شخصية للمستخدم. ولهذا فإنها أصبحت أسلحة ذات حدين، خصوصا في الدوائر السياسية والرسمية. هذه المواقع الاجتماعية مثل «تويتر» و«فيس بوك» أصبحت وسائط إعلامية في غاية الأهمية في عالم التغيير السياسي، وظهرت أهميتها أكثر وأكثر في التحركات التي شهدتها منطقة الشرق الأوسط، في سوريا ومصر وليبيا ومصر وإيران وغيرها، وحاولت أيضا كثير من الدول الأخرى، مثل الصين، السيطرة عليها وعلى وسائل الاتصال التي تتيح للمشتركين الدخول على هذه المواقع واستخدامها للترويج لأهدافهم السياسية.

لكن تبين أيضا أن السياسيين، ومن يتقلدون المناصب الرسمية والعامة في أجهزة الدول والمؤسسات الأخرى، يقعون أيضا في أخطاء فادحة، ومن الصعب التراجع عنها من خلال استخدامهم لهذه الوسائل بسبب طبيعة نشاطات المواقع والآلية المستخدمة، إذ إنها تنشر المعلومات بسرعة فائقة مثل «النار في الهشيم». وهذا عادة يكلفهم الكثير ويفقدون مراكزهم على أثرها. في الأمس، تناقلت وسائل الإعلام خبر مفاده أن القائمة بأعمال المفوضية الفلسطينية في أوتاوا، ليندا صبح، فقدت موقعها بعدما نشرت على موقع «تويتر» وصلة لفيديو يدعو للقضاء على اليهود، مما أثار غضب الحكومة الكندية التي طلبت استبدالها، كما أفادت محطة تلفزيون محلية، على الرغم من أنها اعتذرت عن الخطأ.

وقالت شبكة «سي بي سي» الكندية العامة إن صبح اضطرت لمغادرة منصبها، بعدما وضعت على صفحتها على موقع «تويتر» للمدونات القصيرة وصلة لفيديو تظهر فيه فتاة تلقي قصيدة بالعربية تدعو إلى «شن حرب للقضاء على الظلم والقمع وتدمير اليهود».

وقالت صبح في بيان تلقته الشبكة الكندية: «يؤسفني هذا الحادث وما جرى هو مجرد إعادة إرسال رسالة (تويتر) بشكل غير متعمد ومؤسف للغاية». وأضافت أن حكومتها وافقت على استدعائها وتعيينها في بعثة أخرى «للمحافظة على علاقات جيدة وسليمة مع كندا».

وأكدت المبعوثة الفلسطينية من جهتها «أنا لا أدعو في أي حال من الأحوال إلى الكراهية. أنا من مؤيدي السلام».

وكانت وسائل إعلام كندية ذكرت أن وزير الخارجية الكندي جون بيرد قدم احتجاجا رسميا لصبح ولحكومتها، بعدما بلغه أمر رسالة «تويتر»، وقرر «الحد من الاتصالات مع هذه المسؤولة لحين تعيين بديل عنها».

وفي بيانها، أوضحت صبح أنها نشرت وصلة الفيديو على صفحتها على «تويتر» من دون أن تطلع على محتواها، ولمحت إلى أن الحادث «تم تضخيمه بشكل متعمد وتفسيره على غير ما هو عليه من قبل بعض مجموعات الضغط». ولم يتسنَّ للوكالة الفرنسية التي أوردت الخبر الاتصال في الحال بوزير الخارجية الكندي وكذلك بالمندوبة الفلسطينية للتعليق على الموضوع.

وفي نفس السياق، اضطرت أوكتافيا نصر إلى تقديم استقالتها من الشبكة الإخبارية الأميركية «سي إن إن» بعد نشرها رسالة على موقع «تويتر» تعبر عن حزنها باتجاه وفاة محمد حسين فضل الله، الزعيم الروحي لمنظمة حزب الله اللبنانية.

وبعد إجبارها على الاستقالة، اضطرت إلى كتابة اعتذار رسمي على الموقع الإلكتروني للمحطة «سي إن إن»، قائلة إن «الأمر يتعلق بخطأ من قبلي لأني كتبت تعليقا من هذا النوع وبهذه البساطة».

وكانت الصحافية التي كانت تعمل في المحطة منذ عام 1990، قد كتبت على موقع «تويتر» أنها حزنت عندما علمت بوفاة آية الله محمد حسين فضل الله «أحد الرجال الكبار في حزب الله، الذي كنت أحترمه كثيرا».

وجدير بالذكر أن موقع «تويتر» أصبح من وسائل الاتصال المهمة في بريطانيا للقريبين من رؤساء الوزراء وزعماء المعارضة. وقد استخدم هؤلاء هذه الوسيلة لتسريب الأخبار ضد بعضهم، التي تجيء أحيانا على شكل إشاعات تعطي الصحافيين طرف الخيط، وتساعدهم على التقاط الأخبار حول الموضوع وتوسيعه.

وعلق رئيس الوزراء بريطانيا، ديفيد كاميرون، خلال مقابلة على الراديو حول استخدام موقع «تويتر»، وقال إن الاستخدام الكثير لـ«تويتر» يحول الشخص إلى «...»، مستخدما اشتقاقا من كلمة «تويتر»، لكن الوصف يعطي معنى آخر غير مقبول في اللغة الإنجليزية، مما اضطره إلى الاعتذار بعد ذلك عن استخدامه للكلمة.

أما الجانب الجاد في تعليقه على موضوع استخدام «تويتر» هو ما قاله كاميرون حول كيف يمكن وبسهولة أن يوقع ذلك الشخص بفخ، لأن ما يكتب على «تويتر» ينتشر وبسرعة فائقة، وفي بعض الأحيان يقرأه الملايين من الناس خلال دقائق.

لاعب كرة القدم ريو فيردناند، عضو منتخب الفريق الإنجليزي، سبب حالة من «الإنذار الأمني» في واشنطن، بعد أن نشر على موقعه صورة لأحد رجال الأمن في البيت الأبيض، وتنبه طاقم الرئيس باراك أوباما للموضوع، وأزاحوا الصورة مباشرة بعد نشرها. وكان قد نشرها بعد زيارة للبيت الأبيض مع أعضاء فريقه للقاء الرئيس، خلال جولة للفريق في الولايات المتحدة. وبعد أن جال الفريق في البيت الأبيض والتقى بعض رجال الأمن كتب ريو فيردناند على «تويتر» أن الوضع الأمني في البيت الأبيض يحتاج إلى بعض «الشدشدة»، مما أثار ذعر البيت الأبيض وقرروا إزاحة ما كتب والصور المرفقة مع التعليق مباشرة.