المعارضة السورية تدعو للتظاهر اليوم في جمعة «شهداء المهلة العربية»

ناشطون يحملون العرب مسؤولية التفرج على دماء السوريين

TT

يخرج السوريون في مظاهرات إلى «جمعة شهداء المهلة العربية»، احتجاجا على المقررات الأخيرة لجامعة الدول العربية والقاضية بإعطاء مهلة من 15 يوما لإطلاق حوار بين المعارضة والحكومة السورية. وأعد الناشطون شعارا للتظاهر اليوم معنونا بـ«ألم تكفكم كل هذه الدماء يا عرب!؟»، وذيل السؤال المكتوب باللون الأحمر بشعار جامعة الدول العربية والدماء تسيل منه.

وكتبت صفحة الثورة السورية على «فيس بوك»، التي تخطى عدد الناشطين في إطارها 279 ألف ناشط: «ها قد بقي 12 يوما يا جامعة الدول العربية! سنخرج.. زنقة زنقة.. من كل مكان.. سخطا على ما يسمى بجامعة الدول العربية»، داعين السوريين إلى أن «يكونوا معنا في كل المدن والقرى السورية.. في جمعة شهداء المهلة العربية».

وقال القيمون على الصفحة بأن «من أهم نتاج الثورة التي جنتها إلى الآن هي وحدة الشعب وتكاتفه بجميع أطيافه ومذاهبه كافة.. لم نكن نعلم أننا سنرى هذه اللوحة الخلابة المتمازجة، فيها ألوان الوفاء والحب والعطاء بين أبناء الشعب السوري بهذه الصورة». وتابعت: «يبكي الطفل أباه الشهيد في إدلب، تمسح دموعه درعا.. تستغيث حرائر دمشق، تنتفض لهن دير الزور.. يسقط جريح في حماه، يداويه أهل اللاذقية.. يسقط الشهيد في بانياس، يهتف له أهل جبلة.. تستصرخ حمص، تأتيها الاستغاثة من هنا وهناك.. فما أعظمك يا شعبنا الكريم، ما إن نادتك سوريا.. حتى قمت كرجل واحد لنصرتها».

ولاقت الدعوة للتظاهر اليوم في «جمعة شهداء المهلة العربية» سيلا من ردود الفعل المنتقدة لأداء جامعة الدول العربية ولتدخلها المتأخر بشأن الأزمة المندلعة في سوريا منذ أكثر من سبعة أشهر، متهمة الحكام العرب بالوقوف متفرجين على دماء السوريين.

وعكست التعليقات على مواقع التواصل الاجتماعي وصفحات المعارضة السورية على الإنترنت مدى الانزعاج السوري من مقررات جامعة الدول العربية الأخيرة بشأن سوريا. وسألت سارة، الناشطة على صفحة «الثورة السورية»: «أمانة، لكن هل توجد جامعة عربية، هذه ماتت من زمن.. لو لدى من يجتمعون حس لم يكن هذا حال فلسطين»، في حين شدد حسام على أن «العرب كلهم مع الثورات العربية ولكن أغلب حكامهم خذلوهم».

ورأت سمية أنه «لم يرتو العرب ولا بشار من دمائنا بعد»، وأعلن عبد الله أنه «سيخرج سخطا على الجامعة العربية في القاهرة»، راجيا من «جميع العرب الأحرار في كل العالم العربي أن يخرجوا ويقفوا بجوار الشعب السوري العظيم». وحمل ناشط آخر يدعى محمد على الجامعة العربية التي «أخطأت وأعطت بشار مهلة». وقال: «لا يخجلون، الدم السوري في الشارع ووزراء الخارجية أعطوا مهلة للسفاح». وسأل: «ثم ماذا بعد، هل تتوقع الجامعة انصياع المجرم، وماذا إذا لم ينصع»، معتبرا أنها «جامعة أنظمة الدول العربية وليست شعوبها».

وأعرب ناشط يطلق على نفسه اسم «نصر الثورة» عن سروره بالدعوة للتظاهر تحت هذا العنوان، مشيرا إلى أن «الجامعة العربية بحاجة فعلا إلى هزة، ويجب أن نضع أمام أعينهم أن دم الشهداء برقبتهم، لأنهم هم من أعطوا الضوء الأخضر للنظام حتى يقتل».

وأيد ناشط باسم «دمشقنا العريقة» الإشارة إلى أنها «ليست جامعة الشعوب العربية وطموحاتها.. إنها جامعة الأنظمة العربية ومصالحها». ورأى أنها «لن تفعل شيئا بلا أوامر الدول العظمى بل إنها ستتبع الدول العظمى بموقفها من الثورة السورية»، معربا عن اعتقاده بأن «هذه الأنظمة أغلبها خائف من الثورات العربية، ونستطيع كشعب سوري أن نخاطب الشعوب العربية». ودعا إلى أن «نوجه نداءنا باستمرار إلى الشعوب العربية التي تشعر بكبت وتمتلئ حقدا على هذه الأنظمة، بسبب سكوتها باتجاه ما يحصل في سوريا وهذا ما سيدفع هذه الأنظمة إلى التحرك ضد العصابة الحاكمة في سوريا».

وتجدر الإشارة إلى أن المعارضة السورية حددت موعدا للتظاهر في 28 الحالي أمام «سفارات الصين وروسيا حول العالم لنقول لهم: لا تشاركوا في قتلنا.. لا تشاركوا في سفك دمائنا، ولا تكونوا في المركب الذي أوشك على الغرق»، مشددة على أن «الصين وروسيا ما زالتا تختاران المشاركة في قتل السوريين، ودعم العصابات المسلحة التي تمارس البطش والإرهاب».