اليمن: انهيار هدنة وقف إطلاق النار في صنعاء.. و«القاعدة» تعاود السيطرة على زنجبار

تجدد الاشتباكات في حيي الحصبة وصوفان بصنعاء

TT

استمرت التطورات السياسية والأمنية على الساحة اليمنية، في وقت انهارت فيه هدنة وقف إطلاق النار في صنعاء بين الأطراف المتنازعة، في حين شن مسلحو تنظيم القاعدة هجمات عنيفة على قوات الجيش في محافظة أبين بجنوب البلاد.

وقال شهود عيان ومصادر محلية في العاصمة اليمنية صنعاء، لـ«الشرق الأوسط»، إن الاشتباكات تجددت في حيي الحصبة وصوفان، فقد قصفت القوات العسكرية الموالية للرئيس علي عبد الله صالح حي الحصبة ومدينة صوفان في العاصمة، بعد مرور أقل من 24 ساعة على الهدنة التي تم تفعيلها، مرة أخرى، بعد انهارت خلال الأسبوع الماضي، وشهدت الحصبة وصوفان وغيرهما من المناطق مواجهات مسلحة بين قوات صالح وأنصار زعيم قبيلة حاشد، الشيخ صادق الأحمر.

وفي سياق المظاهرات اليومية التي تشهدها المدن اليمنية، أصيبت طالبة جامعية بإصابات بالغة برصاص قوات الأمن في مدينة تعز، كما سقط عدد من الجرحى في إطلاق القوات الموالية للرئيس علي عبد الله صالح النار على مسيرة شبابية وطلابية جابت عددا من شوارع المدينة للمطالبة بمحاكمة صالح وأركان نظامه. وخرجت مسيرات في العاصمة اليمنية صنعاء أمس، وانطلقت من «ساحة التغيير»، غير أنها عادت أدراجها بعد تدخل قوات «الفرقة الأولى مدرع» التي يقودها اللواء علي محسن الأحمر، القائد المباشر لقوات الجيش المنشقة والمؤيدة للثورة. وقال شهود عيان لـ«الشرق الأوسط» إن ضباط وجنود الفرقة طلبوا من «شباب الثورة» المتظاهرين العودة أدراجهم، وخاطبوهم بطريقة العرف اليمني وهي رفع قبعاتهم العسكرية للشباب لإثنائهم عن السير في المظاهرة إلى منطقة شعوب التي كان خط سير المظاهرة متجها إليه، وذلك بسبب انتشار مجاميع كبيرة ممن يسمون «البلطجية».

من جانب آخر، قالت مصادر محلية إن مسلحين مفترضين من «القاعدة» سيطروا أمس على أغلب مدينة زنجبار بمحافظة أبين جنوب اليمن، وقالت المصادر لـ«الشرق الأوسط» إن المسلحين هاجموا مواقع عسكرية بقذائف هاون وأسلحة رشاشة، مما أجبر قوات الجيش على التراجع إلى مداخل المدينة وتجميع صفوفهم استعدادا لشن هجوم مضاد. وأشارت المصادر إلى أن المسلحين هاجموا مقر «اللواء 39 مدرع» بقذائف هاون من ملعب حسان وقلعة شداد، وقتل جندي وأصيب 4 آخرون، فيما لم يعرف عدد القتلى في صفوف المسلحين.

ولفتت المصادر إلى أن قوات «اللواء 119» المرابط في زنجبار منذ أواخر سبتمبر (أيلول) الماضي تعرضت صباح أمس لهجوم من قبل المسلحين في منطقة الكود محل تمركزها، كما قام المسلحون بتفخيخ الطرق التي تربط بين مدينة عدن وأبين لمنع وصول أي إمدادات للجيش، وترددت أنباء عن سيطرة المسلحين، مرة أخرى، على المدينة.

وشهدت المدينة معارك عنيفة وقعت بين قوات الجيش ومسلحين يعتقد انتماؤهم لـ«القاعدة» منذ 3 أيام، وهجموا بمختلف أنواع الأسلحة المتوسطة والثقيلة على معسكرات الجيش، وسقط قتلى وجرحى من الطرفين، كما تم اختطاف 7 جنود بينهم ضابط من «اللواء 25 ميكا» الثلاثاء الماضي. يذكر أن «اللواء 25 ميكا» تعرض لحصار خانق لأكثر من ثلاثة أشهر من قبل «القاعدة»، قبل أن تتمكن قوات من الجيش مسنودة بطيران أميركي - سعودي من فك الحصار وطرد مسلحي «القاعدة».

على الصعيد السياسي، قال الدكتور أحمد عبيد بن دغر، الأمين العام المساعد لحزب المؤتمر الشعبي العام الحاكم، في مؤتمر صحافي بصنعاء أمس، إن بلاده وحكومته تتطلع إلى «قرار متزن أو متوازن من قبل مجلس الأمن الدولي يحفظ وحدة اليمن وأمنه واستقراره والسلم الاجتماعي، باعتبار أن مجلس الأمن يعي تماما ما يحل على الساحة اليمنية»، حيث تتم مناقشة التطورات اليمنية في مجلس الأمن، ويتوقع اتخاذ قرار بشأنها خلال الأيام القليلة المقبلة. وأضاف بن دغر أن حزبه ملتزم «التزاما كاملا بالمبادرة الخليجية كمنظومة متكاملة وبآلية تنفيذية مزمنة، وكذا بمقترح المبعوث الأممي جمال بن عمر حول آلية تنفيذ المبادرة»، واعتبر أن «الذهاب إلى صناديق الاقتراع هو الحل الأفضل للأزمة السياسية الحالية في اليمن، وأن أي حل آخر سيكون على حساب الوحدة اليمنية».

وقال القيادي اليمني إن «أي توقيع مستعجل على المبادرة الخليجية من دون وجود آلية مزمنة سيؤدي باليمن إلى كارثة حقيقية، وإن الضمانات التي طالب بها الرئيس علي عبد الله صالح رئيس الجمهورية، دول الخليج العربي والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، تأتي ضمن نطاق المبادرة الخليجية وتصب في مصلحة الوطن وأمنه واستقراره لتمنع أي تصفيات أو حسابات تضر اليمن ووحدته، وهو ما يتطلب الوصول إلى آلية مناسبة تضمن تطبيق المبادرة وتنقل الوطن إلى بر الأمان للحفاظ على ووحدته وأمنه واستقراره، وليس الأفراد، وإن الأخ الرئيس لا يحتاج لأي ضمانات لأن إنجازاته الوطنية العظيمة هي الضامن الوحيد له، وسيبقى علي عبد الله صالح حتى وإن غادر السلطة هو المرجعية لكل القوى السياسية في الساحة الوطنية كزعيم تاريخي تحققت على يديه كل الإنجازات الوطنية التاريخية وفي مقدمتها الوحدة اليمنية في 22 مايو (أيار) المجيد».