في إطار محاولات موسكو للعودة إلى صدارة المشهد السياسي في المنطقة العربية استقبلت موسكو أمس وفدين؛ الأول من لبنان برئاسة محمد رعد مسؤول الكتلة البرلمانية «الوفاء للمقاومة»، والثاني من اليمن برئاسة محمد باسندوة وزير الخارجية اليمنية الأسبق. وقد جاءت الزيارتان في توقيت يحتدم فيه الجدل حول تراجع موسكو واهتزاز مواقعها في بلدان عرفت تقليديا بعلاقاتها التاريخية الوثيقة مع موسكو ما يسجل بوادر صحوة سياسية يعزونها إلى محاولات الدبلوماسية الروسية تدارك التخلف الذي كان أصاب حركة العلاقات الروسية - العربية. وعلى الرغم من محاولات إبداء حرص موسكو على إضفاء السرية على زيارة الوفدين فقد بدا واضحا في نفس الوقت أن هناك من يتعمد فض مكنون هذه السرية من خلال إبلاغ الجميع بشكل غير مباشر بزيارتي الوفدين وبرنامجي لقاءاتهما في العاصمة الروسية ربما في إطار سياسة تستهدف تبديد ما علق بالذاكرة من تردد وارتباك الأجهزة الرسمية الروسية لدى التعامل مع ربيع الثورات العربية.
وكانت موسكو الرسمية استقبلت أمس وفي توقيت متقارب الوفد اللبناني ويمثل حزب الله، والثاني اليمني الذي ضم عددا من ممثلي المعارضة، ومنهم عبد الوهاب العنسي ممثل حزب الإصلاح. وعلى الرغم من أن الدعوة صدرت عن معهد الاستشراق التابع لأكاديمية العلوم الروسية فقد حظي الوفدان باستقبال عالي المستوى من جانب كل من وزارة الخارجية الروسية ومجلسي البرلمان الروسي.
وقد استهل الوفد اللبناني زيارته لموسكو بلقاء مع قسطنطين كوساتشوف رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الدوما، تبعه بلقاء آخر مع ميخائيل بوجدانوف نائب وزير الخارجية الروسية المسؤول عن ملف العلاقات مع البلدان العربية والشرق الأوسط. وتقول المصادر إن اللقاءين تناولا الأوضاع اللبنانية الداخلية وما يتعلق بالمحكمة الدولية الخاصة بقضية اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري وتطورات الأوضاع في سوريا وفي منطقة بلدان الشرق الأوسط.
أما الوفد اليمني فقد التقى أمس بسيرغي لافروف وزير الخارجية الروسية وإلياس أوماخانوف نائب رئيس مجلس الاتحاد وعدد من أعضاء لجنة الشؤون الخارجية في المجلس. وتقول المصادر إن الجانبين تناولا خلال اللقاءين الأوضاع الراهنة في اليمن وسبل الخروج من الأزمة استنادا إلى بنود المبادرة الخليجية ومشروع قرار مجلس الأمن حول إلزام الرئيس اليمني علي عبد الله صالح بالتنحي عن السلطة.