مسؤولون أميركيون: فيلق القدس ينتشر في سوريا ولبنان ويخطط لعمليات أخرى

مصدر في الخارجية ل «الشرق الأوسط» ـ: نريد من طهران تسليمنا شاكوري وشهلاي

TT

قال مسؤولون أميركيون إن فيلق القدس، التابع للحرس الثوري الإيراني، زاد من مخططاته للقيام بمزيد من الأعمال الإرهابية في الخارج، سواء في الشرق أو الغرب، وذلك على ضوء اكتشاف مخطط اغتيال عادل الجبير، سفير السعودية في واشنطن، بينما قال مسؤول في الخارجية الأميركية لـ«الشرق الأوسط»، إن الولايات المتحدة تريد من حكومة إيران تسليمها اثنين من المشتركين في المؤامرة.

وقال مسؤول أميركي لوكالة «رويترز»، لم تشر إلى اسمه أو وظيفته: «لقد أصبحوا (فيلق القدس) أكثر عدوانية. لا في العراق فحسب، بل في لبنان ودول الخليج وسوريا وفي العالم بأسره». وأضاف: «نعتقد أن قوة القدس السرية الإيرانية أصبحت أكثر نشاطا في الخارج، وأنها ربما تخطط لمزيد من المؤامرات الدولية بخلاف مؤامرة اغتيال السفير السعودي في واشنطن». وتابع: «لقد أصبحوا أكثر عدوانية».

ولم يقدم المسؤولون الأميركيون الذين تحدثوا مع «رويترز» أي تفاصيل عن الأدلة على أن فيلق القدس ربما يخطط لمؤامرات أخرى. لكن اثنين منهما أكدا أن ذلك يستند على ما هو أكثر من التوقعات والتحليل. وقال مسؤول ثان كبير: «تلك ليست مجرد مؤامرات تتطلع ويحلم بها فيلق القدس. لكن في الواقع هناك تخطيط نشط يدور حولها». وعبر مسؤولون أميركيون عن اعتقادهم بأن فيلق القدس أصبحت لها هيمنة أكبر على السياسة الخارجية الإيرانية.

من جهته، قال مصدر مسؤول في الخارجية الأميركية، طلب عدم نشر اسمه، لـ«الشرق الأوسط» إن الولايات المتحدة تريد من حكومة إيران تسليمها عبد الرضا شهلاي، ونائبه غلام شاكوري. وقال إن شهلاي هو عم منصور أرباب سيار، الإيراني الأميركي المتهم بقيادة مؤامرة اغتيال السفير السعودي، وإنه قائد كبير في فيلق القدس، وإنه متورط في قتل أميركيين في العراق.

وكان مسؤولون أميركيون قالوا، في الأسبوع الماضي، إن شهلاي نسق مع قوات لمقتدى الصدر، خلال هجوم مع القوات الأميركية في يناير (كانون الثاني) سنة 2007. وإن خمسة أميركيين قتلوا في الحادث، وجرح خمسة. وأن المحققين الأميركيين عثروا في ذلك الوقت على وثيقة من 22 صفحة عن التخطيط للعملية، وفيها دور واضح لفيلق القدس.

وأضاف المسؤولون أن شهلاي وابن عمه أرباب سيار كانا على اتصال وثيق خلال فترة التخطيط لاغتيال السفير السعودي. وأنهما وضعا عدة سيناريوهات للعملية، من بينها احتجاز السفير السعودي لديهم، وتقديم مطالب للحكومة الأميركية والحكومة السعودية، أو يعدمونه علنا. غير أن الخطة، حسب قول المصادر، تغيرت في وقت لاحق إلى قتل السفير في مطعم يرتاده في واشنطن.

وقال مصدر الخارجية الأميركية لـ«الشرق الأوسط»: «حسب الاتفاقية الدولية للأشخاص المطلوبين للعدالة في دول أخرى، تستطيع الدولة التي فيها المطلوب تسليمه للدولة التي تثبت أنه ارتكب جريمة فيها، أو تحاكمه محاكمة عادلة».

ورفض المصدر الحديث عن تفاصيل، وقال: «الاتفاقية الدولية موجودة لكل من يريد أن يطلع عليها»، وأضاف: «أنا متأكد أن إيران وقعت عليها».

وفي الأسبوع الماضي، قالت السيناتورة ديان فاينشتاين، ديمقراطية من ولاية كاليفورنيا، رئيسة لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ، إن الولايات المتحدة وإيران تسيران «على طريق تصادم»، ما لم تغير إيران سياساتها. وقالت: «أن تعبر دولة المحيطات إلى الجانب الآخر من العالم، في محاولة لشن هجوم في الولايات المتحدة، هو تصعيد. وهذا ما يهمنا». وشددت على أن الولايات المتحدة يجب أن تكون في «حالة تأهب» تحسبا لهجمات أخرى يقوم بها فيلق القدس، التابع للحرس الثوري الإيراني، الذي اتهمته بالعمل على تصدير الثورة الإسلامية إلى دول أخرى.

وقالت: «لا أعتقد أن هذا مجرد شيء معزول، وظهر فجأة. لقد فعلوا مثل هذه الأشياء من قبل». وأشارت إلى عمليات إرهابية في الأرجنتين وفي العراق. وقالت: «بالتأكيد، هذا سلسلة متواصلة، وليست عملا إضافيا».

غير أن وكالة «رويترز» قالت إن انتقادات كثيرة توجه للمسؤولين الأميركيين، بأنهم يريدون تصعيد المواجهة مع إيران. وأن الأدلة التي أعلنها المسؤولون «ليست قوية». وأضافت أن الحكومة الأميركية، في رأي الناقدين، ربطت أسلحة إيران النووية، وعلاقات إيران بالدول الخليجية، مع محاولة اغتيال السفير السعودي.