واشنطن تنفي علمها بوجود قواعد لحزب العمال الكردستاني في سوريا

أعادت التأكيد على تعاونها مع تركيا في حربها ضد «المنظمة الإرهابية»

TT

نفت الخارجية الأميركية امتلاكها لمعلومات حول وجود قوات من حزب العمال الكردستاني في سوريا، بعد يوم من مقتل 26 جنديا تركيا على يد حزب العمال الكردستاني على الحدود مع العراق.

وقال مارك تونر، المتحدث باسم الخارجية الأميركية: «لا أعلم عن ملاذات آمنة لحزب العمال الكردستاني في سوريا. لكننا بالتأكيد نعمل على زيادة تعاوننا المضاد للإرهاب مع حكومة تركيا، لتعقب حزب العمال الكردستاني».

ورفض المتحدث التعليق على سؤال عن أن حكومة الأسد زادت تأييدها لحزب العمال الكردستاني، بعد تأييد كل من الولايات المتحدة وتركيا للمظاهرات المعارضة في سوريا.

وكانت منظمات أميركية سوريا تتعاون مع السفارة السورية في واشنطن، وتدافع عن نظام الرئيس السوري بشار الأسد، علقت على المواجهة الأخيرة بين القوات التركية والأكراد، وقالت إن الولايات المتحدة وتركيا «تتعاونان لضرب الأكراد الذين يؤيدون الأسد»، وهذه إشارة إلى مظاهرات ضد الأسد كانت خرجت في مدن سوريا كردية، مثل القامشلي.

وقالت المنظمات المؤيدة للأسد إن أغلبية أكراد سوريا تؤيد الأسد، وأن الحملة التركية، بتأييد أميركي، ضد حزب العمال الكردستاني القصد منها ضرب الأكراد الذين يؤيدون الأسد. وقال مراقبون في واشنطن إن القوات الأميركية في العراق ظلت، منذ الغزو سنة 2003، تحمي الأكراد في شمال العراق، غير أنها فرقت بينهم وبين الأكراد المسلحين الذين يقاتلون تركيا، ووضعت حزب العمال الكردستاني في قائمة الإرهاب.

في جانب آخر، ينتقد عدد من الأتراك القوات الأميركية في العراق، ويحملونها مسؤولية العمليات التي يقوم بها حزب العمال الكردستاني. ويرى بعض الأتراك أن الأميركيين يلعبون على الحبلين، بالضغط على الأتراك إذا اختلفوا معهم في سياساتهم في المنطقة، مثل جفاء تركيا الأخير نحو إسرائيل، وفي نفس الوقت، يريد الأميركيون حماية الأكراد المسالمين في العراق وتركيا وإيران، ليس فقط ضد حكومتي تركيا وإيران، ولكن أيضا ضد حكومة العراق التي تخشى الولايات المتحدة انحيازها إلى جانب إيران.

وأمس، في إجابة عن سؤال حول انتقادات تركية للولايات المتحدة حول هذا الموضوع، قال تونر: «أنا لا يمكن أن أكون أكثر وضوحا. نحن نعتبر أن حزب العمال الكردستاني منظمة إرهابية، وأنه عدو لكل من الولايات المتحدة وتركيا. ونعم، نحن نتعاون لسنوات كثيرة الآن في مكافحته».

ونفى تونر أن انسحاب القوات الأميركية من العراق، الذي يتوقع أن ينتهي مع بداية السنة، سوف يؤثر على هذا التعاون، وعلى الوضع بصورة عامة. وأضاف أن القوات الأميركية تنسحب تدريجيا في الوقت الحالي. وأن قوات الأمن العراقية تتقدم تدريجيا للسيطرة على المناطق التي تنسحب منه القوات الأميركية. غير أنه قال إن وزارة الدفاع الأميركية تملك معلومات أكثر عن هذا الموضوع. وأنه يكتفي بالجانب الدبلوماسي وهو تأكيد التعاون الأميركي التركي ضد حزب العمال؛ انسحبت القوات الأميركية من شمال العراق أو لم تنسحب.

ولمح إلى احتمال تحالف ثلاثي أميركي وتركي وعراقي ضد حزب العمال الكردستاني، لكنه قال إن الوقت مبكر للحديث عن ذلك. غير أنه رفض الحديث عن الجفاء بين حكومة تركيا وحكومة الأكراد الذاتية في شمال العراق، برئاسة برزاني.