شيخ الأزهر يعتبر موت القذافي رسالة للطغاة.. والقرضاوي: نهاية مماثلة للأسد وصالح

مجلس الوزراء المصري يتعهد بمساندة ليبيا

TT

تواصلت ردود الفعل الرسمية في مصر، أمس، بعد مقتل العقيد الليبي معمر القذافي في مدينة سرت. وفي حين أكد مجلس الوزراء المصري حرص القاهرة على مساندة الأشقاء في ليبيا لإعادة أعمار البلاد، شدد شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب على أن مقتل القذافي يرسل رسالة إلى الطغاة، مفادها أن إسرافهم في سفك دماء شعوبهم لن يمر دون عقاب. بينما قالت جماعة الإخوان المسلمين إن القادم في ليبيا أثقل وأهم. إلى ذلك، وجه مجلس أمناء ثورة 25 يناير رسالة إلى «الشعوب العربية المقهورة» للاستمرار في النضال السلمي من أجل أخذ حقوقهم المشروعة من حكامهم.

وأعلن مجلس الوزراء برئاسة الدكتور عصام شرف، رئيس الوزراء، تقديم كل مساندة للمجلس الوطني الانتقالي في ليبيا لإدارة المرحلة القادمة، وإقامة النظام الديمقراطي الحر، الذي يلبي طموحات الشعب الليبي ويحقق أهداف ثورته ويتفق مع تضحياته العظيمة، وحتى تعود ليبيا لتبوؤ مكانتها على الساحتين الإقليمية والدولية.

وقال مجلس الوزراء في اجتماعه مساء أول من أمس، إن القاهرة حريصة على مساندة الأشقاء في ليبيا في جهود إعادة أعمار البلاد.

ومن جانبه، وجه الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، رسالة إلى الشعب الليبي، طالبه فيها بأن يتطلع إلى المستقبل، ويبدأ بناء دولته الوطنية الديمقراطية الدستورية الحديثة، وشدد على أن موت القذافي يرسل رسالة للطغاة، مفادها أن إسرافهم في سفك دماء شعبهم لن يمر دون عقاب. وقال الدكتور عبد المعطي بيومي، عضو مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف، لـ«الشرق الأوسط»، إن موت القذافي يمثل انتصارا جديدا لإرادة الشعوب العربية الحرة، وأن النظم الديكتاتورية إذا صارعت شعوبها فسوف تهزم، داعيا الشعب الليبي إلى التفرغ لبناء ليبيا الحرة والتعاون في جميع المجالات السياسية والاقتصادية مع جيرانها العرب وفي مقدمتها مصر. وقال الدكتور يوسف القرضاوي، رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، عضو مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف، إن القذافي «زعم لنفسه قدرا من الألوهية»، متوقعا نهاية قريبة ومماثلة للرئيس اليمني على عبد الله صالح ونظيره السوري بشار الأسد. وأضاف القرضاوي في خطبة الجمعة أمس من العاصمة القطرية الدوحة: «هذا يوم من أيام الله، سقط فيه أحد الطغاة الذين تجبروا في الأرض».

وتابع: «قلت هذا منذ أشهر وتحقق الأمر، لأنه لا بد أن ينتهي كل من سلط الرصاص على صدور أبناء شعبه، كما سينتهي كل الطغاة في اليمن وسوريا»، مضيفا وموجها كلامه للشعوب العربية «ثقوا بأنهم سيذهبون وسيذهب الأسد وصالح كما ذهب القذافي». ودعا القرضاوي جميع الليبيين لتسليم السلاح بعدما «انتهى عهد القذافي» بنهاية المعارك، متمنيا وجود اتحاد يجمع ما بين ليبيا وتونس ومصر، قائلا: «هذه الدول الثائرة المتصلة، لا بد من أن يكون بينها نوع من التوحد والتكتل».

ولم يفت القرضاوي الإشارة إلى الأوضاع في سائر الدول العربية التي تشهد احتجاجات شعبية، قائلا: «نسأل الله أن يجعل اليوم القريب لليمن وسوريا بزوال الطغاة». وتابع بالقول: «آن للمتجبرين في الأرض من حول ليبيا أن ترتعد فرائصهم، سنرى مصائر هؤلاء وسنراهم وهم يسقطون كما سقط القذافي والرئيس المصري السابق حسني مبارك والرئيس التونسي السابق زين العابدين بن علي، كلهم انتهوا ولا بد أن ينتهي هؤلاء، ويسقط الطاغية ويرتفع الشعب».

ومن جانبها، دعت رابطة علماء أهل السنة في مصر الشعب الليبي إلى التوحد خلف راية واحدة لمعالجة جراح الماضي. وأكد مجلس أمناء الثورة المصرية كافة أنه يثق بأن الشعب الليبي البطل الذي خاض معارك ضارية من أجل الحرية، ضد واحد من أبشع النظم قسوة وظلما في العالم، سوف ينجح مرة أخرى في إقامة دولته الجديدة.

وفي السياق ذاته، أكدت جماعة الإخوان المسلمين في بيان لها أنه يحق للأشقاء الليبيين أن يفرحوا بفضل الله تعالى الذي خلصهم من الطاغية المبيد وأسرته وأعوانه. ودعت الجماعة الشعب الليبي إلى تذكر شهدائهم الأبطال الذين قضوا في سبيل الله من أجل حريتهم وكرامتهم، وليعلموا أن القادم أثقل وأهم؛ ألا وهو الوحدة الوطنية وإعادة الإعمار والسير في طريق النهضة.