آمال السوريين ترتفع بعد مقتل القذافي.. ومظاهرات في أكثر من 150 منطقة في جمعة «شهداء المهلة العربية»

مقتل نحو 20 مدنيا برصاص الأمن منهم 15 شخصا في حمص

مظاهرة في طيبة الإمام بحماه تبارك للثوار الليبيين بمقتل القذافي
TT

خرج المتظاهرون السوريون في جمعة «شهداء المهلة العربية» بزخم أعلى، إذ إن خيبة الأمل التي شابت حراكهم على خلفية منح الجامعة العربية مهلة أسبوعين للنظام، بما يعنيه وقتا إضافيا للاستمرار في القمع والقتل، طغت عليها مشاعر الاستبشار بقرب النهاية المأمولة، بعد إعلان نهاية العقيد الليبي معمر القذافي، وانتصار الثوار الليبيين. فكان هذا الحدث الضخم بمثابة وقود إضافي ألهب حناجر المتظاهرين الذين خرجوا في أكثر من 150 منطقة، أمس (الجمعة)، لتكون حصيلة أمس نحو عشرين قتيلا، 15 منهم سقطوا في حمص، بحسب ما قاله ناشطون في تنسيقيات الثورة السورية، وذلك رغم استمرار الحملات العسكرية الموسعة التي تشنها قوات الجيش والأمن في المنطقة الوسطى (حمص وريفها) وغالبية مناطق وبلدات ريف دمشق، ورغم انتشار التعزيزات العسكرية في عموم أنحاء البلاد، حيث تنتشر بؤر التظاهر.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان، إن 19 شخصا قتلوا برصاص الأمن أمس، منهم 15 في حمص (وسط) واثنان في حماه (وسط) وواحد في إدلب وآخر في جاسم التابعة لريف درعا (جنوب)، مهد الحركة الاحتجاجية ضد النظام السوري.

ففي حمص التي استحقت لقب «عاصمة الثورة»، خرجت أمس مظاهرات حاشدة في المدينة وريفها. وقالت مصادر محلية إن ثلاث مدرعات تجولت ظهر أمس في أحياء البياضة وقامت بإطلاق عشوائي للرصاص مما أسفر عن وقوع ثلاث إصابات على الأقل. وفي دير بعلبه أصيب شاب برصاصة في الصدر عند الطريق العام. وفي باب هود جرى تفريق المظاهرة في ساحة الزاوية بالرصاص، كما قتل شاب برصاص قناص انطلق من جهة القلعة.

وقالت المصادر إن مضادات طيران من نوع «شيلكا» شوهدت تحلق في حي باب عمرو، وإن قوات الجيش ألقت قنابل مسمارية هناك، وأسفر ذلك عن سقوط قتلى بينهم طفل (9 سنوات) هو محمد وليد السلوم. وفي باب السباع وباب الدريب سقط الكثير من القتلى.

وفي منطقة القصير على الحدود مع لبنان، تصاعدت العملية العسكرية الموسعة التي تقوم بها قوات الجيش والأمن، وسط فرض حالة حصار تام وقطع للماء والكهرباء والاتصالات ومنع التجول، لأكثر من أربعة أيام. ومنذ مساء الخميس اتجهت الحملة لتشمل كامل أحياء المدينة بعد أن كانت تنفذ في القرى المحيطة والواقعة على الحدود. وقالت مصادر محلية إن إطلاق النار وإلقاء القنابل الصوتية لم يهدأ طيلة ليل الخميس وحتى صباح أمس (الجمعة)، مع حملة مداهمات واعتقالات طالت غالبية الأحياء وتركز في الحيين الشمالي والغربي. وجرى اعتقال العشرات من أهالي القصير وقراها.

وصباح أمس، تم تركز مدرعات عند أبواب غالبية مساجد المدينة، حيث توقفت عند كل مسجد ثلاث مدرعات مع نشر للقناصة في محيط المساجد لمنع خروج المظاهرات، وفي أحد المساجد وما إن أطلق أحد المصلين القلائل هتاف التكبير حتى جرى إطلاق كثيف للنار، وقالت المصادر إن غالبية المساجد لم تقم فيها الصلاة أمس، كما قامت قوات الأمن والجيش بإحراق موتوسيكلات الأهالي في الحي الجنوبي.

ولفتت المصادر المحلية هناك إلى أن عمليات انتقامية تنفذها قوات الأمن في بيوت الناشطين فعدا التخريب والنهب، يتم ترهيب الأطفال والنساء والشيوخ، وقالت إنه تم إحراق ثلاثة منازل على الأقل في القصير، بالإضافة إلى احتلال كل بيت ذي موقع حساس أو مهم بعد طرد الأهل منه. وفي معلومات غير مؤكدة قالت المصادر إن طائرات صغيرة تستخدم للأغراض الزراعية شوهدت ترش مواد لم تعرف ماهيتها على مدينة القصير مع ساعات الصباح الأولى.

وفي درعا خرجت مظاهرات أمس في حي القصور، كما خرجت مظاهرات في قرى حوران. وقال ناشطون إنه في درعا البلد قام المصلون بجامع السحاري بعد صلاة الجمعة بالتكبير والهتاف «القذافي طار طار إجي دورك يا بشار»، رغم محاصرة قوى الأمن للمسجد، والتي سارعت إلى تفريق المصلين وإخراجهم من المسجد. كما جرى إطلاق نار على المتظاهرين وقامت عناصر من الجيش السوري الحر (المنشقون) بالرد مما أدى إلى وقوع إصابات.

وفي محافظة إدلب خرجت مظاهرات في عدة أحياء بالمدينة وفي غالبية القرى والبلدات في المحافظة. وقال ناشطون إن مظاهرات حاشدة انطلقت في أحياء مدينة إدلب وتجمعت في ساحة جامع سعد بن أبي وقاص التي حاولت قوات الأمن إغلاقه حجة الصيانة. وشبه ناشطون منظر المظاهرات في ساحة مدينة إدلب بمنظر المظاهرات التي سبق وشهدتها مدينة حماه قبل أن تقتحم من قبل قوات الجيش.

وفي دمشق وريفها، خرجت مظاهرات تستنكر موقف الجامعة العربية حيال ما يجري في سوريا، وتبشر الرئيس السوري بقرب نهايته بعد مقتل معمر القذافي. وقال ناشطون إن انتشارا كثيفا للأمن والشبيحة كان في منطقة قبر عاتكة ظهر أمس (الجمعة) وسط العاصمة دمشق، إلا أن مظاهرة انطلقت من جامع الذهبية في المنطقة، ورفعت لافتات تعبر عن الفرح بنجاح ثوار ليبيا في قتل معمر القذافي ودعت الرئيس الأسد لأخذ العبرة من نهاية نظام القذافي، إلا أن الأمن قام بتفريق المظاهرة بإطلاق الرصاص الحي. وفي حي القابون تمت محاصرة جميع المساجد مع تمركز للأمن والشبيحة عند مداخل الحارات بالعتاد الكامل، مع حواجز طيارة لتفتيش السيارات ومع ذلك خرجت مظاهرة من مسجد الحسين هنأت الشعب الليبي ونادت بإعدام الرئيس «ارحل بشار ما في حوار».

وفي ريف دمشق هاجمت قوات الأمن مظاهرة خرجت في بلدة سقبا واعتقلت عددا من المتظاهرين وقامت بضربهم ضربا مبرحا، داخل الحافلات. وفي بلدة داريا خرجت مظاهرة هتفت لإسقاط النظام ومحاكمة رموزه وسط انتشار أمني وعسكري مكثف. وقال ناشطون إن قوات المخابرات الجوية قامت برمي قنابل مسمارية على المظاهرين عند المستشفى الوطني في داريا.

وفي الحسكة شمال شرقي البلاد، خرجت مظاهرة في حي الشدادي ومظاهرات أخرى في المناطق ذات الأغلبية الكردية، في قامشلو والدرباسية ورأس العين وعامودا. كما شهدت المناطق الشرقية مظاهرات في عدة أحياء في مدينة دير الزور في حي البوسرايا والقصور والعمال. كما خرجت مظاهرات في مدينة البوكمال والميادين والجرذي والشحيل والطيانة والضاحية والقورية. وفي محافظة حلب، خرجت مظاهرات من الريف في عندان ومارع وحيان وتل رفعت والباب ومنبج ومنغ. وقال ناشطون إن مظاهرات حاشدة انطلقت في تل رفعت ومارع، وفي منطقة الباب جرى إطلاق الرصاص لتفريق المتظاهرين وجرت اشتباكات بين الأهالي وقوات الأمن لتخليص المعتقلين، كما تم إطلاق الرصاص الحي من قبل الأمن والشبيحة لتفريق المظاهرة التي خرجت في بلدة حيان.

وفي مدينة حماه، خرجت مظاهرات في عدة أحياء وحي الكرامة وقلعة المضيق وخطاب وجنوب الملعب واللطامنة والصابونية وحي الشرقية وحي الجلاء وطريق حلب، وفي معظم قرى ريف حماه، منها المناخ والتكية وطيبة الإمام وكرناز والحميدية وكفر زيتا وطريق حلب. وفي الساحل خرجت مظاهرات صغيرة في بانياس وفي حي السكنتوري في مدينة اللاذقية.