غليون لـ«الشرق الأوسط»: أستغرب أن يذهب وفد الجامعة إلى دمشق والدم السوري ما يزال يسفك

المبادرة العربية في نظر الناشطين السوريين «مهلة للقتل».. وقيادات المعارضة تعتبر قبول دمشق استقبال الوفد مناورة لكسب الوقت

مظاهرة في عثمان - حوران أمس تطالب برحيل الأسد
TT

لم تجد المبادرة العربية التي أطلقها اجتماع وزراء الخارجية العرب مطلع الأسبوع الحالي قبولا من قوى المعارضة السورية على اختلاف مشاربها، إذ أجمع المعارضون على رفض الحوار مع النظام، معتبرين أن «استمرار آلة القتل» خير دليل على عقم الحوار مع هذا النظام.

لكن قبول النظام السوري استقبل وفد الجامعة العربية رغم تحفظه على رئاسة قطر لهذه اللجنة، وضع المعارضين في حالة من الإحراج جعلتهم يقترون في تصاريحهم حول المبادرة بعد أن عولوا على رفض النظام المسبق لأي مبادرة.

الشارع السوري كان أكثر جرأة في التعبير عن الانزعاج من «مهلة» الجامعة، فأطلق الناشطون اسم «شهداء المهلة» على جمعة الاحتجاج الجديدة التي نفذوها أمس لتحميل القادة العرب «المسؤولية الأدبية» عن ضحايا هذا اليوم كما قال أحد الناشطين لـ«الشرق الأوسط»، معتبرين أنها «مهلة للنظام لقتل المزيد من شعبه» كما أشاروا في كتاباتهم على «فيس بوك». مشددين على أن أعضاء الجامعة «شركاء في جرائم النظام التي يرتكبها مستفيدا من المهلة تلو المهلة والمبادرة تلو المبادرة».

أما القيادات المعارضة، فقد كانت أكثر «دبلوماسية» في ردودها، لكنها لم تكن تقل عن الناشطين تشددا، فأعلن رئيس المجلس الوطني السوري الدكتور برهان غليون لـ«الشرق الأوسط» أن المجلس الوطني «يرحب بكل الجهود لمساعدة الشعب السوري على الخروج من الأزمة ووقف آلة القتل»، لكنه استغرب «أن يقبل وفد الجامعة العربية أن يذهب إلى دمشق والدم السوري ما يزال يسقط مع عشرات الشهداء كل يوم». وطالب غليون «الجامعة العربية أن تكون جدية في ما تطلبه من النظام»، متسائلا: «هل يعقل أن يذهب الوفد واليوم فقط سقط 14 قتيلا حتى الآن (ظهر أمس).. هناك خطأ في الموضوع». واعتبر غليون أن كل كلام عن الحوار «ليس كلاما جديا ما دام النظام مستمرا في القتل». مشيرا إلى أن كل كلام من قبل النظام عن الحوار هو «مناورة ومحاولة لكسب الوقت»، ورأى أن ما يحصل يؤشر إلى وجود «خطأ ما في أداء الجامعة العربية يجب الانتباه إليه لأن ما يحصل يسيء إلى الجامعة العربية».

وكانت الجامعة العربية قد أعلنت أول من أمس، أنها تلقت موافقة الحكومة السورية على استقبال اللجنة التي شكلها مجلس الجامعة خلال اجتماعه الطارئ مؤخرا بشأن الأوضاع في سوريا يوم الأربعاء المقبل في دمشق. وقال السفير أحمد بن حلي، نائب الأمين العام لجامعة الدول العربية، إن بشار الأسد أبلغ الجامعة العربية استعداده وترحيبه للقاء اللجنة الوزارية العربية التي شكلت في الاجتماع الوزاري العربي الطارئ يوم 16 أكتوبر (تشرين الأول) الحالي برئاسة رئيس الوزراء القطري الشيخ حمد بن جاسم آل جبر، والأمين العام لجامعة الدول العربية الدكتور نبيل العربي، وعضوية وزراء خارجية كل من مصر والجزائر وسلطنة عمان والسودان.

أما أمين سر المؤتمر السوري للتغيير (أنطاليا) محمد كركوتي فأعلن رفض المؤتمر لمبدأ الحوار والمبادرة ككل «لأنها تقوم على حوار مع نظام فقد شرعيته وما يزال يقتل شعبه». معتبرا أن «الحوار لا يمكن أن يستقيم مع من يضع البندقية في رأسنا ولا يعترف بحقوقنا». متسائلا: «ألم يستنفد (الرئيس السوري) بشار الأسد كل المهل؟» واضعا هذا السؤال برسم العرب لأن الأسد «استنفد كل المهل ولم يلتفت إلى الآن لأي مبادرة ولم يوقف العنف على الأقل». معتبرا أن الأسد «دمر المبادرة فور إطلاقها، لكنه عاد ليستجيب إلى طلب زيارة وفد اللجنة العربية برئاسة قطر بما يوضح أنه (مزنوق) إلى حد كبير بما دفعه لقبول استقبال اللجنة». وأضاف: «أما نحن فلا يمكن أن نجلس مع هذا السفاح على الإطلاق». مشيرا إلى أن «الحوار الوحيد الممكن هو حول كيفية خروجه من السلطة بأقل خسائر ممكنة، مع عدم تقديم أي ضمانات لمستقبله. فالشعب السوري وحده يقرر الضمانات».