الشرطة الإسرائيلية تعتدي على فلسطينيين من «1948» يحتفلون بتحرير الأسرى.. والمتطرفون يهددونهم

اعتقلت 15 منهم بينهم ثلاثة متضامنين يهود

TT

بعد حملة تحريض عنصرية كلامية ضد فلسطينيي 1948، نفذت عدة محاولات اعتداء جسدي عليهم، بسبب تضامنهم مع الأسرى الفلسطينيين، واحتفالاتهم بتحرير مئات الأسرى الفلسطينيين في صفقة الجندي جلعاد شاليط، وتم اعتقال عدد من المعتدى عليهم.

وكان فلسطينيو 48 قد احتفوا بخمسة أسرى محررين من صفوفهم، وجعلوها احتفالات متواضعة بسبب بقاء غالبية أسرى 48 داخل السجن. ومع ذلك، فقد تحولت بيوت الأسرى المحررين في اللد والرملة وأم الفحم وعرعرة وابطن، إلى محج للألوف من المهنئين، من بينهم قادة الأحزاب العربية الوطنية وشبيبة هذه الأحزاب ولجنة المتابعة العليا للجماهير العربية في إسرائيل. وارتفعت في هذه الاحتفالات الأعلام الفلسطينية وأطلقت الأناشيد الوطنية وألقيت الكلمات.

وقررت مجموعة من شبيبة حركة أبناء البلد والأحزاب التجمع لإقامة احتفال على طريقتها أمام سجن الشارون وسط إسرائيل، حيث يحتجز الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، أحمد سعدات، الذي رفضت إسرائيل إطلاق سراحه في هذه الصفقة، وهو مضرب عن الطعام منذ أكثر من ثلاثة أسابيع، رغم أن حالته الصحية متدهورة. وتحتجز في السجن نفسه الأسيرات التسع، اللواتي نسيهن مفاوضو حماس خلال المفاوضات، ويسعى المصريون حاليا لأن يتم إطلاق سراحهن في المرحلة الثانية من الصفقة، بعد شهرين.

وراح المتظاهرون يهتفون الشعارات ويصرخون حتى يسمع الأسرى كلمات التضامن. وعند ختام المظاهرة، داهمت الشرطة المتظاهرين بهجوم مفاجئ. ورشت عليهم الغاز المسيل للدموع. واعتقلت 15 منهم، بينهم ثلاثة شبان يهود جاءوا للتضامن مع الأسرى والمطالبة بإعادة الامتيازات التي كان الأسرى قد حصلوها بقوة الكفاح (الإضرابات العديدة والصدامات مع قوات القمع في إدارة السجون)، بحجة عدم توافر مثل هذه الامتيازات لدى الجندي الإسرائيلي الأسير. وفي تبرير لهذه الاعتقالات، زعمت الشرطة أن المتظاهرين هتفوا «الشعب يريد شاليط جديد»، وأنهم رفعوا أعلام أجنبية (علم فلسطين) أمام مؤسسة رسمية إسرائيلية.

وفي مدينة اللد، حاول أحد ناشطي اليمين المتطرف، المحامي أهرون أتياس، استفزاز ذوي الأسير محمد غزال، الذين احتفلوا بتحريره بحضور مئات المواطنين. فتقدم من بينهم يراقب بشكل مشبوه ما يجري، وعندما سألوه عن غرضه وعن سبب تحركاته المشبوهة، قال لهم «نحن أسياد هذه البلاد، ولن نسمح لكم بأن تحتفلوا بإطلاق سراح مخربين إرهابيين قتلوا مئات اليهود في إسرائيل»، فطردوه من دون أن يمسوه بسوء.

فتوجه إلى بيوت عدد من أصدقائه طالبا التظاهر أمام بيت الأسير العربي في اللد. فعلمت الشرطة بالأمر فاتصلت به وأبلغته بأن مظاهرته قد تؤدي إلى صدامات بين العرب واليهود في المدينة في آخر أيام عيد العرش. وهددت باعتقاله، ثم اقتادته فعلا إلى المعتقل، فتدخل رئيس البلدية وطلب منه أن يلغي المظاهرة في هذا اليوم، مع الوعد بمنحه تصريحا في المرة القادمة، فوافق، وهكذا حررته الشرطة.

وفي مدينة نتسيرت عيليت، القائمة على أراضي مدينة الناصرة العربية التي صادرتها الحكومات السابقة، تظاهر في المدينة نحو ألفي شاب احتجاجا على الوجود العربي الراسخ فيها. ففي المدينة 20 في المائة من السكان هم من الفلسطينيين، وأحزاب اليمين المتطرف تريد تطهيرها من العرب تماما لتصبح عاصمة الجليل وتنزع هذا اللقب عن الناصرة العربية، صاحبة هذا اللقب على مدار كل العصور.

وكانت الشرطة إسرائيلية قد رفضت منح لجنة المتابعة العربية ترخيصا لمظاهرة احتفالية بجميع الأسرى في قرية كفر مندا في الشمال. وعللت هذا الامتناع بأنه للحفاظ على أمن الجمهور العام.