مصر: قلق من انعكاس الصراعات الانتخابية وفشل التحالفات على مستقبل برلمان الثورة

الأحزاب والقوى السياسية تتسابق لتقديم أوراق مرشحيها قبل غلق باب التقديم اليوم

TT

ينتهي اليوم فتح باب الترشيح في انتخابات مجلسي الشعب والشورى (البرلمان) بعد أن قررت اللجنة العليا للانتخابات في مصر، مد مهلة الترشح أربعة أيام إضافية، وتتسابق الأحزاب والقوى السياسية في مصر في تقديم قوائمها الانتخابية قبل ساعات من غلق باب الترشيح، في أول انتخابات برلمانية بعد ثورة 25 يناير (كانون الثاني).

وشهد أمس تقدم عدد من الأحزاب بقوائمه لخوض الانتخابات البرلمانية المقبلة من أبرزهم قائمة التحالف الديمقراطي من أجل مصر، الذي يقوده حزب الحرية والعدالة الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين، وحزب النور السلفي، وحزب الوفد الليبرالي، وحزب الإصلاح والتنمية. وبينما تتواصل في مصر عملية انهيار التحالفات الانتخابية والسياسية، مع تصاعد متزامن للخلافات بين الأحزاب والقوى السياسية حول المرشحين ورؤوس القوائم المقدمة، والتي أدت لانسحابات متعددة، حذر سياسيون وعدد من شباب الثورة، من انعكاس هذه الخلافات على البرلمان المقبل، الذي يعد من أبرز مهامه، كتابة دستور جديد للبلاد.

كانت اللجنة العليا للانتخابات برئاسة المستشار عبد المعز إبراهيم قد قررت مد فترة قبول تلقي أوراق المرشحين لانتخابات مجلسي الشعب والشورى لموعد أقصاه الساعة الخامسة من مساء اليوم، لإتاحة الفرصة للأحزاب بالتقدم بقوائمها، بعد أن كان من المقرر إغلاق باب تلقي الأوراق يوم الأربعاء الماضي.

ومع ذلك قدم 15 حزبا سياسيا (صغيرا)، أبرزها «الدستوري الحر، والوفاق القومي، والجيل الديمقراطي، ومصر الفتاة، ومصر 2000، والأمة، والتكافل الاجتماعي، والخضر»، مذكرة إلى المجلس العسكري للمطالبة بمد فتح باب الترشح لانتخابات الشعب والشورى 3 أيام إضافية، للتمكن من إعداد أوراق الترشح على المقاعد الفردية والقائمة النسبية.

ويبدأ مجلس المحافظين برئاسة الدكتور عصام شرف رئيس الوزراء الخميس المقبل الاستعداد للانتخابات البرلمانية من حيث إعداد مقار الانتخابات وتأمينها، كما يستعرض المجلس تقريرا حول الوضع الأمني في مختلف المحافظات والجهود المبذولة لاستكمال احتياجات جهاز الشرطة من التجهيزات المطلوبة لدعم الأمن والانضباط في الشارع المصري.

ونشبت اليومين الماضيين خلافات داخل تحالف «الثورة مستمرة»، بعد أسبوع فقط على تأسيسه، احتجاجا على رغبة حزب التحالف الشعبي، أحد أحزاب التحالف، في السيطرة على رؤوس القوائم، وهو ما جعل «ائتلاف شباب الثورة»، و«حزب التيار المصري»، تحت التأسيس، يعلنان انسحابهما من التحالف، قبل أن تتدخل شخصيات سياسية كبرى وقوى ثورية لحل هذا الخلاف من أجل الإبقاء عليه في ظل أزمة كبرى تعاني منها القوى السياسية في مصر. وقال أحمد عبد الجواد، عضو المكتب التنفيذي بالائتلاف، إن عددا من السياسيين تدخل للمّ شمل التحالف، من أجل عدم تشويه الصورة السياسية التي تعيشها الأحزاب السياسية في مصر، خاصة أن معظم مكونات التحالف هم قوى الثورة الأصلية، وأوضح عبد الجواد لـ«الشرق الأوسط»، أن الائتلاف قرر الاستمرار في التحالف رغم اعتراضه على كثير من الإجراءات الانتخابية، لإثبات حسن النيات وإثبات أن شباب الثورة يسعى لخوض التجربة وليس للمناصب.

وأبدى عبد الجواد قلقه من انعكاس هذه الخلافات على مستقبل الحياة السياسة في مصر وشكل البرلمان المقبل، بعد أن أصبحت الصراعات الحزبية مشينة وتشكل خطرا على استمرار الثورة، مشيرا إلى توقعه بازدياد نسبة أعضاء الحزب الوطني المنحل (الفلول) في البرلمان المقبل.

وحمل عبد الجواد مسؤولية هذا التفتت إلى المجلس الأعلى للقوات المسلحة الذي عمل على تفتيت القوى السياسية، إضافة إلى الأحزاب الكرتونية القديمة التي عملت في ظل النظام السابق.

من جهته، أكد الدكتور عمرو حمزاوي، أستاذ العلوم السياسية ووكيل مؤسسي حزب مصر الحرية، أن هناك بعض الأمراض التي تعاني منها النخبة السياسية، منتشرة على نطاق واسع ونتائجها السلبية أكثر خطورة من حالات أخرى.

وأوضح حمزاوي في رسالة في صفحته على موقع «تويتر»، أن أهم هذه الأمراض هو ضعف القدرة على العمل الجماعي، الذي ظهر في التحالفات الانتخابية والسياسية المختلفة وصراعات الأحزاب على القوائم الانتخابية وتغليب الكثير من الأحزاب للمصالح الضيقة على حساب المصلحة الوطنية، إضافة إلى غياب المهنية، التي تتعلق بالطريقة التي أديرت بها التحالفات الانتخابية، وممارسة الاستعلاء تجاه الرأي العام بعدم المصارحة.

لكن الدكتور مهدي عاكف مرشد جماعة الإخوان المسلمين السابق، أكد على ضرورة المرور من المرحلة الانتقالية من خلال الانتخابات البرلمانية المقبلة لاختيار ممثلين لحكومة جديدة تعيد الاستقرار إلى مؤسسات الدولة، مبينا أنه لا توجد قوة تستطيع إعادة البلاد إلى الوراء بعد اندلاع الثورة وخروج الشعب.

وحذر عاكف، خلال كلمته في افتتاح مقر جديد لحزب الحرية والعدالة بالإسكندرية، من دور بعض وسائل الإعلام في التعامل مع المرحلة الانتقالية بما يدفع إلى حالات الإحباط، مراهنا على قوة وعي الشعب المصري في التعامل مع ذلك التوجيه واستكمال مطالب ثورة الخامس والعشرين من يناير.

ويأتي هذا فيما واصل شباب الثورة تحذريهم من ترشيح «الفلول»، ووزع عدد كبير من الشباب عقب صلاة الجمعة منشورات بعنوان «امسك فلول»، تضم العديد من النصائح والإرشادات حول أعضاء الحزب الوطني (المنحل) ورموز النظام السابق، الذين أفسدوا الحياة السياسية في مصر.