الأمين العام للحزب الشيوعي التونسي: معركة التونسيين ما زالت طويلة ولن تنتهي غدا

قيادي في «النهضة» : إشكاليات تعوق العملية الانتخابية

TT

في معرض متابعته للمسار الانتخابي في تونس والنتائج المحتملة لانتخابات المجلس الوطني التأسيسي المقررة يوم غد، الأحد، قال حمة الهمامي، الأمين العام لحزب العمال الشيوعي التونسي، إنه بغض النظر عما ستفرزه صناديق الاقتراع من نتائج قد ترضي البعض، وتحبط البعض الآخر، فإن معركة التونسيين مع التحرر والتحول إلى المناخ الديمقراطي ما زالت طويلة وعسيرة ولن تنتهي بالتأكيد بالانتهاء من الانتخابات يوم غد، 23 أكتوبر (تشرين الأول) الحالي.

وحول ما يمكن أن تفرزه العملية الانتخابية في تونس، قال الهمامي إن على التونسيين أن يصوتوا للقوى السياسية التي يعرفها الجميع. واعتبر أن المعركة ستكون بين قوى ثورية وديمقراطية تطالب بتغييرات جذرية للحياة في تونس، والقوى التي سماها «رجعية ومعارضة» وكل من يسعى إلى الالتفاف حول الثورة التونسية.

وأضاف أن الاهتمام الأميركي والأوروبي بانتخابات المجلس الوطني التأسيسي مبالغ فيه وقد يعكس إرادة تدخل في كل عملية انتخابية تخفيها السلطات هناك وتعبر عنها علانية بعض المنظمات والهيئات الحقوقية التي استعدت منذ مدة طويلة للحدث الانتخابي أكثر بكثير من استعداد التونسيين لنفس الحدث.

وقال الهمامي في تصريح خاص لـ«الشرق الأوسط» إن الأوروبيين والأميركيين لم تكن لهم رغبة حقيقية في الإطاحة بنظام بن علي، ومن ثم «لا مصلحة لهؤلاء في إنجاح الثورة التونسية والمرور بها إلى بر الأمان». وأضاف في ذات السياق أن هؤلاء يريدون حصر الثورة في ذهاب بن علي وليس التخلص الكامل من نظامه واختياراته الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، ولاحظ أن ظهورهم في الوقت الحالي على الساحة يأتي من أجل المحافظة على مصالحهم وربما حتى لا تمر عدوى الثورة التونسية إلى بقية بلدان العالم، لذلك يعمل هؤلاء على التقليل من أهمية الثورة ويسعون إلى تحجيمها وإظهارها في مظهر ثورة صغيرة ذهبت بنظام وحافظت على مختلف أدواته ومكوناته.

وانتقد الهمامي دور بعض الأطراف التونسية التي تفتح أبواب الدخول أمام أطراف أجنبية وقال إن موقف حزب العمال الشيوعي التونسي يتمثل في أن «أي أيد خارجية تتسلل إلى تونس يجب قطعها على الفور»، معتبرا أن الشعب الذي أطاح بنظام ديكتاتوري ظالم في فترة تاريخية وجيزة بإمكانه أن يؤمن ثورته من كل المخاطر، على حد تعبيره.

ودعا الهمامي الشعب التونسي إلى اليقظة ضد كل التدخلات الخارجية، ولم ينف الهمامي استعانة الأطراف الخارجية بأياد داخلية يذهب إلى ظنها أن مصلحتها مع القوى الغربية. إلى ذلك، عبر زبير الشهودي، القيادي في حركة النهضة وعضو الهيئة التأسيسية للحزب، عن وجود مخاطر وإشكاليات فنية كثيرة لا تزال تعوق العملية الانتخابية من بينها قوائم الناخبين غير المسجلين في الانتخابات الذين لا يقل عددهم عن 45 في المائة من أصوات الناخبين.

وقال إن غموضا يرافق تمكين غير المسجلين من المشاركة في الانتخابات على غرار الأماكن المخصصة لهم واجتهادات كل مكتب اقتراع وحده من أجل تأمين مشاركتهم.