أوباما يعلن انتهاء الحرب في العراق وانسحاب جميع القوات الأميركية بنهاية العام

بعد محادثة عبر دائرة فيديو مع رئيس الوزراء العراقي

TT

أعلن الرئيس الأميركي باراك أوباما صباح أمس إنهاء الحرب الأميركية في العراق، وإعادة جميع القوات الأميركية إلى الولايات المتحدة بنهاية العام الحالي. وقال أوباما للصحافيين بعد حديث عبر الفيديو مع رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي «عندما توليت منصبي أعلنت استراتيجية لسحب القوات الأميركية من العراق بنهاية عام 2011، وكان إنجاح هذه الاستراتيجية في قمة أولوياتي، واليوم أعلن سحب كل الجنود الأميركيين من العراق وعودتهم إلى الوطن».

وأشار أوباما إلى حديثه مع رئيس الوزراء العراقي، وقال «أكدت للمالكي أن الولايات المتحدة ملتزمة بالوفاء بالتزاماتها، وتحدث المالكي عن دور العراقيين في تقرير مصيرهم. وبعد تسع سنوات من الحرب الأميركية في العراق، أعلن الآن أن الحرب انتهت، وأن الجهود العسكرية في العراق انتهت، وفي الأول من يناير (كانون الثاني) المقبل ستكون العلاقة بين البلدين مبنية على الاحترام المتبادل واستقلالية العراق».

وأشار الرئيس الأميركي إلى دعوته المالكي لزيارة واشنطن في ديسمبر (كانون الأول) المقبل، لبحث إنشاء لجنة لوضع إطار عمل لمساعدة العراق وبناء علاقات تجارية واقتصادية والنهوض بالتعليم، وقال «سنستمر في مناقشة تدريب القوات العراقية، وستكون هناك تحديات في المستقبل أمام العراق، لكن الولايات المتحدة تدعم عراقا مستقرا وآمنا».

ووجه أوباما الشكر لمليون جندي أميركي اشتركوا خلال السنوات السابقة في الحرب على العراق، مشيرا إلى أن تقليل القوات الأميركية في العراق سيساعد في ملاحقة أعضاء تنظيم القاعدة بالتزامن مع إعادة الجنود الأميركيين من أفغانستان واستقرار الأوضاع بها.

وأشار أوباما إلى أنه بنهاية القذافي فإن الليبيين في موقف يسمح لهم بتقرير مستقبلهم، وقال «باختصار الولايات المتحدة تقوم بخطوة رائدة بإنهاء الحرب في العراق، وسيعود الجنود من أفغانستان، ولن نتوقف عن تقديم المساعدة للجنود الأميركيين العائدين، وخلق فرص عمل لهم، فبعد عقد من الحرب، أميركا تريد استعادة قوتها الاقتصادية مع قيادتها السياسية».

وكان الرئيس أوباما قد أجرى اتصالا بالمالكي صباح أمس عبر دائرة فيديو، وناقش معه مسؤولية كلا البلدين في تقوية وتدريب القوات العراقية وسحب القوات الأميركية المقاتلة من العراق بنهاية العام الحالي وفقا للاتفاق الموقع بين البلدين. ويبلغ عدد الجنود الأميركيين حاليا بالعراق 40 ألف جندي. وسيبقى فقط 150 جنديا تابعا للسفارة الأميركية لدى العراق - وهي قوة لا تذكر – للمساعدة في مبيعات الأسلحة.

وقد جرت اتصالات كثيرة بين الجانبين لمناقشة إمكانية بقاء بعض القوات الأميركية للمساعدة في التدريب والأمن، مع منحها حصانة قانونية في المحاكم العراقية، وهو المطلب الذي رفضته الحكومة العراقية. وأكد مسؤول عسكري أن البلدين لم يتمكنا من التوصل إلى اتفاق بشأن القضايا الرئيسية المتعلقة بالحصانة القانونية للقوات الأميركية، مشيرا إلى أن عددا كبيرا من الأميركيين يحاكمون في المحاكم العراقية ويخضعون للعقوبات العراقية.

ويأتي إعلان أوباما بعد أيام من ورود تقارير أفادت بأن الإدارة الأميركية تخلت عن فكرة إبقاء مدربين أميركيين في العراق. وأفادت التقارير بأن الإدارة كانت تفكر في إبقاء نحو 3500 مدرب، لكن بشرط منحهم الحصانة من قبل الحكومة العراقية، الأمر الذي رفضته الأخيرة مقترحة بدلا من ذلك أن يعمل هؤلاء المدربون في إطار مهمة أوسع لحلف شمال الأطلسي (الناتو) أو أن يكونوا ملحقين بالسفارة الأميركية في بغداد.