واشنطن تجس نبض حلفائها عشية استئناف حوارها مع بيونغ يانغ

وزير الدفاع الأميركي يبدأ غدا جولة تقوده إلى إندونيسيا واليابان وكوريا الجنوبية

TT

يبدأ وزير الدفاع الأميركي ليون بانيتا غدا الأحد جولته الأولى في آسيا لجس نبض اليابان وكوريا الجنوبية، الحليفتين الأساسيتين لبلاده في المنطقة، بينما تستعد واشنطن لاستئناف حوارها مع كوريا الشمالية. وسيبدأ المدير السابق لوكالة الاستخبارات المركزية (سي آي إيه) الذي يشغل منصب وزير الدفاع منذ يوليو (تموز) الماضي، جولته في إندونيسيا قبل أن يتوجه الاثنين إلى طوكيو.

وقال مسؤول في وزارة الدفاع الأميركية إن بانيتا سيجري في طوكيو محادثات مع نظيره الياباني ياسو إيشيكاوا ورئيس الوزراء يوشيهيكو نودا ووزير الخارجية كويشيرو غيمبا، مضيفا أن المحادثات ستتناول قضايا محض ثنائية مثل بيع أسلحة أميركية والدفاع المضاد للصواريخ، لكن البلدين سيبحثان أيضا في استئناف المحادثات مع كوريا الشمالية. وسيعقد وفد من المسؤولين الأميركيين الاثنين والثلاثاء في جنيف اجتماعا مع وفد كوري شمالي بشأن البرنامج النووي لبيونغ يانغ. وكان لقاء أول عقد في نيويورك في يوليو الماضي. وسيتوجه وزير الدفاع الأميركي بعد ذلك إلى كوريا الجنوبية الأربعاء في زيارة تستمر يومين بينما تبدو العلاقات في أحسن حالاتها بعد زيارة الرئيس لي ميونغ باك إلى واشنطن الأسبوع الماضي ومصادقة الكونغرس على اتفاق للتبادل الحر بين البلدين. وفي سيول أيضا ستكون كوريا الشمالية محور محادثات بانيتا مع نظيره كيم كوان جين والرئيس لي ووزير الخارجية كيم سونغ هوان.

وقال المسؤول الأميركي: «ستكون فرصة ليتحادث مع نظرائه عن وضع العملية الدبلوماسية (مع بيونغ يانغ) والتأكد من أننا سنتخذ الإجراءات اللازمة على الصعيد الأمني لدعم هذه العملية بدبلوماسية، لكن الأمر يتعلق كذلك بأن نكون مستعدين في حال حصول أعمال استفزازية أخرى من جانب كوريا الشمالية». وتابع: «حاليا نفعل ما بوسعنا لنرى ما إذا كان الكوريون الشماليون يريدون جديا مناقشة المسألة النووية واحترام تعهداتهم في إطار المفاوضات السداسية».

وتهدف المفاوضات السداسية التي تشارك فيها الكوريتان والصين واليابان وروسيا والولايات المتحدة إلى إقناع بيونغ يانغ بالتخلي عن برنامجها النووي مقابل الحصول على مساعدة كبيرة. وتوقفت هذه المفاوضات منذ أواخر عام 2008، ثم انسحبت منها بيونغ يانغ رسميا في أبريل (نيسان) 2009 بعد شهر من إجرائها اختبارا نوويا ثانيا بعد اختبار أول عام 2006. وبعد شهر من انسحابها، قامت كوريا الشمالية بتجربة نووية ثانية. وفي 2010، قامت كوريا الشمالية بإغراق سفينة حربية للجنوب قبل أن تقصف جزيرة كورية جنوبية.

وقال المسؤول الأميركي الكبير «إذا كانوا جادين ومستعدين لتحقيق تقدم ملموس، فسنحتاج إلى رسم طريق للعودة إلى عملية المفاوضات السداسية والدبلوماسية. لكن علينا أن نرى قبل ذلك».

وكانت الخارجية الأميركية قد أعلنت الأربعاء الماضي تعيين مبعوث دائم لها لكوريا الشمالية، يتمتع بخبرة كبيرة في القضايا النووية. ويتعلق الأمر بغلين ديفيس، سفير الولايات المتحدة لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية، الذي سيحل مكان المبعوث الخاص ستيفن بوسورث. وكان ديفيس يشغل منصبا رفيعا في مكتب وزارة الخارجية لشؤون شرق آسيا والمحيط الهادئ. وأكد مارك تونر، المتحدث الرسمي باسم الخارجية الأميركية، لدى إعلانه الخبر، أن «تغير الأشخاص لا يعني تغيرا في سياسة الولايات المتحدة». وقال خبراء أميركيون إن تعيين مبعوث دائم يمكن أن يمهد الطريق أمام مزيد من الاتصالات والمباحثات المكثفة. وتأتي هذه التطورات بعد أن نقلت وسائل الإعلام في كوريا الشمالية تصريحات للزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ إيل تحدث فيها عن إمكانية استئناف المحادثات السداسية التي تهدف إلى إنهاء برنامج بلاده النووي.

وقبل اليابان وكوريا، سيتوقف بانيتا اليوم في جزيرة بالي الإندونيسية. وصرح مسؤول أميركي آخر بأن بانيتا سيجري محادثات حول التعاون الثنائي مع نظيره الإندونيسي بورنومو يوسجانتيرو في مجالات الأمن البحري وحفظ السلام وجعل الجيش احترافيا. وفي محطته الإندونيسية، سيلتقي بانيتا نظراءه في الدول العشر الأعضاء في رابطة جنوب شرقي آسيا على هامش اجتماع لها في الجزيرة.