الجدل يحتدم في واشنطن حول سياسات أوباما وبوش في القضاء على الحكام الطغاة

الرئيس الحالي حقق إنجازات كمقتل بن لادن والعولقي والقذافي

TT

يدور جدل في الولايات المتحدة حول دور الرئيس الأميركي باراك أوباما في إدارة السياسة الخارجية وفي رسم ملامح النهاية التي أدت إلى مقتل الزعيم الليبي معمر القذافي. وعقدت المقارنات بين القذافي الذي ظل هاربا وقبض عليه في أنبوب للصرف الصحي ونظيره العراقي الأسبق صدام حسين الذي عثر عليه الأميركيون داخل حفرة.

ويقارن المحللون بين سياسات أوباما الخارجية وسياسات سلفه جورج بوش، والتركيز على نجاحات أوباما في تحقيق إنجازات حقيقية في الخارج مثل قتل أسامة بن لادن في مايو (أيار) الماضي، وأنور العولقي الشهر الماضي، والآن مقتل القذافي، بينما أدت سياسات بوش إلى تشويه صورة الولايات المتحدة في الشرق الأوسط.

ويشير المحللون إلى دور أوباما في إحلال نهاية لخصومة طويلة الأمد بين الولايات المتحدة وليبيا، وبين دور سلفه الرئيس جورج بوش في العراق، وقد استخدم كلا الرئيسين القنوات الدبلوماسية والقوة العسكرية ضد الرئيسين العربيين، لكن تكلفة غزو بوش للعراق بلغت تريليون دولار وحياة 4400 جندي أميركي في حين كان تدخل أوباما محدودا في ليبيا، وارتكز على تكتيكات لتقاسم الأعباء مع المجتمع الدولي لشن غارات جوية بالتنسيق مع حلف شمال الأطلسي. وأعطى أوباما الأوروبيين زمام المبادرة للضغط من أجل تنفيذ التدخل العسكري في ليبيا. وأشار نائب الرئيس جو بايدن إلى أن دور الولايات المتحدة في الحملة على ليبيا تكلف ما يقرب من ملياري دولار ولم يتم فقدان أي جندي في الحرب، وقال «هذه هي أفضل وصفة للطريقة التي علينا اتباعها في التعامل مستقبلا». وكشفت صحيفة «واشنطن بوست» أن القبض على القذافي وحراسه جاء بعد إطلاق حلف الناتو لصاروخ استهدف موكب القذافي من طائرة أميركية من دون طيار (دون أن يعرف الناتو أن الموكب يضم القذافي) وبعدها ألقى الثوار القبض على القذافي. وأكد أعضاء الحزب الجمهوري أن الفضل ينسب للدول الأوروبية وقادة حلف الناتو وليس لأوباما.

وبعد أشهر من انتقادات الجمهوريين حول دور الولايات المتحدة في ليبيا، وانتقادات وجهوها لأوباما بالتردد وقلة الخبرة في السياسة الخارجية وعدم تطبيق فانون سلطات الحرب، قال أوباما في بيانه الخميس إن زوال القذافي «يأتي في وقت نري فيه قوة للقيادة الأميركية في مختلف أنحاء العالم». وأضاف «لقد وضعنا قادة تنظيم القاعدة على طريق الهزيمة وأخمدنا الحرب في العراق وبدأت مرحلة انتقالية في أفغانستان والآن نعمل مع ليبيا والأصدقاء والحلفاء، لقد أظهرنا ما يمكن أن يحققه العمل الجماعي في القرن الحادي والعشرين».

ويقول غلين بولغر خبير استطلاعات الرأي بالحزب الجمهوري «إن هذا النجاح الذي حققه أوباما في السياسة الخارجية يقف مقيدا في مواجهة اضطرابات ومظاهرات في دول أخرى مثل سوريا والبحرين واليمن، ولا يضيف رصيدا كبيرا لدى الناخب الأميركي فقد استمرت شعبية أوباما في الانخفاض بعد مقتل أسامة بن لادن، فالمسألة الحاسمة هي قلق الأميركيين من فقدان وظائفهم أكثر من فقدان القذافي لرأسه».