طائرة «ميراج» فرنسية استهدفت موكب القذافي أثناء محاولته الفرار من سرت

تكهنات بحظوظ قوية لساركوزي في الانتخابات المقبلة بعد الانتصار في ليبيا

TT

بدأت حملة الناتو بتدمير طائرات «ميراج» الفرنسية رتلا من دباباته على أطراف مدينة بنغازي قبل سبعة أشهر. ويوم الخميس كانت طائرة «ميراج» فرنسية هي التي أطلقت النار لمنع القذافي من الهرب من سرت في سيارة دفع رباعي مدرعة، ثم انقض عليه الثوار الليبيون وقتلوا الرجل الذي حكم البلاد 42 عاما.

كانت المشاركة الفرنسية في خاتمة الحرب رمزية للدور القيادي الذي لعبه الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، منذ بداية سعي الثوار الليبيين إلى الخارج لمساعدة ثورتهم. وعلى الرغم من التدخل العسكري الكبير للولايات المتحدة، فإنه أشار أندرو بيار، وهو زميل سابق رفيع المستوى في المعهد الأميركي للسلام في واشنطن: «سينظر إلى التدخل في ليبيا من قبل الجمهور الفرنسي كقيادة فرنسية، وسيمثل هذا دعما قويا بالنسبة لرجل يواجه صعوبات كبيرة في إعادة انتخابه في العام المقبل».

وكان ساركوزي أول زعيم غربي يعترف بالمجلس الوطني الانتقالي كممثلين للشعب الليبي، بينما نفذت الطائرات الفرنسية أكبر عدد من الهجمات. وتولى ساركوزي ورئيس الوزراء البريطاني، ديفيد كاميرون، زمام المبادرة في حملة عامة لفرض منطقة حظر جوي على ليبيا، مما أدى إلى توفير حلف شمال الأطلسي غطاء جويا فعالا للثوار الذين فاقتهم قوات القذافي عدة. وقال وزير الدفاع الفرنسي، جيرار لونغ، في مؤتمر صحافي عقده الخميس في باريس: «نهاية القذافي هو عمل الليبيين في ليبيا، لكن كان للطيران الفرنسي وجود منذ البداية».

وأوضح لونغ أن طائرات التحالف لاحظت يوم الخميس قافلة من عشرات سيارات الدفع الرباعي في محاولة لشق طريقهم بالقوة إلى خارج سرت، فأطلقت طائرة «ميراج SA 2000» مدفعها أمام القافلة «لمنعها لا لتدميرها»، وقامت قوات المجلس الوطني باعتراض القافلة. وقال الأمين العام للناتو، أندرس فوغ راسموسن، في بيان له، إن حلف شمال الأطلسي «سينهي مهمتنا بالتنسيق مع الأمم المتحدة والمجلس الوطني الانتقالي». وكان الرئيس ساركوزي قد التقى يوم 10 مارس (آذار)، في قصر الإليزيه مع قادة المجلس الوطني الانتقالي، في اجتماع نظمه الفيلسوف الفرنسي، برنار هنري ليفي، وأصبحت فرنسا أول حكومة غربية تعترف بالمجلس كممثل للشعب الليبي، وحلقت طائرات حربية فرنسية يوم 19 مارس، بعد ساعات من تصويت الأمم المتحدة على فرض منطقة حظر جوي على ليبيا. وكانت الطائرات الفرنسية تطير من الأراضي الفرنسية وتتزود بالوقود في الجو لتدمير أرتال من الدبابات على أبواب بنغازي، مقر المجلس الوطني الانتقالي. وكرر ساركوزي أن الهجوم الذي نفذ قبل ضرب الولايات المتحدة الدفاعات الجوية للقذافي بصواريخ «كروز»، منع سفك الدماء في بنغازي. وفي يونيو (حزيران) الماضي، سبق الفرنسيون قبل حلفائهم في حلف شمال الأطلسي إلى تزويد الثوار بالأسلحة في الجبال الغربية لليبيا، وهو ما شجع الثوار على فتح جبهة ثالثة في الحرب بعد بنغازي ومصراتة.

وفي مؤتمر صحافي في أوائل الشهر الماضي، زعم مسؤولون فرنسيون أن طائراتهم نفذت 25 في المائة من الهجمات على القوات البرية، و85 في المائة من هجمات طائرات الهليكوبتر. وقد تمركزت الطائرات الفرنسية في كورسيكا، وكريت، وعلى حاملة الطائرات «شارل دي ديغول» و«ميسترال» حاملة طائرات هليكوبتر.

وتكلفت الدولة الفرنسية في حملة ليبيا 480 مليون دولار، بما يتجاوز ما تم إقراره بالفعل في ميزانية العمليات العسكرية في الخارج، بحسب تقديم وزارة الدفاع لميزانية عام 2012 في أواخر سبتمبر (أيلول). وقال بيار، وهو المدير العام السابق للمعهد الأطلسي للشؤون الدولية في باريس: «يمثل ساركوزي رؤية فرنسا بأنها قوة كبرى يمكن أن تتخذ إجراءات، ويمكن أن تكون فاعلة تحت قيادته».

وعزز ساركوزي، الذي انتخب في عام 2007، ويواجه إعادة انتخابه العام المقبل، من التدخل العسكري لفرنسا في أفغانستان في عام 2008، وعادت فرنسا إلى القيادة العسكرية الموحدة للحلف في عام 2009. وفي مرحلة ما من هذا العام، شاركت القوات العسكرية الفرنسية على أربع جبهات: ليبيا وأفغانستان وإجبار الأمم المتحدة رجل ساحل العاج، لوران غباغبو، على التنحي، والأسطول الأوروبي لمكافحة القرصنة قبالة سواحل الصومال.

وقال لوران دوبوا، وهو أستاذ في معهد الدراسات السياسية في باريس: «ساند الجميع ليبيا لأنها تتفق وموقفهم تجاه حقوق الإنسان.. لكن هذا لن يحسم الانتخابات، فهي ليست بقدر أهمية الاقتصاد».

وقال استطلاع للرأي نشر في 19 أكتوبر (تشرين الأول) إن نسبة 62 في المائة مقابل 38 في المائة قالوا إن فرانسوا هولاند، الذي فاز بترشيح الحزب الاشتراكي لخوض سباق الرئاسة نهاية الأسبوع الماضي، سيهزم ساركوزي إذا جرت الانتخابات الآن، وقد دعم هولاند العمليات العسكرية في ليبيا.