إعلان تحرير ليبيا اليوم من بنغازي.. وجبريل يدعو قبيل «استقالته» لانتخابات خلال 8 أشهر

دعا لتشكيل مجلس وطني لصياغة الدستور وإعلان حكومة مؤقتة

TT

من المؤمل أن يعلن المجلس الوطني الانتقالي الليبي عن تحرير ليبيا اليوم من مدينة بنغازي، التي شهدت انطلاق شرارة الثورة ضد العقيد الليبي السابق معمر القذافي، ويأتي الإعلان بعد انتهاء العمليات القتالية في مدينة سرت التي شهدت مقتل العقيد. وجاء ذلك بينما قال محمود جبريل رئيس الوزراء الليبي إنه سيعلن تنحيه عن منصبه أمس معبرا عن أمله في أن يتمكن الليبيون من إجراء انتخابات لاختيار مجلس وطني يتكفل بصياغة دستور جديد ويشكل حكومة مؤقتة خلال ثمانية أشهر.

وقال عبد الجليل في المنتدى الاقتصادي العالمي في الأردن، أمس، إن الأولوية الآن يجب أن تمنح لتجميع الأسلحة من شوارع البلاد وإعادة الاستقرار والنظام. وتابع: «أول انتخابات يجب أن تجري خلال ثمانية شهور بحد أقصى لتأسيس مجلس وطني ليبي وهو كيان أشبه بالبرلمان، هذا المجلس الوطني ستكون له مهمتان؛ صياغة دستور يجري الاستفتاء عليه وتشكيل حكومة مؤقتة تستمر لحين إجراء أول انتخابات رئاسية».

وقال المجلس الوطني الانتقالي إنه يعتزم إعلان تحرير كامل ليبيا اليوم بعد مقتل القذافي على أيدي مقاتلين اجتاحوا سرت مسقط رأسه.

وأبلغ جبريل وهو أكاديمي تلقى تعليمه بالخارج ويظهر كشخصية حديثة تحتفظ بعلاقات ودية مع الغرب وكالة «رويترز» أمس أنه سيتنحى في وقت لاحق أمس في خطوة اعتزم اتخاذها بمجرد سيطرة الحكومة الليبية على البلاد بالكامل، وقال إن مقتل القذافي جعله يشعر «بالراحة وبأنه ولد من جديد».

وفي تعليقه على شعور الكثيرين بالاستياء من رؤية القذافي وهو ملطخ بالدماء والرصاص يخترق جسده، قال: «الناس في الغرب لا يفهمون العذاب والألم الذي مر به الشعب خلال الـ42 عاما الماضية». وأضاف أن جثة القذافي التي توجد حاليا في وحدة تبريد للحوم في مدينة مصراتة ستدفن خلال 48 ساعة طبقا للشريعة الإسلامية.

وكان مقتل القذافي الهدف الرئيسي الذي وحد الميليشيات المتشرذمة وكتائب الجيش المنشقة التي قاتلت قواته منذ بداية الانتفاضة في فبراير (شباط) الماضي.

وسيتطلب استقرار ليبيا في المستقبل أن يثبت المجلس الوطني الانتقالي الذي يتألف من ليبراليين وإسلاميين وزعماء قبليين استعداده للوصول إلى حل وسط وهي صفة لم تكن موجودة في ظل حكم الفرد الذي كان ينتهجه القذافي.

وقال جبريل إن التقدم سيعتمد على شيئين «الأول هو نوع العزم الذي سيظهره المجلس الوطني الانتقالي في الأيام القليلة المقبلة، والشيء الآخر يعتمد بالأساس على الشعب الليبي وما إذا كانوا سيفرقون بين الماضي والمستقبل». وأضاف: «أنا أعول عليهم للمضي قدما وتذكر الألم الذي عانوه في الاثنين والأربعين عاما الماضية».

وتابع جبريل أن بلاده التي حولها القذافي إلى مصدر كبير للطاقة بحاجة إلى رؤية لإيجاد مصدر جديد للدخل لأن ليبيا استهلكت بالفعل 62 في المائة من نفطها. وأوضح: «ينبغي لنا انتهاز هذه الفرصة المحدودة جدا.. يجب أن نستخدم هذا الوقت بشكل مناسب لبناء اقتصاد بديل بأسرع ما يمكن».

ويقول بعض المسؤولين الليبيين إن بعض الدول التي لم تساند حملة القصف التي شنها حلف الأطلسي وساعدت في الإطاحة بالقذافي ومن بينها روسيا والصين وألمانيا أو تباطأت في التنديد بالقذافي مثل إيطاليا قد تفشل في الحصول على صفقات النفط الليبية.

وقالت المؤسسة الوطنية الليبية للنفط الأسبوع الماضي إنها دعت مجموعة غازبروم النفطية للطاقة في روسيا إلى اجتماع في طرابلس لمناقشة ما قال الليبيون إنه انتهاك لالتزامات الاستثمار.

وفي تحذير لقادة ليبيا في المستقبل قال جبريل إن الحكومة الليبية المقبلة يجب ألا تسمح للسياسة بالتأثير على ترسية عقود النفط. وتابع: «أنصح الحكومة المؤقتة المقبلة بالالتزام بالمعيار الاقتصادي. من الخطورة بمكان أن تتأثر العقود بالسياسة».