حركة أمل ترفض التعاطي مع معلومات الثوار الليبيين عن مقتل الإمام الصدر

وفد من الخارجية اللبنانية اليوم في ليبيا للاطلاع على آخر مجريات التحقيق

TT

أحيا مقتل العقيد الليبي معمر القذافي آمال الكثير من اللبنانيين بكشف ملابسات عملية اختطاف الإمام موسى الصدر قبل نحو 33 عاما في ليبيا. وقد أثار ما كشفه مؤخرا رئيس المجلس العسكري في طرابلس الغرب عبد الحكيم بلحاج ما قال: إنها «معلومات موثوقة تشير إلى أن الإمام موسى الصدر مدفون في مزرعة في جنوب العاصمة الليبية طرابلس» حفيظة حركة أمل التي يتزعمها رئيس المجلس النيابي نبيه بري التي اعتبرت أن «المعلومات غير صحيحة وهي نتيجة توقعات وتحليلات فردية».

وقال عضو كتلة التنمية والتحرير النيابية التي يرأسها بري، النائب علي خريس لـ«الشرق الأوسط»: «نحن نتابع قضية تغييب الإمام الصدر منذ فترة طويلة جدا وقد فعلنا العمل مع اندلاع الثورة هناك. واليوم نقوم بمتابعة يومية ولحظة بلحظة ونحن على تواصل يومي مع الثوار الليبيين. حتى اللحظة لا معلومات مؤكدة حول مصيره أو مكانه ولكننا نؤكد أنه ورفيقيه أحياء يرزقون حتى يثبت العكس». وشدد خريس على أن ما نقل عن بلحاج «معلومات غير مؤكدة لا يمكن الأخذ بها لأنها منقولة بطريقة (قيل عن قال)»، وأضاف: «هناك الكثير من التكهنات والمعطيات وقد وصلنا من ليبيا وغيرها الكثير من التقارير ونحن نتابعها عن كثب للتوصل إلى حقيقة ما حصل».

وعقدت أمس قيادة حركة أمل اجتماعا طارئا برئاسة الرئيس نبيه بري بحثت خلاله «النهاية السعيدة» للثورة التي شهدتها ليبيا. وأصدرت الحركة بيانا باركت فيه للشعب الليبي «إلحاق الهزيمة النهائية بنظام الطاغية معمر القذافي وقتله مع عدد من أركانه وإلقاء القبض على مجرمين آخرين». وتمنت الحركة «تعميم هذه الفرحة لتشمل لبنان واللبنانيين عامة وخصوصا أبناء وعائلة الإمام القائد السيد موسى الصدر (...) إمام التعايش والوفاق والوحدة الوطنية، عبر إعطاء الأولوية لكشف مكان إخفائه ورفيقيه وتحريرهم». كما تمنت على المجلس الانتقالي الليبي أن يعطي الأولوية لملف قضية إخفاء نظام القذافي البائد للإمام الصدر ورفيقيه كقضية إنسانية وكقضية حرية وحقوق إنسان. في هذا الوقت، كشف المسؤول الإعلامي المركزي في حركة أمل طلال حاطوم أن «وفدا من وزارة الخارجية اللبنانية برئاسة المدير العام للمغتربين هيثم جمعة يضم قاضيا وضابطا سيتوجه اليوم إلى ليبيا لمتابعة التحقيقات الجارية للكشف عن مصير الإمام الصدر ورفيقيه». وأوضح حاطوم وفي اتصال مع «الشرق الأوسط» أن «الوفد مكلف بمهام معينة إلى جانب التحضير للزيارة المرتقبة لوزير الخارجية اللبنانية عدنان منصور إلى طرابلس الغرب».

وانتقد حاطوم وبشدة ما نقل عن رئيس المجلس العسكري في طرابلس الغرب عبد الحكيم بلحاج معتبرا أنه «يفتقر للدقة والمصداقية»، وقال: «لا إثباتات لمثل هذه المعلومات كما أن اللجنة العليا لمتابعة الملف تدقق بهذه المعطيات وغيرها بهدف الوصول للحقيقة» متوقعا وبعد مقتل القذافي أن تتضح الصورة أكثر بما خص قضية الإمام الصدر في الأيام القليلة المقبلة.

وكان مقررا أن يصدر المجلس العدلي وهو أعلى سلطة قضائية في لبنان إصدار حكمه في الدعوى المقامة ضد معمر القذافي وكبار معاونيه بتهمة خطف رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى في لبنان الإمام موسى الصدر ورفيقيه، في 18 نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل.

يذكر أن الإمام الصدر كان يقوم بزيارة رسمية إلى ليبيا بتاريخ 25 أغسطس (آب) 1978 يرافقه الشيخ محمد يعقوب والصحافي عباس بدر الدين. وقد انقطعت أخباره ظهر يوم 31 أغسطس 1978 في ظل إغفال وسائل الإعلام الليبية أخبار وصول الإمام الصدر إلى ليبيا ووقائع أيام زيارته لها، كما لم تشر إلى أي لقاء عقد بينه وبين العقيد القذافي أو أي من المسؤولين الليبيين الآخرين.

وفيما أعلنت السلطات الليبية أن الزوار اللبنانيين سافروا من طرابلس الغرب مساء يوم 31 أغسطس 1978 إلى إيطاليا على متن طائرة الخطوط الجوية الإيطالية، أكدت التحقيقات الإيطالية أن الإمام الصدر ورفيقيه لم يدخلوا الأراضي الإيطالية أصلا.