وفاة «سلطان الخير».. الخبر الذي أحال صباح السعوديين حزنا

الغالبية منهم كانوا متوجهين نحو أعمالهم

TT

شكل تأكيد خبر وفاة الأمير سلطان بن عبد العزيز، صدمة على سكان السعودية، على الرغم من توارد عدد من الإشاعات ليلة ورود النبأ، خصوصا مع توقيت بث الخبر في السابعة والربع من صباح أمس، وهو الموعد المعروف لدخول الطلاب إلى فصولهم في بداية الدوام المدرسي، وخروج معظم الموظفين إلى أعمالهم.

امتزجت مشاعر الحزن بالذهول، بعد أن طار الخبر متصدرا وسائل الاتصال، في موعد بداية أمس، وتمازجت مشاعر الحزن التي عمت مختلف مناطق السعودية، فبدأ يوم حزين، وهكذا سار.

وتشير هنا روان علي، وهي مدرسة في إحدى المدارس الابتدائية في مدينة جدة إلى أنها وبعد انتهاء الطابور الصباحي، أبلغت بالخبر عن طريق إحدى زميلاتها، وقالت «أسأل الله عز وجل أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته وأن يسكنه فسيح جناته، وأن يلهم أهله الصبر والسلوان»، مشيرة إلى الجهود الخيرة التي عرف بها الأمير سلطان والتي سطرت صفحات عظيمة ومضيئة لا يمكن حصرها.

من جانبه، قال عبد الله الجيلان وهو موظف في القطاع الخاص: «فوجئت عند خروجي لمقر عملي بسماع التلاوات في الإذاعات الرسمية، وعندها شككت في الأمر لكوني قد تلقيت عددا من (الإشاعات) في الليلة الماضية (قبل الماضية) عن وفاة الأمير سلطان، واتصلت بوالدتي في المنزل لمشاهدة التلفاز فأكدت لي النبأ».

عبد العزيز الراشد أحد منسوبي وكالة الأنباء السعودية في واشنطن، قال «تلقيت الخبر من أحد أصدقائي من بيروت، بعد قراءتي للخبر في جهازي (البلاك بيري) وبث الخبر على شاشة (سي إن إن) الإخبارية كنت بين مصدق ومكذب للخبر إلى أن وردني الخبر حقيقة من أحد زملائي في المستشفى»، وقال الراشد «عرف عن الأمير فعل الخير حتى لقب بـ(سلطان الخير)»، ودعا الله أن يرحم الفقيد وأن يسكنه فسيح جناته وأن يجازيه خير الجزاء. وأكد من جهته الدكتور خالد عبد الله طيب رئيس مجلس إدارة الجمعية الخيرية لرعاية المصابين بالأمراض المزمنة بالعاصمة المقدسة (شفاء)، أن هذا الخبر كان له وقعه على النفوس لا سيما أن الجميع استقبله مع الصباح وخلال أداء الناس لأعمالهم.

وعبر طيب عن تعازيه باسم الجمعية الخيرية لرعاية المصابين بالأمراض المزمنة بالعاصمة المقدسة (شفاء) لوفاة الأمير سلطان بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام السعودي، تغمده الله برحمته.

وأكد أن الحزن عم أرجاء الوطن بوفاته، مشيرا إلى أن الأمير سلطان عرف محبا للخير وباذلا له وله الكثير من الأعمال والمساعي الجليلة التي لا تحصى في فعل الخير والأعمال الإنسانية، فضلا عن خدمة الوطن وأبنائه.

وأشار إلى أن المجتمع السعودي عاش مع «سلطان الخير» الكثير من اللمسات الإنسانية الرائعة التي لن ينساها، فهو عرف بفعل الخير وبذل المعروف وأعماله اليوم تقف شاهدا على ذلك.

فيما ساهمت أجهزة الهواتف الجوالة وشبكات التواصل الاجتماعية والمواقع الرسمية الوسيلة الأسرع للمتلقين في إيصال الخبر، فتسابق الجميع في بث البيان الرسمي ونقل الخبر.

تقول سحر الجهني «تلقيت الخبر عبر جهاز (البلاك بيري) إلا أني لم أصدقه حتى شاهدته في موقع وكالة الأنباء السعودية التي بثت الخبر».. فيما تنبأت سميرة الغامدي بالخبر عبر موقع «تويتر»، وأشارت إلى أن تفاعل المجتمع إيجابيا مع الخبر وحملات الدعاء فيما بينهم تدل على مكانة هذا الرجل ومحبة الناس له.

من جانبه، قال سعيد بن خلف الغامدي مساعد مدير عام الشؤون الاجتماعية بمنطقة مكة المكرمة، إننا صدمنا جميعا صدمة كبيرة عندما وصل إلينا خبر وفاة الأمير سلطان بن عبد العزيز. وقال «(سلطان الخير) بذل ماله وحياته وسعادته من أجل سعادة الآخرين، ولم يرد أي شيء يطلب مساعدته فقد بذل الكثير لمساعدة المحتاجين ولم يقتصر ذلك على مواطني المملكة بل تعدى الحدود، وله اليد الطولى في مساعدة الأشقاء العرب والمسلمين في شتى بقاع الدنيا».

وتحدث كذلك مدير العلاقات العامة والإعلام والتدريب للشؤون الاجتماعية فهد بن محمد العيس، بقوله «تلقيت خبر الوفاة داخل مقر عملي، إن العين لتدمع وإن القلب ليحزن بوفاة والد الجميع، الذي يعد بالفعل والدنا جميعا، فدائما ما نشاهد بسمته المعهودة، ودائما ما نجده في المناسبات، يحدث هذا ويبتسم في وجه هذا ويبذل الغالي والنفيس للمحتاج والفقير».

ووصف وفاة الأمير بالخسارة الكبيرة للأمة العربية والإسلامية والصديقة، فكان القائد والمربي والموجه ولم يبخل في أي وقت ببذل أو عطاء، فهو بالفعل أبو الفقراء والأيتام والمحتاجين، ودائما يده لا تتوقف بالعطاءات والمساعدات.

إلى ذلك، أبدى أمين محافظة جدة الدكتور هاني بن محمد أبو راس، حزنه الشديد بوفاة الأمير سلطان بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام السعودي، رحمه الله.

وقال «إن فقده أكبر من أن تعبر عنه الكلمات فلقد كان أمة في رجل واحد، وواحة من واحات الخير والطيبة والكرم سيفتقدها كل من استظل في أفيائها ونهل من ينابيعها، وكانت حياته كلها مسخرة لخدمة الوطن والمواطنين منذ شبابه في عهد والده العظيم جلالة الملك عبد العزيز رحمه الله وحتى وفاته، وكان يد خير امتدت لداخل الوطن وخارجه حتى سمي وعرف بـ(سلطان الخير)، وقد أجمع الناس على حبه وتقديره، وكان رحمه الله نموذجا في الإخلاص والتواضع لكل من عرفه أو لم يعرفه، والفقيد الغالي علما شامخا ليس للوطن فحسب بل للأمتين العربية والإسلامية، فقد كان معروفا بصراحته ومواقفه الشجاعة في كل المحافل الدولية وقدم لأمته وللعالم خدمات جليلة وأعمالا خيرية منها ما هو معلن ومعروف وأكثرها ما كان يؤثر رحمه الله أن يكون فيما بينه وبين خالقه سبحانه وتعالى».

وتابع أمين جدة الدكتور هاني أبو راس قوله في هذه المناسبة الحزينة: «نيابة عن جميع منسوبي أمانة محافظة جدة أقدم أحر التعازي لمقام سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز ولسمو النائب الثاني صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز ولجميع الأسرة المالكة ولكل أفراد الشعب السعودي في وفاة (سلطان الخير) رحمه الله، وأسكنه فسيح جناته، و(إنا لله وإنا إليه راجعون)».

من جانبها، رفعت إلهام بنت يوسف الفالح مدير عام الإشراف الاجتماعي النسائي بمنطقة مكة المكرمة، أحر تعازيها ومواساتها لخادم الحرمين الشريفين بوفاة الأمير سلطان بن عبد العزيز ولي العهد رحمه الله رحمة واسعة الذي انتقل إلى الرفيق الأعلى.

وأضافت «فقيدنا الغالي الأمير سلطان بن عبد العزيز أفنى حياته في خدمة المحتاجين وبذل الكثير من ماله لمساعدتهم ومساعدة المعاق والمريض واليتيم وكبار السن، وإننا بهذا المصاب نسأل الله الكريم رب العرش العظيم أن يتغمده بواسع رحمته ويجزل له المثوبة والمغفرة وأن يكون جميع ما عمله في ميزان حسناته (إنا لله وإنا إليه راجعون)».