مفوضية اللاجئين: النازحون السوريون في لبنان تعرضوا لصدمات قوية بسبب الأحداث التي أدت لفرارهم

يبلغ عدد المسجلين منهم أكثر من 3 آلاف

TT

يؤكد تقرير صادر عن المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أن معظم النازحين السوريين يعيشون لدى عائلات مضيفة في لبنان في «ظل ظروف معيشية صعبة»، مشيرا إلى أن عدد النازحين المسجلين حاليا لدى المفوضية والهيئة العليا للإغاثة، المكلفة من قبل الحكومة اللبنانية بمتابعة ملف النازحين، هو 3194 نازحا سوريا، يعيش 3135 منهم في شمال لبنان. ويلحظ التقرير «زيادة صعوبة عملية العبور إلى لبنان نتيجة للتشديد الأمني في الجانب السوري من الحدود، حيث تشعر بعض مجتمعات اللاجئين المقيمة في المناطق الحدودية بقلق شديد على أمنها الخاص».

وكان 5000 لاجئ سوري قد تدفقوا إلى شمال لبنان منذ شهر أبريل (نيسان) الفائت، ويرفض من لا يزال منهم في لبنان العودة قبل استتباب الاستقرار والأمن في القرى السورية. ويذكر التقرير، الذي تصدره مفوضية شؤون اللاجئين دوريا وتضمنه معلومات محدثة عن أوضاع النازحين والخدمات المقدمة لهم، أن «الكثير من الأفراد والعائلات قد تعرضوا لصدمات قوية بسبب الأحداث التي أدت إلى فرارهم، فضلا عن الاضطهاد المستمر لمعارفهم و-أو الأشخاص الذين يهتمون لأمرهم داخل سوريا».

وفيما تهتم المفوضية بالتعاون مع الهيئة العليا للإغاثة وكل المنظمات الشريكة والفاعلة بتأمين مستلزمات النازحين من غذاء وأدوية تنظيف ومساعدات طبية ورعاية نفسية واجتماعية، فقد بادرت في الفترة الأخيرة إلى اتخاذ التدابير المناسبة لتلبية الاحتياجات الشتوية للاجئين، مع قرب بدء فصل الشتاء، خصوصا أن منطقة الشمال وعكار تحديدا معروفة ببردها القارس وأمطارها الغزيرة، ما قد يرتب صعوبات إضافية على النازحين والعائلات المضيفة.

وأفاد التقرير بأن «بعض المنظمات غير الحكومية المحلية باشرت بتوزيع البطانيات والملابس الشتوية»، فيما تمكنت المفوضية من «تحديد مورد محلي لتأمين توزيع وقود التدفئة على السوريين النازحين والعائلات المضيفة التي تعيش في ظروف هشة اعتبارا من الأسبوع المقبل»، الذي سيشهد كذلك بدء «أعمال الترميم لمنازل المجتمعات المضيفة».

وفي هذا السياق، قام مجلس اللاجئين النرويجي، بالتعاون مع المنظمات الشريكة والعاملين في مجال التوعية والاتصال، بتحديد منازل العائلات المضيفة التي هي بأمس الحاجة إلى التحسين استعدادا لموسم الشتاء، على أن تتم معالجة أوضاع هذه المنازل تدريجيا خلال الأسابيع القليلة القادمة.

وفيما يتعلق بالتعليم، فقد تم تسجيل نحو 30 طفلا إضافيا في المدارس المحلية في منطقتي تل البيرة وحلبا الأسبوع الفائت، وفق تقرير المفوضية عينه، ليصل العدد الإجمالي للأطفال الملتحقين بالمدارس إلى 430 طفلا، فضلا عن تسجيل المزيد من الأطفال في طرابلس، سيتم التحقق من عددهم بحلول نهاية الأسبوع المقبل مع بدء المفوضية تقديم المساعدات المدرسية.

وتقوم وزارة التربية اللبنانية بتسهيل عملية تسجيل الأطفال في المدارس الرسمية، وتغطي المفوضية تكاليف الرسوم المدرسية والكتب والزي المدرسي والدفاتر والقرطاسية، ومن المقرر أن تطلق مع شركائها دروس التقوية للأطفال السوريين النازحين نظرا إلى الاختلاف بين منهجي التعليم اللبناني والسوري. وكان 400 طفل سوري قد حصلوا مطلع الأسبوع الفائت على منح تعليمية من المفوضية وتم تسجيلهم في مدارس رسمية في منطقة وادي خالد. وستتولى اليونيسيف مسؤولية تدريب وإرشاد المسؤولين عن الأنشطة اللاصفية في مجال التخطيط للأنشطة وتنفيذها مع الأطفال النازحين.