الأحزاب الرئيسية في الانتخابات التونسية

حزب النهضة يتوقع أن يفوز بأوفر حظ من الأصوات لكنه لن يستأثر بالأغلبية

TT

يدلي الناخبون التونسيون بأصواتهم اليوم في أول انتخابات ديمقراطية ترسي أسسا لدول عربية أخرى شهدت انتفاضات الربيع العربي. فيما يلي نبذة عن الأحزاب الرئيسية التي تشارك في الانتخابات التونسية لاختيار جمعية تأسيسية تصوغ الدستور الجديد.

* حزب النهضة: حزب إسلامي يتوقع أن يفوز بأوفر حظ من الأصوات لكنه على الأرجح لن يكون كافيا ليستأثر بأغلبية في الجمعية. ويرأس الحزب الباحث الإسلامي راشد الغنوشي وأسسه في عام 1981 مع مجموعة من المفكرين الذي استلهموا فكر جماعة الإخوان المسلمين المصرية. وأقام الغنوشي 22 عاما في المنفى في لندن بعدما حظرت تونس الحزب وسجنت آلافا من أعضائه. واتهم بن علي حزب النهضة بالتورط في مؤامرات عنيفة للإطاحة بالحكم العلماني. ويقول الغنوشي إنها اتهامات ملفقة لتبديد ما يمثله حزبه من تحد سياسي. ويضيف الغنوشي أن النهضة قوة معتدلة ومتسامحة، مضيفا أنها لن تحاول فرض قيمها على العلمانيين وأنها ستحترم حقوق المرأة. وللحزب صلات آيديولوجية بحزب العدالة والتنمية الذي يتزعمه رئيس وزراء تركيا رجب طيب أردوغان.

وقال الغنوشي في تجمع انتخابي إن مؤيد حزب النهضة عصري وسلمي ومسلم ومعاصر يريد أن يعيش في هذا العصر ولكنه يريد أن يعيش بكرامة وكمسلم في هذه الحياة.

ولم يفصح الحزب كثيرا عن السياسات التي سينتهجها للترويج لمشروعه الإسلامي وقاد ذلك لاتهامات من علمانيين للحزب بأنه يخفي نواياه الحقيقية وهو ما نفاه الغنوشي.

ويقول دبلوماسيون غربيون إن الغنوشي معتدل حقا لكنهم يحذرون من بعض الأشخاص داخل حزبه من بينهم بعض المسجونين السابقين الذين ربما يحاولون دفعه نحو مواقف أكثر تشددا.

* الحزب الديمقراطي التقدمي: الأبرز بين مجموعة من الأحزاب التي تطرح نفسها كبديل علماني لحزب النهضة. وأسس الحزب نجيب الشابي وهو محام قناعاته تنتمي ليسار الوسط.

ولم يغادر الشابي تونس مثل عدد كبير من المعارضين أقاموا في المنفى خارج البلاد وتحرشت به قوات الأمن لسنوات وهاجمته وسائل الإعلام الموالية للحكومة وأعاقه تزوير الانتخابات.

وتقدم بطلب لخوض الانتخابات الرئاسية في عام 2009 لكن قانونا أصدره بن علي لإبعاده عن السباق قضى بعدم أحقيته في الترشح. وعين الشابي وزيرا للتنمية الجهوية في أول حكومة تسيير أعمال بعد سقوط بن علي واستقال من منصبه إثر احتجاجات حاشدة أسقطت الحكومة. ويقول بعض المعلقين إنه يضع نصب عينيه منصب الرئيس حين يتحدد موعد الانتخابات. وركزت حملته على مخاوف من أن يقوض حزب النهضة المبادئ العلمانية في البلاد.

وقالت مية الجريبي الأمين العام للحزب في تجمع انتخابي إنها واثقة من أن التونسيين سيصوتون للوسطية وليس للتطرف وإنه يتعين على تونس حماية شعلة الوسطية.

وحاول الشابي إقامة تحالف مع أحزاب علمانية أخرى للحيلولة دون فوز حزب النهضة بأغلبية مقاعد الجمعية التأسيسية. ولكن الشركاء المحتملين يريدون أن تظل خياراتهم مفتوحة لحين ظهور النتائج.

* حزب التكتل: حزب اشتراكي أسسه مصطفى بن جعفر في عام 1994 وهو طبيب، ومثل الشابي كان جعفر ضمن حفنة من معارضي بن علي لم يغادروا تونس. وحظي حزبه بوضع قانوني في عام 2002 ولكن الحكومة أعاقت حركته، فضلا عن التعتيم الكامل عليه من جانب وسائل الإعلام التي أحكمت الحكومة السيطرة عليها.

وشغل منصب وزير الصحة في أول حكومة تشكلت بعد سقوط بن علي. ولقي احتراما كبيرا عندما استقال، معلنا رفضه وجود وزراء من الحكومة القديمة. إذا سعى حزب النهضة عقب الانتخابات لتشكيل ائتلاف موسع يضم أحزابا علمانية كبرى فإن حزب بن جعفر شريك محتمل على الأرجح.

* التجديد: يرأسه أحمد إبراهيم وهو منبثق عن الحزب الشيوعي. وقد فاز بثلاثة مقاعد فقط في أحدث انتخابات برلمانية نتيجة معوقات من جانب حكومة بن علي. وإبراهيم أستاذ جامعي سابق وكان وزيرا للتعليم العالي في الحكومة الأولى لتسيير الأعمال التي لم تستمر طويلا. وفي مقابلة صرح لـ«رويترز» أن القيم الليبرالية الحديثة في تونس مهددة من المعسكر الإسلامي الذي يريد استغلال المشاعر الدينية للمواطنين ويريد فرض سيطرته وأسلوب حياة معين. ولكنه ذكر أن حزبه مستعد للتعاون مع النهضة في الجمعية التأسيسية وقال: إن الديمقراطية تعني التعايش مع كل الأطراف بما في ذلك النهضة.

* المؤتمر من أجل الديمقراطية: يرأسه منصف المرزوقي وهو طبيب علماني يساري وتأسس المؤتمر من أجل الجمهورية في عام 2001 وحظر بعد وقت قصير من قيامه. وأقام زعماؤه في المنفى في فرنسا. وعاد قبل 3 أعوام من قيام الثورة ولكنه غادر البلاد بعد شهرين فقط معلنا أن لا يمكنه العمل بسبب مضايقات السلطات له. وخلال تلك الفترة طوق مئات من ضباط الشرطة بزي مدني منزله ومكتبه طوال اليوم ولاحقوه في اجتماعاته. وبعد أيام من فرار بن علي عاد المرزوقي من باريس واستقبله أتباعه في مطار قرطاج بالأغاني والهتافات. وقد تبوأ مكانته تلك بفضل معارضته لابن علي لسنوات طويلة. ويعد المؤتمر شريكا محتملا آخر لحزب النهضة.