كلينتون محذرة طهران: سنبقي حضورا قويا في المنطقة

الجمهوريون: قرار أوباما الانسحاب قدم العراق هدية لإيران

TT

وجهت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون تحذيرا مبطنا إلى إيران أمس بألا تسعى إلى التدخل في الشؤون العراقية، وذلك غداة تأكيد الرئيس الأميركي باراك أوباما الانسحاب العسكري الأميركي من العراق في نهاية السنة الجارية.

وقالت كلينتون التي تقوم بزيارة إلى دوشانبي «عندما نفتح هذا الفصل الجديد من العلاقات مع عراق يتمتع بالسيادة، نقول للعراقيين: أميركا إلى جانبكم عندما تقومون بخطوة جديدة لتأكيد ديمقراطيتكم». ونقلت عنها وكالة الصحافة الفرنسية قولها «لبلدان المنطقة وخصوصا إلى جيران العراق، نحرص على القول إن أميركا ستقف إلى جانب حلفائها وأصدقائها، بمن فيهم العراق، للدفاع عن أمننا وعن مصالحنا المشتركة». وخلصت كلينتون إلى القول «سنبقي حضورا قويا في المنطقة، وهذا دليل على التزامنا المستمر حيال العراق ومستقبل هذه المنطقة، التي تزخر بكثير من الأمل ومن الضروري الحفاظ عليها من التأثيرات الخارجية لمتابعة طريقها نحو الديمقراطية».

وكان الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد صرح في مقابلة مع شبكة التلفزة الأميركية «سي إن إن»، بأن تأكيد الرئيس أوباما الانسحاب العسكري من العراق في نهاية السنة «أمر جيد». وأضاف: «أعتقد أنه أمر جيد كان يفترض أن يحصل منذ فترة طويلة».

إلى ذلك، شن قادة الحزب الجمهوري، وخاصة الذين ترشحوا لرئاسة الجمهورية، هجوما عنيفا على الرئيس باراك أوباما أمس لقراره سحب القوات الأميركية من العراق بنهاية العام الحالي واتهموه بأنه يعرض المصالح الأميركية في المنطقة، وأيضا الأمن الأميركي، للخطر. وأشار بعض هؤلاء إلى أن أوباما، بقرار الانسحاب، يقدم العراق «هدية» إلى إيران.

وقال المرشح الرئاسي ميت رومني إن إعلان أوباما يعبر عن «فشل مذهل». وإنه يهدد جميع المكاسب التي تحققت «بفضل دماء وتضحيات» الآلاف من الأميركيين. بدوره، قال حاكم ولاية تكساس والمرشح الرئاسي أيضا ريك بيري إنه «شديد القلق» لأن أوباما وضع «انتهازية سياسية قبل القرارات العسكرية والأمنية السليمة».

من جهتها، قالت النائبة ميشيل باكمان، عضو الكونغرس من ولاية منيسوتا، إن قرار أوباما «مثال آخر على ضعف السياسة الخارجية للرئيس»، بينما قال جون هانتسمان، السفير السابق لدى الصين، إن قرار أوباما «خطأ».

إلى ذلك، قال كين هيرمان، رجل الأعمال الأسود، إنه يكرر أن أي قرار من أوباما بالانسحاب من العراق وأفغانستان «شيء غبي».

ويقول المراقبون في واشنطن إن الجمهوريين يتهمون أوباما بالافتقار إلى الحزم في مواجهة إيران وإنه بالانسحاب يعرض العراق للنفوذ الإيراني. ولهذا، يريد الجمهوريون الربط بين ما يرونه الخطر الإيراني ضد المصالح الأميركية في المنطقة، وضد حلفاء وأصدقاء أميركا، وبين قرار أوباما بالانسحاب من العراق. ويرى المراقبون أن الحملة الانتخابية تلعب دورا كبيرا في قرار أوباما، وأيضا في ردود فعل المرشحين الجمهوريين وأن أوباما تعمد إعلان قرار الانسحاب بعد يوم واحد من إعلانه دور الولايات المتحدة في إسقاط العقيد الليبي معمر القذافي وبعد ثلاثة أسابيع من إعلانه مقتل أنور العولقي الأميركي اليمني المتهم بتدبير أعمال إرهابية ضد الولايات المتحدة. بالإضافة إلى إعلان أوباما، في الربيع، مقتل أسامة بن لادن، مؤسس وزعيم تنظيم القاعدة.

ويرى الجمهوريون أن أوباما يريد أن «يسرق النصر في العراق من سلفه جورج بوش». وقال المراقبون إن الانسحاب من العراق هو، في نظر الجمهوريين، «انتصار» للرئيس السابق بوش الابن، خاصة لأن الاتفاق الأساسي بين الولايات المتحدة والعراق تم التوصل إليه في إدارة بوش عام 2008.