القنوات الفضائية السعودية تبدأ الحداد على وفاة ولي العهد لمدة أسبوع كامل

وصل إلى الإعلام الغربي.. والبحرين في مقدمة الدول الخليجية

TT

منذ إعلان الديوان الملكي صباح أمس نعيه للأمير سلطان بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام السعودي رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للطيران المدني، بدأ الإعلام السعودي بجميع قنواته الفضائية الـ9 الحداد على وفاة «سلطان الخير»، وذلك من خلال قطع بث برامجها واستبدال القرآن الكريم بها، نقلا عن قناة «القرآن الكريم» السعودية.

وأوضح عبد الرحمن الهزاع وكيل وزارة الثقافة والإعلام السعودية المساعد للإعلام الداخلي والمتحدث الرسمي باسم الوزارة، والذي رفض مصطلح «الحداد»، أن بث القنوات الفضائية السعودية سيكون مخصصا عن الأمير سلطان بن عبد العزيز طيلة الأسبوع الحالي.

وقال في حديث لـ«الشرق الأوسط»: «سيتنوع بث القنوات السعودية بين القرآن الكريم وبرامج مخصصة للحديث عن إنجازات ولي العهد في المجالات كافة، إضافة إلى استمرار قناة (الإخبارية) في بثها لنشرات الأخبار»، لافتا إلى استمرار تلك الخطة حتى نهاية الأسبوع الحالي.

وفي الوقت الذي أوقفت فيه القنوات الفضائية السعودية بث برامجها اليومية، ما زالت هناك قنوات فضائية تتبع للقطاع الخاص مستمرة في إذاعة برامجها رغم توقف إذاعاتها المسموعة عن ذلك، غير أن وكيل وزارة الثقافة والإعلام السعودية المساعد للإعلام الداخلي والمتحدث الرسمي باسم الوزارة أفاد بأن ذلك يعود إلى إدارات تلك القنوات. وأضاف: «لا يوجد شيء إلزامي من قبل وزارة الثقافة والإعلام السعودية على مثل هذه القنوات، إلا أن المسألة تعد حسا شخصيا في الوقت الذي ينبغي فيه على جميع القنوات الفضائية السعودية أن تستشعر مسؤوليتها وواجبها تجاه هذا الأمر».

الحداد على وفاة المغفور له الأمير سلطان بن عبد العزيز لم يقتصر على الإعلام السعودي فقط، وإنما تعدى ذلك ليصل إلى بعض القنوات الفضائية الخليجية، في مشهد يجسد مدى قوة العلاقات بين السعودية ودول الخليج، ضمن مشهد يبتعد كثيرا عن السياسة، إلا أنه يعكس أواصر علاقة إنسانية نابعة من مكانة ولي العهد الراحل في قلوب قادة دول مجلس التعاون الخليجي.

وفي الوقت الذي أكد فيه خبير في وزارة الإعلام العمانية، فضل عدم ذكر اسمه، خلال حديثه لـ«الشرق الأوسط» على أن حداد القنوات التلفزيونية التابعة لسلطنة عمان عادة ما يختص بوفاة رؤساء الدول الأعضاء بمجلس التعاون الخليجي، كانت البحرين أولى دول الخليج التي أوقفت بث برامجها التلفزيونية والاكتفاء ببث آيات من الذكر الحكيم، وذلك حدادا على وفاة الأمير سلطان بن عبد العزيز.

فقدان الدولة لـ«سلطان الخير» بات سببا رئيسيا في مطالبة العديد من المحللين الإعلاميين السعوديين بضرورة تعريف جميع شرائح المجتمع السعودي وأقطار الوطن العربي بمكانته، رحمه الله، وعرض إنجازاته طيلة سنوات حياته، وعدم الاكتفاء فقط ببث القرآن الكريم.

الدكتور سعود الكاتب، أستاذ تكنولوجيا الإعلام في جامعة الملك عبد العزيز بجدة، يرى أن الحداد الإعلامي على وفاة الأمير سلطان بن عبد العزيز لا يقتصر فقط على بث القرآن الكريم، في ظل توليه للعديد من المناصب المهمة في الدولة.

وقال في اتصال هاتفي لـ«الشرق الأوسط»: «ولي العهد السعودي الراحل صاحب إنجازات كبيرة، وشخصية محبوبة ومعروف في الخدمات الإنسانية والاجتماعية على مستوى العالم الإسلامي ككل، الأمر الذي يحتم على القنوات الفضائية عرض برامج تعريفية بإنجازاته وتاريخه والمناصب التي تقلدها طيلة حياته».

وأشار إلى أن المواطن السعودي والعرب بشكل عام بحاجة إلى معرفة كل تلك التفاصيل، خصوصا أن الأمير سلطان بن عبد العزيز ليس شخصية عادية لكونه رجلا تقلد أهم وأكبر المناصب القيادية في السعودية، مبينا أن المتوقع من القنوات الفضائية بث العديد من البرامج المتعلقة بهذا الأمر.

واستطرد في القول: «على الصعيد الشخصي للمغفور له، لا يختلف اثنان على محبته وبشاشته وأعماله الإنسانية وكرمه الذي بات يضرب به المثل، فكل تلك الأمور جعلته ذا صيت ذائع بمختلف دول العالم العربي، إلى جانب الإعلام الغربي الذي أبدى اهتماما كبيرا بوفاته رحمه الله».

وذكر أستاذ تكنولوجيا الإعلام في جامعة الملك عبد العزيز بجدة، أن حداد الإعلام على وفاة الأمير سلطان بن عبد العزيز ليس بالضرورة أن يكون على فترة واحدة متواصلة، غير أن المسألة ترتكز على نوعية ما سيعرض عنه من برامج، مضيفا: «إنجازاته كبيرة ولا يكفي أسبوع واحد لعرضها بالكامل، إلا أن المهم هو التركيز على نوعية البرامج وإعدادها وجودة محتواها».

بينما لفت الدكتور أنمار مطاوع أستاذ الاتصال الثقافي في جامعة الملك عبد العزيز بجدة إلى أنه من المفترض على القنوات الفضائية ووسائل الإعلام المختلفة ألا تكتفي بإذاعة القرآن الكريم، وإنما من المهم جدا إيضاح تاريخ وإنجازات الأمير سلطان بن عبد العزيز للجيل الحديث ومدى تأثيره في المجتمع ووضع الدولة ككل.

وقال لـ«الشرق الأوسط»: «يستحق المغفور له أن يكون هناك أكثر من برنامج تلفزيوني لتقديم مسيرة حياته، ونأمل فعليا بأن تسير القنوات الفضائية على هذا المسار، وذلك بهدف القيام بدورها المتمثل في توعية وتثقيف الناس بحجم هذه الشخصية التي فقدتها الدولة». وشدد على ضرورة تفاعل جميع الدول الإسلامية والعربية مع خبر وفاة ولي العهد السعودي، ولا سيما أن ذلك يوضح مدى تأثيره في سياسة السعودية وخدمة الشعوب الإسلامية والعربية بشكل عام.

وزاد: «إن الحداد يتمثل في الفترة التي تركز على حدث واحد، إلا أن رجلا بحجم الأمير سلطان بن عبد العزيز، رحمه الله، من المفترض أن يكون حاضرا في الأذهان لفترات طويلة وليس لأسبوع واحد فقط».