ثوار ليبيا يبدأون في تشكيل حزب ويرجئون تسليم أسلحة أعضائه لما يقرره الدستور القادم

عبد الله ناكر لـ«الشرق الأوسط»: لن نكون مثل حزب الله اللبناني.. لكننا لن نسكت عن الخطأ ولو لجأنا للسلاح

رئيس مجلس ثوار طرابلس عبد الله ناكر
TT

كشف عبد الله ناكر، رئيس مجلس ثوار طرابلس، لـ«الشرق الأوسط»، أمس، عن أن ثوار ليبيا شرعوا في تشكيل حزب يضم جميع الثوار ويضم معهم مدنيين وحقوقيين، وعما إذا كان هذا الحزب سيكون مسلحا باعتبار أن الثوار ما زالوا يحتفظون بأسلحتهم الخفيفة والثقيلة، أجاب ناكر بقوله إن الثوار من أعضاء الحزب الآخذ في التكوين سوف يرجئون تسليم أسلحتهم؛ انتظارا لما يقرره الدستور القادم المزمع وضعه في غضون 8 أشهر.. لكنه شدد على أن «حزب الثوار» لن يكون مثل حزب الله اللبناني، مضيفا: «إلا أننا لن نسكت على الخطأ ولو لجأنا للسلاح».

وعما يلاحظ من البعض بعدم وجود تنسيق كامل ولا توجد قيادة مركزية لطرابلس، قال ناكر: «يوجد قيادة مركزية.. نحن الثوار». وعن الشخصية التي تمثل هذه القيادة المركزية في طرابلس أوضح ناكر أنها ممثلة في الثوار الذين هم القيادة، وهم الموجودون على الأرض، وأضاف: «لكن بالنسبة للشخصيات الموجودة فهو أمر شكلي، وحتى أحيانا يعطون تصريحات، لكن بالنسبة لمن هو على الأرض فهو المتحكم في كل شيء.. ونحن الثوار ونحن المسيطرون على الأرض، ونحن الذين نؤمن مدينة طرابلس ونحن القائمون بجميع الأدوار».

وعن عدم حضوره الاحتفال الذي أقيم في بنغازي بمناسبة إعلان تحرير ليبيا من حكم القذافي، قال ناكر: «نحن لم نذهب إلى بنغازي، لأن طرابلس تهمنا. وكان يمكن أن نظهر في الصورة وأن نلقي خطابا معهم، وكان محجوزا لي قسم كبير على الطائرة بصفتي رئيس مجلس ثوار طرابلس، لكن لم أستطع أن أذهب إلى بنغازي لأن طرابلس مسؤوليتي، وطرابلس تهمنا ولا نستطيع أن نتركها في هذه الفترة الحرجة.. كما أنني كنت رافضا أن يكون إعلان التحرير من بنغازي.. كان يفترض أن يكون من طرابلس، لأنها هي عاصمة ليبيا».

وعما إذا كان محتجا على إعلان التحرير من بنغازي، أوضح ناكر: «ليس احتجاجا، ولكن يفترض أن ليبيا عاصمتها طرابلس، وهم أعطوني تبريرا بأن بنغازي هي أول من تشكل فيها المجلس الانتقالي، على أن يتم تشكيل الحكومة والدستور وغيره من طرابلس.. فأنا قلت لهم طرابلس تحررت، وإن إعلان التحرير من المفروض أن يكون في آخر مدينة تحررت وهي سرت، لكن ظروف سرت الآن لا تعطي إمكانية لأن يكون إعلان التحرير منها.. أصبحت خرابة، وبالتالي كان من المفروض أن يكون إعلان التحرير من طرابلس»، مشيرا إلى أنه كان من أول من أعلن عن القبض على القذافي، وأنه مجروح حتى إعلانه عن وفاته.

وعما يلاحظه المتابعون للشأن الليبي - من خارج ليبيا - عن أنه لا يوجد تنسيق بين مجلس ثوار طرابلس والثوار في مناطق أخرى، والمجلس الانتقالي، أوضح ناكر بقوله إن «هذا ليس اعتقادا، ولكنه واقع موجود. بالنسبة للمجلس الانتقالي، فهو يعطي قراراته وهو موجود من ناحية سياسية، لكن الموجودين على الأرض والذين ينفذون القرارات والذين يهمهم طرابلس.. هؤلاء هم الذين على الأرض، وهم الثوار».

وتحدث ناكر عن أشخاص في المجلس الانتقالي لا يحظون برضا الثوار، لكنه قال: «إن هذه المرحلة الانتقالية تمرر الموضوع، إلى أن نخرج بالبلاد إلى بر الأمان ولا تدخل في فوضى.. وبعد ذلك كل هؤلاء لا بد أن يتم تغييرهم، بما يتلاءم مع الثوار ورأي الثوار الذين حرروا البلاد وقضوا على معمر القذافي وهم الذين يفترض أن يكون القرار الأول والأخير لهم».

وعن الوقت الذي سيقول فيه الثوار «نحن نريد أن نقود دفة البلاد»، أوضح ناكر بقوله: «نحن كثوار معنا مدنيون ومعنا حقوقيون وجميع أطياف المجتمع.. نحن نقوم بالتكوين لإعداد حزب اسمه حزب الثوار، وهو سيكون صمام ليبيا.. وحيث إن موضوع الأسلحة تم وموضوع القتال تم، فنحن الآن ندخل في موضوع السياسة، والثوار سوف يثبتون للعالم كله أننا، كما كنا فعالين وقادرين في موضوع التحرير، سنكون فاعلين وقادرين في موضوع الجبهات وفي مثل هذه المواضيع».

وعن موعد الإعلان عن هذا الحزب، قال ناكر: «سنعلن عن هذا الحزب قريبا، وفي الوقت الحالي بدأنا بتنظيم هيكلية الحزب.. ومن خلاله سيطالب الثوار بجميع حقوقهم وبجميع متطلباتهم، والثوار سيحصلون على حقوقهم وسيكونون موجودين دائما وأبدا، وحين يرون أي خطأ أو أي شيء سيكون الثوار بأسلحتهم جاهزين لـ(مواجهة) أي ظلم أو أي تغطرس.. أي متسلق.. أي جهة.. أي دولة.. حتى لو كان تدخلا دوليا، ونحن نلاحظ كثوار أن هناك تدخلا دوليا في الشؤون الليبية، فنحن سنكون صمام الأمان، وسنكون موجودين في أي وقت وفي أي زمان، حين نرى أن ليبيا بلادنا تحتاجنا».

وعما إذا كان الحزب سيشمل جميع ثوار ليبيا الذين شاركوا في التحرير، أجاب ناكر: «نعم.. وأبواب الحزب مفتوحة لجميع لثوار ليبيا، وسيهتم الحزب بجميع الثوار وبشؤون الثوار».

ويوجد في ليبيا وزارة (في حكومة تسيير الأعمال التي يترأسها محمود جبريل) معنية بأسر الشهداء والجرحى. لكن ناكر قال إن «هذه الوزارة أضعف من أن تضم الثوار أو أن ينخرط الثوار تحت لوائها.. الأفضل أن نقوم بحزب خاص بنا نعرف متطلباتنا وما نريده وما لا نريده.. والحزب سيكون مظلة للثوار ومراعاتهم، ويكون هو القائد للثوار في المرحلة المدنية.. مرحلة الدولة».

وعما إذا كان الثوار من أعضاء الحزب سوف يحتفظون بأسلحتهم، أوضح ناكر: «هذا يرجع إلى ما سيتفق عليه الليبيون.. لو كانوا يرون أن تضم الأسلحة لوزارة الدفاع، فهو كذلك.. لكن لو قالوا تبقى مع الثوار، فهو كذلك. نحن كثوار مسلحون، حتى من غير أسلحة.. حين وقفنا ضد معمر القذافي (في بداية الثورة في 17 فبراير/ شباط الماضي) كنا من غير أسلحة. وحتى لو سلمنا سلاحنا نستطيع أن ننهض مرة ثانية، ومثلما تخلصنا من معمر القذافي يمكن أن نتخلص من أي معمر قذافي يمكن أن يأتي بشكل آخر».

وعن المخاوف من أن يكون هناك في ليبيا حزب مسلح، أوضح ناكر بقوله: «لو أن الدستور الذي سنستفتي عليه قال إن الأحزاب من حقها أن يكون لديها أسلحة، فسنتمسك بها، وإذا قال الدستور لا للأسلحة مع الأحزاب، نسلم أسلحتنا للدولة ونخدم في الجانب السياسي.. القرار يرجع لليبيين والدستور».

وحول ما إذا كان «حزب الثوار» يمكن أن يكون على شاكلة حزب الله في لبنان، أجاب ناكر: «حزب الثوار ليس عنده علاقة بشاكلة حزب الله. لكن حزب الثوار أهدافه ليبيا، وحمايتها وتحريرها من المتسلقين والحفاظ على حقوق الثوار.. يعني يمكن أن يكون حزبا مستقلا من الناحية السياسية، لكنه سيكون مثله مثل باقي الأحزاب الآخذة في التشكل في ليبيا للعودة بها كدولة مدنية، حيث كان القذافي من قبل يمنع الأحزاب ويمنع حرية الرأي.. ونحن كثوار لدينا رأي ومن المفترض أن نشارك في السياسة وفي السلطة وفي كل شيء.. فكيف نشارك نحن؟ نحن لا نريد للثوار أن يذوبوا في الأحزاب الأخرى، ويهدر مجهودهم وعملهم وشغلهم الذي قاموا به، بينما هم الأساس (في نجاح الثورة)».

وعن التوجه المنظور لـ«حزب الثوار»، وما إذا كان يساريا أو رأسماليا أو إسلاميا، قال ناكر: «توجهنا وسطي معتدل.. توجهه ليبيا هي الأول والأخير.. لا للقبلية لا للأجندات الدينية لا للأجندات الخارجية.. ليبيا وهي الأساس وهي الأول والأخير.. مذهبنا الديني (الإسلامي في ليبيا) مالكي، وديننا وسطي.. ولن نسمح لأي ديانة أو أي استيراد لفتاوى أو مواضيع دخيلة.. مذهبنا مالكي وسنكون عليه، كما كان عليه آباؤنا وأجدادنا، وسنستمر في نفس المذهب ونفس الوسطية والاعتدال».

وعما يعنيه بقوله إن الحزب سوف يتصدى لأي تدخل خارجي في شؤون ليبيا، أوضح ناكر: «أعني بذلك التدخل الخارجي المباشر، كمن يريد أن يفرض علي أجندة أو يفرض علي سياسة أو يفرض علي أشخاصا.. نحن نشعر أن هناك أشخاصا مفروضين على الثوار وعلى الليبيين، والثوار جميعهم لا يريدونهم، بينما هؤلاء الأشخاص يوجدون في الساحة ويلقون بالخطب حتى في يوم الاحتفال بتحرير ليبيا من بنغازي (يوم الأحد الماضي).. من أتى بهذا ومن جعله يتكلم، ومن قدمه ليتحدث؟.. قدمته دول.. يوجد أشخاص جاءوا جاهزين ومعلبين (من الخارج)، وهؤلاء نعطيهم فرصة فقط، لو لم يتقوا الله في أنفسهم وفينا وفي الثوار، فسوف نتصرف معهم لاحقا».

وعن الأسماء الـ4 المطروحة للترشح لشغل موقع رئيس الحكومة الانتقالية، وهم: محمود جبريل، وعبد الرحمن السويحلي، ومحمد الحريزي، والهادي شلوف، علق ناكر - بشأن ما يراه ثوار طرابلس حول هذا الموضوع، وما إذا كان للثوار مرشح بعينه يمكن الالتفاف حوله - قائلا: «كمرحلة انتقالية مدتها 8 أشهر، ويأتي غيره، ليس لدينا أي مانع أن يشغل الموقع أي ليبي، لكن لن نسمح له بأن يقوم بأي خطأ أو تصرف غير مسؤول أو يدخل سياسات أو ديانة أو مبادئ أو معتقد، فسنوقفه عند حده مهما كان نوعه أو شكله. ولو خدم البلاد بشكل صحيح، وكما نحن نريد فمرحبتين (أهلا) به. نحن لدينا عقليات نادرة قادرة على قيادة ليبيا، لكن نحن كثوار لا نريد أن نكون في هذه المرحلة الانتقالية طرفا مباشرا.. نكون في الخلف، وندعم الطرف المباشر الذي يقود البلاد لما فيه الخير».