«النهضة» يعلن حصوله على أكثر من 30% من الأصوات.. و«التقدمي الديمقراطي» يقر بهزيمته

«المؤتمر من أجل الجمهورية» و«التكتل من أجل العمل والحريات» متقدمان

تونسيون يرددون شعارات مناوئة لحزب النهضة الاسلامي خلال مظاهرات في تونس العاصمة امس ( رويترز)
TT

أعلن حزب النهضة الإسلامي التونسي أنه حصل على أكثر من 30% من الأصوات في انتخابات المجلس التأسيسي التي أجريت أول من أمس بتونس.

وقال عبد الحميد الجلاصي، المكلف بالحملة الانتخابية في النهضة، للصحافيين أمس: «حصل (الحزب) على نسب تتجاوز 30% في الانتخابات داخل تونس، وأكثر من 50% خارج تونس». وأضاف: «حصلنا على هذه النسب من المحاضر المعلقة في مكاتب الاقتراع، ونحن ننتظر أن تعلن الهيئة العليا المستقلة للانتخابات (غير الحكومية) النتائج الرسمية».

وأوضح أن الأحزاب التي ستكون ممثلة في المجلس الوطني التأسيسي ستمثل 5 أو 6 كتل سياسية مختلفة، معتبرا هذا الأمر إيجابيا ويضمن استقرار البلاد. وقال الجلاصي: «لقد هنأنا بعض الشركاء السياسيين والأطراف الاجتماعية (نقابات عمال)».

وأوضح أن حزب النهضة طمأن الفاعلين الاقتصاديين والمستثمرين داخل تونس وخارجها بأن ظروف الاستثمار ستكون أفضل في المستقبل.

ودعا الأحزاب السياسية إلى القيام بدورها في تهدئة الرأي العام التونسي والخارجي وتطمينه على مستقبل البلاد.

وأبدى الجلاصي أمله في أن تلعب الأحزاب دورا فيما سماه «تربية المواطنين على تقاليد سياسية جديدة».

وكانت عمليات فرز الأصوات في الانتخابات التاريخية التي شهدتها تونس مساء أول من أمس قد تواصلت أمس.

ولم تعلن الهيئة العليا المستقلة للانتخابات أي نتائج، إلا أن علي العريض، عضو المكتب التنفيذي لـ«النهضة»، صرح لوكالة الأنباء الألمانية بأن النتائج الأولية تشير إلى تقدم مريح لـ«النهضة».

وقال إن النتائج في عدة مناطق توضح تقدم «النهضة» وحصوله على 25% إلى 50% من الأصوات في مختلف المناطق.

وحسب عمليات الفرز الأولية أتى في المرتبة الثانية حزب «المؤتمر من أجل الجمهورية»، الذي يترأسه المنصف المرزوقي، تلاه «التكتل من أجل العمل والحريات» الذي يتزعمه مصطفى بن جعفر.

وقال رضا الطرخاني، عضو الهيئة العليا المستقلة للانتخابات والمسؤول عن التونسيين بالخارج لـ«الشرق الأوسط»: إن «النهضة» باعتباره حزبا دينيا كان الأقرب إلى المواطن التونسي البسيط في الأحياء الشعبية والأرياف؛ حيث يتم التصويت ليس على البرامج السياسية والاقتصادية بل على المعطى الديني والقول بأن مرشحي «النهضة» هم أناس «يخافون الله».

وأضاف الطرخاني أن الأرقام الأولية لنتائج مكاتب الاقتراع خارج البلاد التونسية تضع «النهضة» في المقدمة بنسب تتراوح بين 40 و45%، موضحا أن هذه النسب لا تعني فوزهم بالنسب نفسها في المجلس. ونقل المتابعون للانتخابات في تونس قلق سكان المناطق الراقية والأحياء البرجوازية وتخوفهم من تقدم حزب النهضة، وما قد ينتج عن ذلك من تأثيرات على أسلوب حياتهم الذي تعودوا عليه وعلى حرياتهم.

ولا تبعد النتائج في الخارج عن النتائج داخل البلاد؛ حيث احتل حزب «المؤتمر من أجل الجمهورية» المرتبة الثانية، يليه التكتل من أجل العمل والحريات.

وأكد أن الأحزاب التي توافرت على تمويل كبير هي التي تمكنت من أخذ مكان أكبر في الحملة الانتخابية والوصول لإقناع الناس للتصويت لها بمختلف الوسائل الإعلانية.

وتواصلت أمس عمليات فرز أصوات الناخبين في 33 دائرة انتخابية في كامل تراب الجمهورية التونسية، وذلك في أول انتخابات بعد سقوط نظام الرئيس زين العابدين بن علي وتميزت بنسبة مشاركة تقارب 90%. ومن المتوقع أن تعلن النتائج الرسمية النهائية اليوم الثلاثاء.

ويتوقع المراقبون أن يفوز حزب النهضة بنحو 50% من الأصوات، أكثر من أي حزب آخر، وهو ما يثير مخاوف بين بعض التونسيين من إمكانية وجود تهديد للتقاليد العلمانية والليبرالية في تونس.

في غضون ذلك، أقرت متحدثة باسم الحزب التقدمي الديمقراطي، أكبر أحزاب المعارضة في عهد الرئيس التونسي السابق زين العابدين بن علي، بهزيمة حزبها، وأكدت تقدم حزب النهضة.