أوباما هنأ التونسيين على إقبالهم بكثافة على أول اقتراع حر في بلدهم الذي غير مجرى التاريخ

الاتحاد الأوروبي: إقبالهم على التصويت يدل على شعور كبير بالمسؤولية

TT

هنأ الرئيس الأميركي باراك أوباما «ملايين التونسيين»، الذين أقبلوا بكثافة على أول انتخابات حرة في هذا البلد الذي «غير مجرى التاريخ وأطلق الربيع العربي». وقال أوباما في بيان، مساء أول من أمس: «اليوم، بعد أقل من عام على إلهامه العالم، أنجز الشعب التونسي خطوة مهمة إلى الأمام. أهنئ ملايين التونسيين الذين صوتوا في أول انتخابات ديمقراطية في البلاد، التي غيرت مجرى التاريخ وأطلقت (الربيع العربي)».

وأضاف أن «الولايات المتحدة تعيد تأكيد التزامها نحو الشعب التونسي، بينما يمضي قدما نحو مستقبل ديمقراطي يمنح الكرامة والعدالة وحرية التعبير والفرص الاقتصادية الأوسع للجميع».

وتابع أوباما: «مثلما خرج كثير من المواطنين التونسيين للاحتجاج سلميا في الشوارع والساحات مطالبين بحقوقهم، وقفوا اليوم مصطفين للإدلاء بأصواتهم وتحديد مستقبلهم».

وأضاف: «الآن تبدأ تونس بالعمل الشاق المتمثل في تشكيل حكومة انتقالية، وصياغة دستور جديد ورسم نهج ديمقراطي يلبي تطلعات جميع التونسيين»، حسب «تونس أفريقيا» للأنباء.

في حين قال جيفري فيلتمان، مساعد وزيرة الخارجية الأميركية: «إننا نتطلع إلى العمل مع الشعب والحكومة في تونس والجمعية التأسيسية الجديدة خلال المرحلة المقبلة من عملية الانتقال التاريخي لتونس نحو الديمقراطية».

وفي نيويورك، هنأ الأمين العام للأمم المتحدة الشعب التونسي والحكومة المؤقتة في تونس بانعقاد أول انتخابات حرة وسلمية في منطقة الشرق الأوسط، منذ بدء حركات ربيع الإصلاح العربي. ووصف مون انتخابات الجمعية التأسيسية التي عقدت أول من أمس (الأحد) بأنها تاريخية وخطوة مهمة في طريق الإصلاح. وأبدى تطلعه إلى أن تقود الجمعية التأسيسية المكونة من 217 عضوا بصياغة الدستور الجديد، واختيار حكومة مؤقتة، وتحديد مواعيد للانتخابات البرلمانية والرئاسية.

وشدد مون على الالتزام بمبادئ الشفافية في جميع الأجزاء المتبقية من عملية الانتقال الديمقراطي، وقال في بيان أصدره مساء أول من أمس: «هذه الانتخابات تشكل خطوة مهمة في المعالم الأساسية في عملية التحول الديمقراطي في البلاد، وتطورا مهما في منطقة شمال أفريقيا والشرق الأوسط بصفة عامة، وستجد السلطات في تونس دائما أن الأمم المتحدة مستعدة لتقديم دعمها الكامل، لأنها تتحرك نحو مستقبل أفضل وديمقراطي لأنفسهم وللأجيال المقبلة».

وفي بروكسل، وجه البرلمان الأوروبي التهنئة للشعب التونسي على نجاح العملية الانتخابية، التي عرفتها البلاد أول من أمس، واعتبرها علامة على الأمل في تونس، وفي المنطقة بأسرها. وقال رئيس البرلمان الأوروبي، جيرسي بوزيك في بيان بهذه المناسبة صدر في بروكسل: «الشعب التونسي أطلق «الربيع العربي» وبدأ الآن يجني الحصاد».

وأضاف بوزيك: «أهنئ الشعب التونسي الذي صوت في انتخابات حرة لأول مرة في البلاد، وهي لحظة تاريخية بالنسبة للعالم العربي، كما أنها أول انتخابات حقيقية ناجمة عن الربيع العربي»، متمنيا لكل التونسيين التمتع الكامل بثمار ثورتهم (كرامة الإنسان، والديمقراطية، وسيادة القانون).

وعبر بوزيك عن سروره كون أن أول انتخابات ديمقراطية في البلاد وقعت من دون عنف أو كراهية، وهي خطوة مهمة على طريق الديمقراطية، التي بدأت بعد سقوط نظام زين العابدين بن علي إثر ثورة شعبية.

وجاء في البيان أن أعضاء في البرلمان الأوروبي شاركوا في بعثة أوروبية لمراقبة الانتخابات، ستصدر تقريرا لها في وقت لاحق، وأن بوزيك نفسه سيزور تونس السبت المقبل للمرة الثانية بعد سقوط نظام بن علي.

من جانبها، اعتبرت كاثرين أشتون، منسقة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي، الانتخابات التي جرت في تونس «تاريخية»، وتمثل بداية لحقبة جديدة في البلاد، وجرت في مناخ من الحرية.

وفي باريس، أعلن وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه، أمس، أن فرنسا ترحب «بحسن سير أول انتخابات حرة» تجري في تونس، حسب وكالة الصحافة الفرنسية.

وقال جوبيه في بيان إن «فرنسا ترحب بحسن سير أول انتخابات حرة في تونس، حيث فتحت الثورة الطريق إلى (الربيع العربي)، وبذلك تؤكد تونس دورها الريادي».

وتابع أن «هذه الانتخابات التاريخية اتسمت بحماسة الناخبين الديمقراطية الذين اثبتوا تعبئتهم وتمسكهم بمسؤولية المواطنة». وأضاف أن «فرنسا، شريكة تونس دائما، تقف أكثر من أي وقت مضى إلى جانبها في هذه الأيام التي هي اعتزاز وطني».

وفي بكين، هنأت الصين أمس التونسيين بنجاح انتخابات المجلس الوطني التأسيسي، معربة عن الأمل في أن تتمكن تونس من تحقيق «انطلاقة جديدة».

كما عبرت الصين على لسان الناطقة الرسمية لوزارة الشؤون الخارجية الصينية، في تصريح بثته وكالة الصحافة الفرنسية، عن الأمل في أن توفق تونس إلى إرساء سياسة انتقالية شاملة وتحقيق الاستقرار الاجتماعي، وعودة نسق النمو الاقتصادي.

وأضاف المصدر ذاته أن بكين مستعدة للعمل إلى جانب تونس من أجل تعزيز التعاون الثنائي وتوسيعه ليشمل كل المجالات.

وفي القاهرة، نوه الأمين العام للمنظمة العربية لحقوق الإنسان، علاء شلبي، بسير انتخابات المجلس الوطني التأسيسي، مؤكدا أنها جرت في «أجواء تتسم بالشفافية والنزاهة».

وقال شلبي، في تصريح صحافي أدلى به أمس بالقاهرة، إن هذه الانتخابات تعد واحدة «من أنزه الانتخابات التي جرت في الوطن العربي خلال العقود الثلاثة الأخيرة». وأشار الأمين العام للمنظمة العربية لحقوق الإنسان إلى أن نسبة الإقبال الكبير على الانتخابات «تعكس رغبة الشعب التونسي في استكمال إنجازه التاريخي».

وأضاف أن المنظمة العربية لحقوق الإنسان رصدت «بعض التجاوزات البسيطة التي لم يكن لها تأثير على نزاهة العملية الانتخابية»، معتبرا أن التجربة التونسية في الانتخابات «يجب الاقتداء بها في المنطقة العربية».