مبعوثة البرلمان الفرنسي: الناخبون أقبلوا على التصويت لصالح «النهضة» لأنهم يأملون خيرا في الغنوشي

تبريرات إرجاء الإعلان الرسمي عن نتائج الانتخابات إلى اليوم غير مقنعة

TT

قالت عائشة لوسترادوغني، مبعوثة البرلمان الفرنسي إلى تونس لملاحظة انتخابات المجلس التأسيسي، إن التونسيين، ومن خلال إقبالهم على الإدلاء بأصواتهم لصالح حزب النهضة، يأملون خيرا في راشد الغنوشي باعتباره «رجلا نظيفا»، لكنها أضافت في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أنه رغم نتائج الانتخابات الأولية التي تصب في صالح الغنوشي وحزبه فإن العديد من الشكوك والمخاوف ما زالت تدور حول النيات الحقيقية للحزب، خاصة أن حركة النهضة كانت تعلن أشياء في وسائل الإعلام ثم تقول أشياء مختلفة على مواقع التواصل الاجتماعي مثل «فيس بوك». وهذا ما يجعل المتابعين يشككون في حقيقة برنامجها، ويتساءلون: «هل أن المعلن فعلا يمثل المخفي؟».

وذكرت لوسترادوغني أن موقف حزب النهضة الأسبوع الماضي وإعلانه عن إمكانية العودة إلى الشوارع إذا ما وقع التزوير يعتبر «تهديدا، وهذا ما لا يتماشى مع المسار الديمقراطي». وأضافت أنه خلط غير مقبول، وأنه كان على حزب النهضة تحديد اختياره «إما الشارع وإما صندوق الاقتراع».

وأشارت إلى أن الناخبين أقبلوا على حزب المؤتمر من أجل الجمهورية، الذي يتزعمه المنصف المرزوقي، الذي يتسم أيضا بنظافة ماضيه، وبالتالي فإن التونسيين يبحثون من خلال هاذين الرجلين عن الهوية والعودة للأصول. في حين حدثتهم الأحزاب الأخرى عن إصلاحات اقتصادية وقدمت لهم برامج معقدة لم تكن قريبة مما يطمح له التونسي الذي تعرض للاضطهاد، وعاش تحت الديكتاتورية لسنوات.

وبينت لوسترادوغني أن تقدم حزب النهضة وتصدره النتائج الأولية للانتخابات، يعود لاعتقاد الشعب التونسي بأنه إذا فاز حزب النهضة هذه المرة فإن الغنوشي هو من سيقود البلاد، لكن الحقيقة أن هذه الانتخابات هي من أجل كتابة دستور البلاد في مرحلة أولى. وأضافت أن جميع رؤساء الأحزاب عندما قدموا برامجهم ومن خلال حملاتهم جعلوا الناس يشعرون بنفس الإحساس، أي تحدث كل واحد منهم وقدم نفسه على أنه القائد المقبل للبلاد، وهذا غير صحيح.

وزادت قائلة إن من أهم النقاط التي سهلت نجاح حزب النهضة ومنحته ثقة الناخبين هي أنه وعد بأنه سيقدم نظاما مثل النظام التركي، وسيعمل بنفس طريقة رجب طيب أردوغان، بيد أنها أوضحت أن التونسيين نسوا أن تركيا دولة لائكية منذ عهد أتاتورك وما زالت كذلك.

وبينت لوسترادوغني أن تبريرات الهيئة العليا المستقلة للانتخابات بشأن إرجاء الإعلان الرسمي عن نتائج الانتخابات إلى اليوم غير مقنعة، مشيرة إلى أنه كان عليها أن تقول للناس إن التأخير وقع نظرا لقلة التجربة ولكثافة عدد الناخبين، لأن عدم تصريحها بوضوح عن الأسباب الحقيقية في إرجاء الإعلان عن النتائج قد يثير شكوكا لدى التونسيين بأنه سيتم القيام بشيء ما لتعطيل ظهور النتائج التي قد تكون في صالح حزب النهضة.

وفي نفس السياق، قالت الصحافية ملالغارديس ماريا من جريدة «ليبراسيون» الفرنسية، إن الناس في المناطق الراقية مثل منطقة سيدي بوسعيد أو المنزه متخوفون من فوز «النهضة»، وأضافت «هم بالطبع على يقين من أنه لن تقوم في تونس جمهورية إسلامية على الفور لكنهم خائفون من تغير نمط حياتهم المتحرر الذي تعودوا عليه، وهناك تخوف من المجهول».

وقالت ملالغارديس لـ«الشرق الأوسط»، التي تنقلت يوم أول من أمس بين عدد من مراكز الاقتراع، بعد تحدثها مع مجموعة من الأشخاص في مناطق شعبية من تونس العاصمة مثل حي التضامن وباب سويقة، إنهم أكدوا أنهم سيصوتون لصالح حزب النهضة، وشعرت أنهم من خلال هذا «يسعون لاستعادة هويتهم الإسلامية».