نفى مصدر طبي مطلع ما تردد أمس عن تعرض الرئيس المصري السابق، محمد حسني مبارك، لأزمة قلبية حادة، أو تلك الشائعات التي تناولت وفاته، مؤكدا أنه يتمتع بصحة جيدة، ويتلقى الرعاية الصحية المرصودة له داخل حجرته بالمركز الطبي العالمي، مضيفا أنه لم يطرأ عليه أي جديد، خلافا لما يعانيه أصلا من اضطرابات صحية متعلقة بنوبات الارتجاف الأذيني للقلب وارتفاع طفيف في ضغط الدم.
ومنذ إيداع الرئيس المصري السابق مستشفى شرم الشيخ الدولي أثناء التحقيق معه في قضية قتل المتظاهرين في ثورة «25 يناير»، وبعدها انتقاله إلى مستشفى المركز الطبي العالمي بناء على قرار المحكمة التي تنظر قضيته، والشائعات تسري في مصر بين الحين والآخر حول وفاة مبارك أو تعرضه لأزمة قلبية مفاجئة، وتزداد هذه الشائعات عقب كل حدث جلل يحدث في المنطقة، وما تلبث أن تسير الشائعة حتى يخرج المسؤولون وينفون هذه الأخبار.
وفي أعقاب مقتل العقيد الليبي معمر القذافي على أيدي الثوار في ليبيا سرت في مصر شائعات عن تعرض مبارك لنوبة قلبية مفاجئة إثر اطلاعه على صور العقيد الليبي مقتولا، وترددت عدة أنباء في الشارع المصري مفادها تعرض الرئيس السابق حسني مبارك لأزمة قلبية مفاجئة ودخوله في حالة نفسية سيئة للغاية فور متابعته أحداث مقتل العقيد الليبي ونجله وعدد من معاونيه، وتطرقت الشائعات إلى حد تعرضه للوفاة إكلينيكيا وتوقف قلبه عن النبض، في حين نفت مصادر طبية تلك الأنباء، مؤكدة أن صحة مبارك مستقرة وأنه يقضي فترة الحبس الاحتياطي على ذمة محاكمته راقدا بمستشفى المركز الطبي العالمي بطريق القاهرة - الإسماعيلية، ولم يتعرض لأي وعكات خلال اليومين الماضيين.
وتطورت الشائعات وصولا لبعض التقارير الصحافية التي أكدت، أمس، أن القوات المسلحة المصرية قامت بتعزيز وجودها في المنطقة المتاخمة لمبنى المستشفى الذي يرقد فيه مبارك، وأكدت أن أعدادا إضافية تم الدفع بها لزيادة تأمين المبنى، وهو ما اعتبره مراقبون تمهيدا للإعلان عن وفاة مبارك داخل المستشفى وتحسبا لأي تجمعات من المواطنين أمام المستشفى سواء من المعارضين لمبارك أو من المؤيدين له، بينما اعتبر مصدر أمني أن تلك الأنباء عارية عن الصحة، مشيرا إلى أنها مجرد شائعة أطلقها بعض الأطباء النفسيين أثناء توقعهم لتأثر مبارك بمشهد قتل القذافي الذي كانت تربطه به علاقة وثيقة.
من ناحية أخرى، أرجأت، أمس، محكمة جنايات الجيزة أولى جلسات نظر قرار التحفظ على أموال مبارك وزوجته ونجليه وزوجتيهما، الصادر من جهاز الكسب غير المشروع، إلى غد الأربعاء للاطلاع على المستندات؛ حيث قررت المحكمة، في أولى جلساتها التي انعقدت أمس بمحكمة دار القضاء العالي بوسط القاهرة، تأجيل نظر قرار جهاز الكسب غير المشروع بالتحفظ على أموال الرئيس السابق وأسرته ومنعهم من التصرف فيها، وذلك بعد أن حصلت اللجنة القضائية لاسترداد الأموال المهربة إلى الخارج على بعض الوثائق التي تؤكد امتلاك نجلي مبارك أموالا أخرى غير معلن عنها ليقرر المستشار عاصم الجوهري، مساعد وزير العدل لجهاز الكسب غير المشروع، التحفظ على تلك الممتلكات ومنع مبارك وأسرته من التصرف فيها، وتنتظر محكمة الجنايات تأييد القرار ليصبح ساريا منذ النطق بحكم التأييد.