إقامة مطولة لبطريرك الأرثوذكس في بيروت وحزب الله والسفيران السوري والإيراني من بين مستقبليه

مصادر كنسية: لا نوالي ولا نعادي أحدا ونرفض الدخول في لعبة مع النظام السوري

TT

لم يعتد اللبنانيون كثيرا، والأرثوذكس منهم تحديدا، على سماع تصريحات سياسية لبطريرك أنطاكيا وسائر المشرق للروم الأرثوذكس أغناطيوس الرابع هزيم، الذي يتخذ من دمشق مقرا دائما لإقامته، ومن دير البلمند (شمال لبنان) التابع للبطريركية مقرا له خلال زياراته القصيرة والقليلة إلى لبنان.

وبينما اقتصرت تصريحات البطريرك هزيم سابقا على بعض الزيارات الرسمية أو خلال افتتاحه صروحا أكاديمية أو طبية تابعة للطائفة الأرثوذكسية، توقف كثيرا عند إقامته التي طالت مؤخرا في لبنان، وطبيعة الزيارات السياسية التي قام بها دبلوماسيون ومسؤولون والتصريحات التي تبعتها، خصوصا في ما يتعلق بالانتفاضة الشعبية المندلعة في سوريا، منذ منتصف شهر مارس (آذار) الماضي. وكان من أول مستقبلي البطريرك في لبنان، وفد من حزب الله، تلته زيارة للسفير السوري في بيروت، علي عبد الكريم علي، ثم زيارة للسفير الإيراني، غضنفر ركن آبادي.

وتعلق مصادر في الكنيسة الأرثوذكسية في بيروت، مواكبة لحركة البطريرك، على طبيعة هذه الزيارات والهدف منها في هذا التوقيت بالذات، بالإشارة إلى أن البطريرك «لا يغلق بابه في وجه أحد، وهو يستقبل الجميع ويصغي للجميع، لأننا لا نعادي أحدا ولا نوالي أحدا»، موضحة أن موقف الكنيسة الأرثوذكسية واضح مما يجري في سوريا، لناحية التأكيد على «الرغبة في عودة الوئام والسلام إلى سوريا، الدولة المناضلة، بالتوازي مع تحقيق الإصلاحات المنشودة التي تلبي طموحات كل الشعب السوري».

وتلخص هذه المصادر موقف الكنيسة الأرثوذكسية بالإشارة إلى أنه «ينطلق من وجود 1.300.000 أرثوذكسي في سوريا، وهم جماعة تعايشت مع كل الأنظمة والدول الإسلامية منذ دولة الخلفاء الراشدين حتى يومنا هذا»، مؤكدة «أن لا قلق لدى الأرثوذكس في سوريا، وهم يتوقون إلى الدولة المدنية القائمة على المواطنة والمساواة في الحقوق والواجبات، بعيدا عن أي نظام ديني».

«المسألة بالنسبة لنا ليست مسألة خوف أو صراع من أجل البقاء»، وفق المصادر عينها، التي توضح أن «ما نريده هو العيش بكرامة، وأن يكون لنا رأي وحضور في الدولة، وهو ما لا يتيحه لنا الحكم الديني»، مشددا على أن «الأرثوذكس هم ورثة عصر النهضة العربية، وهم يميلون للعلمانية والقومية العربية باعتبارها فكرة جامعة مع المسلمين، ولا يبحثون خارجها عن أي هوية يصطدمون فيها مع أحد».

وباختصار، تعود هذه المصادر لتؤكد على أن «الكنيسة الأرثوذكسية هي ضد الاستبداد من أي جهة أتى، سواء أكان دينيا أم عسكريا أم سياسيا»، مشددة على «أننا لا نريد الدخول في لعبة (مع النظام أو ضده)».

وكان البطريرك هزيم أشار بعد لقائه السفير الإيراني منذ أيام، إلى «أننا نرتاح كلما سمعنا أقوالا تشجعنا بالقول إن بلدنا سوريا بلد يستحق أن لا يلعب أحد به أو يضعفه أو يخونه، ونحن نشكر هذا الدعم، ونحن في سوريا، وسنبقى فيها، ولسنا خائفين»، مشددا على أن «عائلتنا موجودة في لبنان مثلما هي موجودة في سوريا، ولا نعتقد في ما يقوم به السياسيون من تقسيم العائلات، هم أحرار، إنما نحن نتكلم لغتنا ولا نشعر أننا في دنيا ثانية، وإن شاء الله يتحقق أملنا في أن لا يشعر أحد بأنه غريب، إن بالنسبة للبناني في سوريا أو السوري في لبنان».