بعد ستة أيام.. عدد سكان العالم 7 مليارات نسمة

تحذير أممي.. العالم يبلغ 15 مليارا نهاية القرن

موظفون صينيون في طريقهم لإعمالهم في ساعات الذروة الصباحية (رويترز)
TT

كشف تقرير «البشر والإمكانات في عالم تعداده 7 مليارات نسمة»، لصندوق الأمم المتحدة للسكان، عن أن عدد سكان العالم سيصل إلى 7 مليارات نسمة بحلول نهاية الشهر الجاري. وقال الدكتور باباتوندي أوشوتيمن، المدير التنفيذي لصندوق الأمم المتحدة للسكان: «إن التخطيط الجيد لاستثمار الموارد البشرية يمكن أن يؤدي إلى تحريك عجلة النمو الاقتصادي، وخلق تجمعات من الشباب القادر على الإسهام في تحقيق الرفاه لمجتمعاتهم».

وأضاف أنه من بين سكان العالم البالغ عددهم 7 مليارات نسمة، هناك 1.8 مليار نسمة من الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 10 سنوات و24 سنة، مشيرا إلى أن الشباب يملكون مفاتيح المستقبل بما يتمتعون به من إمكانات لتغيير المشهد السياسي العالمي، ودفع الاقتصادات قدما من خلال مؤهلاتهم الإبداعية وقدراتهم على الابتكار. وطالب بالاستثمار في صحة الشباب وتعليمهم، «مما سيعود بعائدات هائلة من حيث النمو الاقتصادي والتنمية من أجل أجيالنا المقبلة». وأوضح التقرير، الذي بثته وكالة «رويترز»، أن بلوغ تعداد سكان الأرض لهذا العدد بنهاية الشهر الحالي، يشير إلى تضاعف أعداد سكان الأرض لأكثر من 4 أضعاف خلال المائة عام الأخيرة، حيث بلغ تعدادهم قبل قرن نحو 1.65 مليار نسمة.

وأرجع التقرير أسباب تضاعف أعداد سكان الأرض على هذا النحو، «لتوافر الوسائل اللازمة لتحسين الصحة العامة، وكذا توافر الثقافة الغذائية السليمة خلال القرن الأخير».

إلى ذلك حذرت الأمم المتحدة من تزايد عدد سكان الأرض ليصل إلى 15 مليارا مع نهاية القرن الحالي، وهو ما سيسبب، بحسب بعض المراقبين، «استنزافا كارثيا لموارد الكوكب، ما لم يتم اتخاذ إجراء عاجل لكبح معدلات النمو السكاني». وأشارت صحيفة الـ«غارديان» البريطانية إلى أن هذا العدد من المرجح أن يصدم كثيرا من الخبراء؛ لأنه أعلى بكثير من التقديرات الحالية.

وقالت الصحيفة: «إن العدد الجديد متضمن في دراسة هامة لصندوق السكان التابع للأمم المتحدة الذي سينشر هذا الأسبوع».

ويأتي إعداد هذا التقرير المسمى «حالة سكان العالم لعام 2011»، ليميز اللحظة المتوقعة هذا الشهر عندما يولد شخص ما في مكان ما على الأرض، ليوصل عدد سكان العالم الحالي إلى ما فوق مؤشر سبعة مليارات نسمة، وسينشر فورا في جميع مدن العالم.

وذكرت الصحيفة أن بعض الخبراء أصابهم هذا العدد بصدمة، فقد قال روجر مارتن، رئيس جمعية شؤون السكان التي تدير حملة مراقبة تعداد السكان: «إن الأرض دخلت مرحلة جديدة خطيرة من النمو السكاني، وتغير المناخ وذروة معدل استخراج النفط، حيث إن الكوكب لا يتحمل حاليا سبعة مليارات نسمة».

يذكر أن الأرض قد تضاعف سكانها الآن منذ ستينات القرن الماضي، مدعوما بنسب مواليد عالية في أفريقيا وآسيا وأميركا اللاتينية، «حيث إن انتشار الطب والرعاية الصحية الجيدة أديا إلى انخفاض معدل وفيات الأطفال، وهذا بدوره عوض بسهولة الانخفاض العام في معدل المواليد بالدول المتقدمة، كما أن ذلك تعزز بزيادة في أعمار الناس في جميع أنحاء العالم». ويعتقد كثير من خبراء السياسات أن الحكومات والمنظمات غير الحكومية لديها الأدوات اللازمة لتقييد وتنظيم عدد سكان العالم, والمجهود الرئيسي هو ببساطة التأكد من انتشار تنظيم فعال للأسرة في جميع أنحاء العالم النامي، والأمر الحرج فعلا هو الالتزام السياسي للحكومات. فتنظيم الأسرة ليس بهذا الثمن الباهظ. وأشارت الصحيفة إلى أن المؤيدين لمسائل تنظيم الأسرة غالبا ما تصادفهم العوامل الثقافية والدينية التي تجعل تعليم النساء وتقليل حجم الأسر أمرا صعبا. وبعض الحكومات تصر على محاولة زيادة سكانها في حين أن كثيرا من الجماعات الدينية تنهى عن استخدام وسائل منع الحمل.

وفي غضون ذلك رحب معهد بحوث السكان، وهو جمعية مقرها فرجينيا مرتبطة بالمنظمات المناوئة للإجهاض في أميركا، الأسبوع الماضي، بأنباء بلوغ عدد سكان العالم سبعة مليارات هذا الشهر، وقال رئيس المعهد: «إن مشكلة الإنسانية الطويلة الأمد لن تكون في كثرة الأطفال ولكن في قلتهم».

من جهته قال روجر مارتين رئيس مؤسسة «للسكان أهمية»، التي تتولى الحملة الدولية للحد من النمو السكاني: «إن الأرض تدخل مرحلة جديدة خطيرة، وإن كوكبنا يقترب من العاصفة في النمو السكاني والتغيرات المناخية ووصول موارد النفط إلى ذروتها، فهذا الكوكب لا يحتمل وجود سبعة مليارات إنسان على سطحه».

ويبلغ عدد سكان العالم اليوم ضعف ما كان عليه في الستينات من القرن الماضي، بسبب تسارع النمو السكاني في آسيا وأفريقيا وأميركا اللاتينية على وجه الخصوص، وبسبب تقدم الطب الذي أدى إلى ارتفاع متوسط عمر الإنسان وتراجع معدلات وفيات الأطفال، وهو ما عادل انخفاض معدل نمو السكان في الدول المتقدمة.

إلى ذلك أشار جاك غولدستون، البروفسور في جامعة جورج ماسون مؤلف كتاب «القنبلة السكانية»، إلى ضرورة أن يتحرك زعماء العالم لمنع هذا النمو الكبير في عدد السكان، لافتا إلى أن عدد سكان العالم مع نهاية القرن سيكون في حدود 10 إلى 12 مليارا. ويفيد محللون بأن موارد الأرض التي تعاني من الآن مع سبعة مليارات نسمة في العالم، ستواجه ضغوطا لا تحتمل عندما سيترفع هذا العدد إلى تسعة مليارات بحلول عام 2050، كما هو متوقع، ووحدها ثورة في ترشيد استخدام الطاقة والمياه والأراضي قد تسمح بتجنب الكارثة. إلى ذلك توقع خبير الاقتصاد البريطاني، توماس مالتوس، أن تتجاوز قدرة البشر على التكاثر قدرتهم على إنتاج ما يكفي من الأغذية، إلا أن التساؤل الصعب لا يزال قائما، فمع 31 أكتوبر (تشرين الأول) سيتجاوز عدد سكان العالم، رسميا، عتبة سبعة مليارات نسمة، أي بارتفاع بلغ ملياري نسمة في أقل من 25 عاما.

وحسب خبراء السكان فإن عدد سكان العالم قد يستقر على تسعة مليارات أو 10 مليارات أو حتى 15 مليار نسمة، وفقا لتطور الوضع في الدول النامية التي تسجل حاليا أعلى نسبة نمو ديموغرافي. ويؤكد بريس لالوند، الدبلوماسي الفرنسي منسق المؤتمر المقبل للأمم المتحدة حول التنمية المستدامة «عشرون عاما بعد قمة الأرض في 1992»، ذلك بقوله: «في 2030 مع مليار نسمة إضافية على الأرض، سيكون السؤال المطروح: كيف نضمن الأمن الغذائي، ونوفر الخدمات الأساسية لهذا المليار الإضافي من الفقراء، من دون الحاجة إلى مزيد من الطاقة والمياه والأراضي؟».