كلية الأمير سلطان لذوي الإعاقة البصرية تعطي النور والأمل في التعليم للمكفوفين

«إبصار» تعد الأولى من نوعها على مستوى الشرق الأوسط وشمال أفريقيا

TT

في شهر مارس (آذار) من عام 2010، وفي زيارته للمنطقة الشرقية بعد رحلة علاجية قدم الأمير سلطان بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام (رحمه الله) حينها تبرعا بـ60 مليون ريال لإنشاء كلية الأمير سلطان بن عبد العزيز لذوي الإعاقة البصرية في الشرقية، وهي تعد الأكاديمية الأولى من نوعها على مستوى الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

الكلية التي قطعت شوطا في طريقها لتكون إحدى منارات التعليم المتخصص والمعني بشريحة اجتماعية مهمة في المجتمع، يقول القائمون عليها إنها ستنجز في غضون العامين المقبلين، حيث أنهت الكلية التراخيص المبدئية، فيما يرتقب أن توقع مع المستشار الأكاديمي خلال الفترة المقبلة، وتخطط الكلية التي تقع ضمن نطاق جامعة الأمير محمد بن فهد لاستيعاب نحو 1500 طالب وطالبة، وتقوم على مساحة تقدر بـ30 ألف متر مربع.

وستقدم كلية الأمير سلطان بن عبد العزيز (إبصار) في خطتها التدريبية والأكاديمية التعليم العالي بمرحلة البكالوريوس والدراسات العليا إلى مستوى الماجستير، وبالتوازي مع التعليم العالي ستقدم الكلية مستويات تدريبية للمكفوفين لمرحلة ما بعد الثانوية كدورات تدريبية للارتقاء بمستوياتهم المهنية، إضافة إلى ذلك ستضع الكلية ضمن مهامها تهيئة البيئة العملية للمكفوفين، حيث يخطط القائمون على الكلية لتتولى الجانب الاستشاري لاستيعاب وتدريب وتهيئة بيئات عمل المكفوفين.

وتعتبر الكلية حلقة جديدة ضمن سلسلة المبادرات التي تبناها ودعمها الأمير سلطان بن عبد العزيز في أرجاء الوطن كافة، وتهدف الكلية إلى توفير فرص التعلم والتدريب لذوي الإعاقة البصرية وإعدادهم وتأهيلهم بما يمكنهم من الاعتماد على أنفسهم وزيادة الثقة بها.

وتأتي أهمية إنشاء كلية الأمير سلطان بن عبد العزيز لذوي الإعاقة البصرية لسد العجز الكبير الذي يواجهه المجتمع السعودي والمجتمع العربي والإسلامي بصفة عامة في مجال توفير الخدمات التعليمية والتدريبية لذوي الإعاقة البصرية، كما تعتبر إضافة نوعية للمساهمات العالمية في هذا المجال.

وبما أن الكلية ستكون الأولى من نوعها على مستوى الشرق الأوسط وشمال أفريقيا فإنها ستمد خدماتها للجميع حيث سيكون باب الدراسة فيها مفتوحا للطلاب المعاقين بصريا من داخل وخارج السعودية ومن الجنسين.

رؤية الكلية ورسالتها إن رؤية كلية الأمير سلطان لذوي الإعاقة البصرية تتمثل في توفير البيئة المثلى التي تساعد ذوي الإعاقة البصرية في التغلب على إعاقتهم والمشاركة في المجتمع، أما رسالتها فتتمثل في إعداد ذوي الإعاقة البصرية وتأهيلهم بما يمكنهم من الاعتماد على أنفسهم والانخراط في المجتمع وتحقيق طموحاتهم في الحياة، وتنحصر الأهداف في توفير فرص التعلم والتدريب لذوي الإعاقة البصرية، وإعداد ذوي الإعاقة البصرية للدراسات الجامعية والانخراط في سوق العمل، وتمليك ذوي الإعاقة البصرية مهارات الحياة بما يمكنهم من الاعتماد على أنفسهم وزيادة الثقة بها.

وتخطط الكلية لتبني برامج أكاديمية مناسبة لذوي الإعاقة البصرية وفق المواصفات العالمية واحتياجات البيئة المحلية لذا تضع الكلية ضمن الخطوات الأولى لها التعاون مع مستشار عالمي لتصميمها البرامج الأكاديمية، إلى جانب أساليب تقديمها، حيث ستستخدم الكلية أحدث الوسائل التقنية التي تساعد على توصيل المادة التعليمية لذوي الإعاقة البصرية، إضافة إلى البيئة التعليمية، حيث ستوفر الكلية بيئة تعليمية تفاعلية مساعدة لذوي الإعاقة البصرية في التغلب على إعاقتهم والاعتماد على أنفسهم.

* البرامج الأكاديمية

* ستتبنى الكلية برامج أكاديمية لإعداد ذوي الإعاقة البصرية لنيل شهادات جامعية، وفي ذات الوقت ستنظم برامج تدريبية لتأهيل ذوي الإعاقة البصرية للالتحاق بوظائف سوق العمل، وتدريب مدربين لتقديم برامج تعليمية وتدريبية لذوي الإعاقة البصرية، كما ستوفر الكلية بيئة خاصة معدة بطريقة علمية لتوفير حياة طلابية مناسبة ومتكاملة لذوي الإعاقة البصرية، وإرشاد طلابي بواسطة اختصاصيين من ذوي الخبرة في التعامل مع ذوي الإعاقة البصرية، كما تقوم الكلية بتقديم دراسات استشارية للتغلب على المشكلات التي تواجه ذوي الإعاقة البصرية وكذلك إجراء البحوث لتطوير المناهج والبيئة التعليمية الخاصة بذوي الإعاقة البصرية واقتراح أفضل السبل لتقديم البرامج التعليمية بصورة فعالة، إضافة إلى ذلك ستقوم الكلية بإجراء البحوث التطويرية في مجال تصميم المباني والمرافق بما يتلاءم مع حركة واحتياجات ذوي الإعاقة البصرية ووضع المواصفات القياسية الخاصة بذلك.