قادة ومسؤولون عرب وأجانب ومحليون أجمعوا على تميز شخصية الأمير سلطان

اتفقوا على البعد الإنساني والفكري لشخصية الأمير الراحل واحترامهم وتقديرهم له

الشيخ الراحل زايد آل نهيان رأى في الأمير سلطان نموذجا فريدا في القيادة الواعدة المخلصة والحازمة
TT

نعترف بأننا لم نستطع أن نرصد شهادات القادة والمسؤولين، أجانب وعرب ومحليين، في الأمير الراحل سلطان بن عبد العزيز أثناء حياته لكثرتها، لكننا نشير إلى أن معظم هذه الشهادات قد اتفقت على البعد الإنساني والفكري في شخصية الأمير، وأكدت أن للأمير احتراما وتقديرا من الجميع قل مثيله. هنا نورد باختصار الكلمات التي قيلت في الأمير في مناسبات عدة، ولعل القاسم المشترك الذي يجمع بينها هو الحب لسلطان وتميز شخصيته.

* الشيخ زايد: شخصية فريدة في القيادة الواعية

* ويؤكد الشيخ الراحل زايد بن سلطان آل نهيان، رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، أن «الأمير سلطان بن عبد العزيز آل سعود يمثل نموذجا فريدا في القيادة الواعية المخلصة والحازمة التي تضع مصلحة الوطن فوق كل اعتبار، وهو كذلك نموذج متميز لإنسان فيه كل صفات الود والتسامح وبعد النظر، مما قرب بينه وبين إخوانه، سواء في داخل المملكة أو خارجها، وجعله يحتل مكانة مرموقة على المستويات السياسية والإنسانية. لقد عرفنا الأمير سلطان منذ سنوات طويلة، فلم تزدد علاقتنا بعضنا ببعض إلا وثوقا وعمقا، واحتراما وتقديرا متبادلين. كيف لا والأمير سلطان سليل أسرة كريمة كان لها، ولا يزال، الدور البارز في بناء المملكة العربية السعودية الشقيقة وتحقيق نهضتها وتقدمها، وكذلك في توثيق العلاقات بينها وبين أشقائها، في دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، وفي العالمين العربي والدولي. وإذا كان الرجال يعرفون بأفعالهم المجيدة وقراراتهم الصائبة، فإن للأمير سلطان اليد الطولى في هذا الميدان. وإذا كان الرجال يتميزون بصفاتهم الحميدة ومزاياهم النبيلة، فالأمير سلطان أيضا هو تجسيد لهذه الصفات والمزايا».

* الشيخ خليفة بن زايد: خصاله فريدة وسجاياه حميدة

* ويشدد الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، على أن الأمير سلطان يتمتع بخصال ومزايا فريدة وسجايا حميدة، وقال «الحديث عن الأمير سلطان بن عبد العزيز آل سعود يطول، لأنه حديث عن شخصية كبيرة كان لها ولا يزال الأثر البارز والبصمات الواضحة في كل ما تشهده المملكة العربية السعودية الشقيقة من تقدم وازدهار. إن ما يتمتع به الأمير سلطان من خصال ومزايا فريدة، جعل منه قائدا يعرف كيف يقود وكيف يتخذ القرارات الصائبة ويعمل ليل نهار من أجل أن يراها تنفذ وترى النور، لتكون رافدا إضافيا للجهود الكبيرة التي يبذلها خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز وباقي أفراد القيادة السعودية الحكيمة. إن معرفتنا بالأمير سلطان بن عبد العزيز وعلاقتنا الشخصية به، تجعلنا نقول بكل ثقة إنه أخ عزيز وصديق حميم يعرف معنى الأخوة وكنه الصداقة ومستلزماتها، مما يجعل من الصعوبة بمكان أن نجد الكلمات التي تبين ما يتمتع به من سجايا حميدة وعواطف نبيلة صادقة تجاه الشيخ الراحل زايد بن سلطان آل نهيان وتجاه شعب الإمارات».

* صباح الأحمد: له دور تاريخي لا ينسى

* أما الشيخ صباح الأحمد الصباح، أمير دولة الكويت، فيذكر أن معرفته بأخيه الأمير سلطان بن عبد العزيز تمتد إلى بدايات العمر وسنوات الصغر، ويعلق على شخصية الأمير سلطان بقوله: «فهو سليل الملك عبد العزيز بن سعود طيب الله ثراه، الذي اشتهر بالحنكة السياسية والفزعة والكرم. لذا كان طبيعيا أن يكتسب الأخ سلطان تلك الصفات والخصائل الحميدة المتوارثة، وأن يحافظ عليها ويترجمها إلى أفعال يشهد بها البعيد قبل القريب. فمكرماته ظهرت في مؤسساته الخيرية التي أقالت عثرات الكرام وكفكفت دموع المحتاجين، وشجاعته تجلت عندما تصدت القوات المسلحة السعودية لتعديات طاغية العراق البائد، وساهمت بدور تاريخي لا ينسى في تحرير بلدنا. كما ظهرت حنكته السياسية عندما ائتمنه إخواني بالمملكة العربية السعودية بتوجيهات سديدة من لدن خادم الحرمين الشريفين، أكثر من مرة وفي أكثر من موقع، للتوسط في الإشكاليات المعقدة التي تقع بين الدول، وقد نجح بجدارة في تلك المهام المرة تلو الأخرى. إن وجود الأمير سلطان بن عبد العزيز على رأس منظومة الدفاع السعودية ومشاركته البناءة في اجتماعات وزراء الدفاع في دولنا الخليجية، تضيفان إلى هذه اللقاءات فكرا ثاقبا وبعدا استراتيجيا لا يخفى على أحد».

* رئيس وزراء البحرين: الأمير سلطان عطاء لا ينضب

* ويقول الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء في مملكة البحرين: «إن من يعرف الأخ العزيز الأمير سلطان عن قرب ويستشرف أفكاره ومشاعره وتطلعاته، لا بد أن يقف عند تلك الخصال المميزة التي يتمتع بها، والتي تجمع ما بين سلطان الإنسان وسلطان القيادي الفذ المتميز وسلطان السياسي المحنك، وهذا ما يجعله قريبا جدا إلى قلوب أبناء شعبه ومعبرا عن تطلعاته وحريصا على تحقيق آماله. لقد جمعني وأخي العزيز الأمير سلطان بن عبد العزيز الكثير من المناسبات، وأتيحت لي الفرصة أن أكتشف كل يوم جديدا في شخصية رجل الدولة والإنسان، وطريقة نظرته إلى الأمور التي تأتي سلسة بسيطة، لكنها عميقة في المعاني والدلالات التي ترمي إليها، فهو من الرجال القلائل الذين يستطيعون أن يربطوا بين الماضي والحاضر والمستقبل، ضمن رؤية واحدة، تتمازج فيها الألوان الزاهية وتتوقد فيها الأفكار. إنه بحق عطاء لا ينضب ليس لوطنه فحسب، بل لكل محيطه العربي والإسلامي، وهو لم يتأخر يوما عن دعم وتأييد ومساندة أي جهد للعرب والمسلمين ولنشر السلام والمحبة وروح التسامح في العالم. وطريق المستقبل واضح وسليم في عقل وقلب الأخ العزيز الأمير سلطان بن عبد العزيز، وكل من قابلوه واستمعوا إليه يتحدث عن ضرورة العطاء والتواصل وتحمل المسؤوليات، يدركون بلا شك كم هي التضحيات التي بذلها هذا الرجل بصمت ونكران للذات من أجل تشكيل الدرع الواقية للخليج التي نعتمد عليها بعد الله في حفظ أمننا واستقرارنا وكياننا، مهما هبت على المنطقة من أعاصير ومحن. وإنه لمن دواعي عميق اعتزازنا ما يربط بين بلدينا وشعبينا الشقيقين من وشائج القربى والأخوة والمودة، التي تضرب جذورها عميقة في تاريخهما العريق، وما تحرص عليه القيادتان الحكيمتان من مواصلة تعزيز وترسيخ آفاق التعاون المشترك للبلدين في مختلف المجالات، تحقيقا لكل ما فيه خير الشعبين الشقيقين».

* ولي عهد البحرين: يحمل قلبا مفعما بالحب

* ويقول الأمير سلمان بن حمد بن عيسى آل خليفة ولي العهد القائد العام لقوات دفاع البحرين: «الحديث عن شخصية الأخ العزيز الأمير سلطان - حفظه الله - هو ذكر للخصال والسجايا الفريدة والمتميزة في تحمل المسؤوليات الجسام وإدارتها بكل حنكة ودراية، وأيضا حديث عن الأمير العربي والإنسان الذي يحمل بين جنباته قلبا مفعما بالمحبة والإيثار، لا يتأخر عن أعمال البر وما يخدم المجالات الإنسانية والأعمال التي تعود على شعبه وأمته بالخير والمنفعة. وجدت في شخصية الأمير سلطان مثالا يجسد سمات القيادة الناجحة التي تستطيع أن تستلهم الماضي وتستشرف المستقبل، وتجلت كذلك فيه أسمى معاني العطاء والجهد من أجل راحة شعبه ومؤازرة القيادة في إدارة المملكة ومشاركتها الشأن الداخلي والخارجي. فهو سياسي فذ وروح شفافة جعلته يمتلك قلوب أبناء الشعب السعودي الشقيق. رافقته فوجدته متلمسا لاحتياجات شعبه وابنا بارا للمملكة، كثير الزيارات لمختلف مناطق المملكة العربية السعودية، يفتح قلبه ليستمع، ويعطي من وقته وجهده من أجل أبناء شعبه الذين يبادلونه حبا بحب. إن من يتابع المواقف المشرفة للمملكة الشقيقة على الصعيد العربي والإسلامي، يجد الرؤية الصائبة التي تعززها دائما شخصية الأمير سلطان الداعم لمسيرة مجلس التعاون لدول الخليج العربية، ويكرر دائما أن هذه المنظومة الخليجية تشكل مصيرنا وهدفنا الواحد. وكنت بمعيته في عدد من الزيارات التي يحرص على القيام بها لقوات درع الجزيرة في حفر الباطن. وتستشف فيه الشخصية العسكرية القيادية الملهمة، تراه موجها ومستمعا، وترى فيه القيادة الحريصة كل الحرص على جعل هذه القوة في مستوى التحديات التي تواجه المنطقة. وكذلك تجده، حفظه الله، حاملا للهم والقضايا العربية والإسلامية ومناصرا وداعما لها. إننا في مملكة البحرين نكن للأمير سلطان كل التقدير والحب؛ إذ إننا في البحرين، ملكا وحكومة وشعبا، نقدر له دوره الريادي الذي يضطلع به في المملكة العربية السعودية الشقيقة، لما يبديه من اهتمام خاص بدعم العلاقات البحرينية - السعودية في ظل ما يربط البلدين والشعبين من وشائج الإخوة وصلات القربى».

* خالد بن سلطان: له قدرة غريبة في اتخاذ القرار

* ويقول الأمير خالد بن سلطان بن عبد العزيز، مساعد وزير الدفاع والطيران للشؤون العسكرية، عن والده الأمير سلطان: «نعم الوالد هو، فقد أدى واجبه خير أداء، تجاه تربيتنا وتنشئتنا، وجهنا وأدبنا، ربانا على الشعور بالمسؤولية، وحب الوطن والتضحية في سبيله، والشجاعة في الرأي، والصدق في القول، والأمانة في العمل. وتنشئته إيانا، يمكن أن أختصرها في جملة واحدة: (الجمع بين القسوة والشدة اللازمتين، والرحمة واللين الواجبين). حقيقة، كان القدوة الحافزة، والقوة الدافعة، في حكمة وحزم. أليست هذه شيم الأب المثالي؟ نعم المعلم هو الذي تعلمنا منه الصبر والجلد، والاستماتة في سبيل البلد. لم يدخر جهدا في سبيل تعليمنا المثل والمبادئ والقيم. زرع في نفوسنا حب العائلة، وخدمة أفرادها، علمنا الترابط والتلاحم في العسر قبل اليسر. كانت تصرفاته خير معلـم لنا، وحكمته خير موجه لنا. نحاول التشبه به في الرجولة والشهامة وحب الخير، ونقتبس منه روح العمل والواجب. وقصارى ما نسعى إليه الآن، أن نقتفي أثره، ويا ليتنا ننجح! نعم القائد هو، فهو مثلي الأعلى، كان وسيظل نبراسا أستضيء به، طوال حياتي. ولن أنسى مواقفه ومؤازراته لي أثناء حرب الخليج، وأنا أشغل آنئذ، منصب قائد القوات المشتركة ومسرح العمليات، إذ كان الدرع التي أحتمي بها، وكانت توجيهاته اليومية، أثناء الأزمة والحرب، تلهمني الصواب، ترسم لي المسار. لقد كان أحد صناع النصر، بل كان الجندي المجهول وراء كل نصر. تعلمت، وما زلت أتعلم، منه الكثير: تنظيمه، قدرته الفائقة على استيعاب جوانب الموضوع، مهما كان شائكا، قدرته على اتخاذ القرار الملائم في التوقيت الموائم، تفصيل الأوامر بالقدر المكافئ لصلاحيات الشخص الصادرة إليه، إعطاء الحرية للمرؤوسين بما يوافق مبدأ مركزية التخطيط، ولا مركزية التنفيذ، كل ذلك في إطار من مراعاة كاملة للنواحي الإنسانية. ويتوج ذلك كله صبره وطول باله، وابتسامته الهادئة التي تشيع الطمأنينة في نفوس المحيطين به، أليست هذه سمات القائد الحق؟ وفي الختام، إن لعلاقتي به خصوصية وتميزا كبيرين، فهي علاقة حب بلا حدود، وتقدير بلا مثيل وإمعان في خدمته، للفوز برضاه، إنها مزيج من علاقة الابن بأبيه، والخادم بسيده، والجندي بقائده، والتلميذ بأستاذه، والمحب بأعز من يحب، ولا ريب أن شخصية ذلكم الرجل العظيم، كان لها الأثر البالغ في حياتي، فهو مثلي وقدوتي، وغايتي وأسوتي. وحبي له لا يفوقه حب إلا حب الله ورسوله. واحترامي له لا يدانيه احترام».

* الأمير تركي بن سلطان: شخصية نادرة على مستوى العالم

* ويعلق الأمير تركي بن سلطان بن عبد العزيز، مساعد وزير الثقافة والإعلام، على شخصية والده بقوله: «لم أكن أتوقع أن أجد نفسي أمام سؤال كبير جوهره (كيف أبدأ الحديث؟). هل أتحدث عن سلطان الأب المربي العطوف، أم سلطان الإنسان البار الذي شهد العمل الخيري على يديه تطورا كبيرا، مما جعله من الشخصيات النادرة على مستوى العالم، أم سلطان رجل المهام الجسام؟ ذلك سؤال ما زال يتردد في الذاكرة: كيف أبدأ الحديث عن شخصية مرموقة لها مكانتها العظيمة المتجذرة في الأعماق لدى الأهل والمجتمع.. ولها دورها المميز في عملية إعلاء شأن هذا الوطن العزيز المملكة العربية السعودية، التي تحقق لها التكامل على الصعد الحيوية الأساسية كافة؛ وذلك بفضل الله سبحانه وتعالى، ثم بفضل القيادة الرشيدة من ولاة الأمر، العقول النيرة والتخطيط السليم، والرغبة المخلصة نحو التقدم والازدهار، حتى غدت بلادنا، ولله الحمد، بمثابة واحة وارفة الظلال تضم بكل الحب والاحترام والتقدير أبناءها والمقيمين فيها والزائرين لها، فتوفر لهم كل ما يحتاجون إليه لحياة آمنة مطمئنة وعيش رغيد. فتلك إنجازات عظيمة أوصلت البلاد إلى ما أحرزته من سمعة طيبة ومكانة رفيعة وحياة كريمة يتمتع بها الجميع وعلى قدم المساواة، بما يعكس بوضوح التوجه الإيماني الذي يحض عليه الدين الإسلامي الحنيف وفق مفهوم الوسطية والاعتدال، من تحقيق التوازن لمصلحة الفرد والمجتمع دينا ودنيا، مع الأخذ بالأسباب لرفع الكفايات وتطوير الإمكانات وإفساح المجال لكل رأي بناء. وهنا يبرز الدور الكبير الذي يضطلع به سيدي الوالد بما لا يتسع الحيز المتاح لحصره في هذه العجالة، لكن حسبي أن أشير لماما إلى عدد من الهيئات واللجان ذات التخصصات المختلفة التي يرأسها، ومن أهمها: المؤسسة العامة للصناعات الحربية، البرنامج السعودي للخزن الاستراتيجي، لجنة التوازن الاقتصادي، مجلس إدارة الخطوط الجوية العربية السعودية، المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، الهيئة الوطنية لحماية الحياة الفطرية وإنماؤها، والهيئة العليا للسياحة. وفي إطار المهام الأساسية الحقيبة الوزارية للدفاع والطيران التي تشكل واقعا حضاريا متقدما ضمن منظومة المعالم الحضارية لبلادنا، بالإضافة إلى الملفات المسندة إليه، ومن أبرزها ملف العلاقات السعودية - اليمنية التي يهدف إلى تمتين جسور التواصل والتعاون الأخوي البناء بين البلدين الجارين الشقيقين. وهناك اهتمامات أخرى يلتزم بها وهي ذات طابع اقتصادي واجتماعي وخيري يعكف على أدائها والوفاء بها لتعزيز أواصر التعاون والتكافل في المجتمع السعودي، وفق المفهوم الإسلامي والشريعة الإسلامية التي نحكمها في كل شؤوننا. وفي هذا السياق، أورد نماذج لأبرز مبادراته ذات الدلالة الإنسانية: - إقامة مدينة سلطان بن عبد العزيز للخدمات الإنسانية - مركز الأمير سلطان للعلوم والتقنية - مركز سلطان النموذجي العالمي لتنمية الطفل - ربط المملكة بالاتصال التلفزيوني الطبي مع نظيره في أميركا - برنامج الأمير سلطان لدعم المعاقين والموهوبين - تمويل مشروع بحث مرض الخرف - تمويل برنامج للتربية الخاصة بجامعة الخليج - دعم البرامج التعليمية الصحية بجامعة الملك سعود. هذه إضاءات سريعة لقليل من كثير، له دلالاته المشرقة، لعل آخرين يعرضون له في هذا الإصدار الطيب، عرفانا لشخصية تحتل مركزا متقدما ومكانة سامية، وطنيا وعربيا وإسلاميا ودوليا. وكل ذلك يتطلب منه العمل على مدار الساعة مواصلا الليل بالنهار، وبكل أريحية، ومن دون كلل أو ملل».

* رئيس مجلس الأمة الكويتي: شهادتي في الأمير مجروحة

* ويعلق جاسم الخرافي، رئيس مجلس الأمة الكويتي، على شخصية الأمير سلطان بقوله: «شهادتي في الأمير سلطان بن عبد العزيز مجروحة، فللأمير وللأسرة الحاكمة السعودية مكانة ومحبة وتقدير ليس على مستوى المملكة العربية السعودية فحسب، بل على مستوى دول مجلس التعاون الخليجي والدول العربية والإسلامية، لما يقومون به من جهود خيرة داخل المملكة وخارجها. وإني أتمنى له الصحة والعافية، وحمدا لله على سلامته وعلى نجاح العملية الجراحية التي أجراها مؤخرا. إن الكويت وأهل الكويت سيظلون يحملون للمملكة العربية السعودية، ملكا وحكومة وشعبا، كل المحبة والتقدير، وسيظلون أوفياء لا ينسون مواقفهم تجاه الكويت حينما تعرضت للغزو والاحتلال من قبل النظام العراقي البائد، وكيف فتح السعوديون للكويتيين قلوبهم قبل بيوتهم في تلك الظروف الصعبة، كذلك لا ينسون مواقفهم الشجاعة في حرب تحرير الكويت. في النهاية ،لا يسعني إلا أن أتمنى للمملكة العربية السعودية دوام الاستقرار والتقدم والازدهار».

* عصمت عبد المجيد: رجل قيادي حكيم

* أما الدكتور عصمت عبد المجيد، الأمين العام الأسبق لجامعة الدول العربية، فيقول عن الأمير سلطان: «سعدت بلقاء الأمير سلطان بن عبد العزيز في أكثر من مناسبة جمعتنا معا، سواء في مصر أو في الشقيقة المملكة العربية السعودية، وآخرها كان في الرياض في افتتاح مؤتمر خاص بحقوق الإنسان في الإسلام. في أكتوبر (تشرين الأول) من عام (2003)، وكنت مشاركا في هذا المؤتمر الذي افتتحه سموه، وكانت فرصة للقاء أعتز به كل الاعتزاز، بجانب الموضوعات المهمة التي بحثت في هذه الندوة، فكلها ذكريات عزيزة، وكل أمنياتي الطيبة لسموه وهذه اللقاءات بالمسؤولين تؤكد المودة والمحبة العميقة بين الشعبين، وتعبر عن الصلة الوثيقة التي تربطنا معا، وتعبر عن حكمة القيادة في مصر وفي المملكة العربية السعودية، وفي توجهاتها الوطنية والوثيقة. وعلى الصعيد الإنساني، فإن الأمير سلطان بن عبد العزيز رجل فاضل، كمسؤول هو رجل قيادي حكيم له كل التقدير والمحبة على حرصه وعلى سعيه لدعم الأمن القومي».

* مصطفى طلاس: شخصية عربية مميزة

* ويؤكد العماد مصطفى طلاس، وزير الدفاع السوري الأسبق، أن «الأمير سلطان شخصية سعودية عربية مميزة فهو أحد أعمدة النظام في المملكة العربية السعودية الشقيقة، وهو إضافة إلى ذلك يمكن اعتباره حارس النظام، لأنه وزير الدفاع والطيران والمفتش العام للقوات المسلحة السعودية، من هذا المنطلق فهو يحظى بتقدير ودعم المملكة والمسؤولين العرب في الدول العربية كافة. أنا أعتز بصداقتي مع هذا الرجل وبمحبتي له، ولا يمكن أن أنسى أبدا أنه في عام 1972 كلفني الرئيس حافظ الأسد أن أعيد العلاقات السعودية - السورية إلى سابق عهدها، وقد كانت المفاجأة أن الملك فيصل بن عبد العزيز كلف الأمير سلطان نفس المهمة، والتقينا في القاهرة عبر الاجتماعات التي نجريها كوزراء دفاع، وتكلل المؤتمر بالنجاح وأصبحنا كما يقولون في بلاد الشام (دبس على طحينة)، ولم تنتكس بعدها العلاقات مع المملكة قط. كما شاركت المملكة في حرب تشرين (أكتوبر) بمجموعات قوات الملك عبد العزيز، وكنت أكثر سعادة عندما كنت أطلب من قائد المدفعية السعودية أن يرمي باتجاه العدو الإسرائيلي، وكان الجواب يأتيني (أبشر)، وبعد عدة ثوان تنطلق نيران الجحيم باتجاه العدو الإسرائيلي. لقد كان الأمير سلطان دائما مثال الأخ الذي يقف موقف الرجل إلى جانب عائلة أخيه، وله مواقف شخصية معي ومع عائلتي لا يمكن أن أنساها، وهي تدل على معدنه الطيب. لا أذكر أني طلبت أي طلب من الأمير سلطان إلا وكان جوابه بالإيجاب، وعندما جاء في آخر زيارة إلى دمشق أصر على زيارتي ليقول لنا بشكل غير مباشر (ما زلنا أصدقاء لهذا المنزل)».

* رفيق الحريري: الود والأريحية والمرونة من أبرز خصاله

* أما الراحل رفيق الحريري، رئيس مجلس الوزراء اللبناني الأسبق، فيقول عن الأمير سلطان: «عرفت الأمير سلطان بن عبد العزيز أواخر السبعينات، وأذكر أن الحديث دار وقتها، بعد السلام، عن الأوضاع في لبنان التي عاد إليها التوتر عقب هدنة استمرت لأكثر من عام بعد دخول قوات الردع العربية. وعلى مدى خمسة وعشرين عاما استمرت الصلة وتوثقت، سواء لجهة التشاور في الأوضاع اللبنانية والعربية العامة، أو لجهة الود الشخصي، والتواصل الدائم في شتى الظروف والأحوال. يملك الأمير سلطان، شأن كبار أبناء الملك عبد العزيز رحمه الله، حسا عاليا بمسؤوليات رجل الدولة. الدولة التي شارك في عمليات تحديثها وتطويرها الكبرى منذ أيام الملك فيصل وإلى أيام الملك خالد، وعهد خادم الحرمين الملك فهد حفظه الله. وقد بدا لي عبر الأحاديث المشتركة والمتابعة المستمرة، تلك المرونة في مواجهة المشكلات، التي يرى أنها تتصل بمسؤولياته، وتتصل بالوجه الطالع والبارز للمملكة. ففي السبعينات إلى التسعينات طرأت متغيرات كبرى، سواء على مستوى بناء المؤسسات وتطويرها بالداخل، أو على مستوى العلاقات العربية والإسلامية، وصولا إلى المواقع المتجددة والمتنامية للمملكة في العلاقات الدولية. على أن هذه المرونة في فهم العمل العام، والتصرف فيه، هي كما تبين لي، جزء أصيل في شخصيته، لا تعني التهاون في القضايا بقدر ما تعني طرح عدة خيارات، واختيار ما يلائم الموقف، دونما ضياع في التفاصيل التي تصرف عن الهدف. وفي الوقت نفسه، دونما جمود أو تحصن في مواقع ومواقف لا تخدم المقاصد والأولويات، فالمرونة المقرونة بالإقدام، حرية أن توصل للحلول الملائمة دونما ادعاء أو مبالغة، ذلك أن المرونة وتوسيع الخيارات، وامتصاص الصدمات، خصلة طبيعية من خصال الأمير، تتصل بأخلاق الإنسان السوي الواثق بنفسه وبني قومه ووطنه وأمته. يتخذ الأمير سلطان موقفا في شأن خاص أو عام، ثم يتوسل الأسلوب الملائم لإنقاذ ذلك دون أن يتزعزع لديه الاقتناع العميق بالقدرة على التعديل والتصويب دونما إخلال بالمقصد الأساسي، بسبب الثقة بنفسه وبمن حوله، والثقة بالود والتأني اللذين صدر ذلك الموقف عنهما. وإذا كانت المرونة المستنيرة إحدى الخصال البارزة في سلوك الأمير سلطان خلال معرفتي الطويلة به، فإن الخصلة الثانية بين خصاله الحميدة الكثيرة، الود الذي يقرب الناس إليه ويدخله في قلوبهم، والحكمة التي تتمثل في وضع الأمور في نصابها الصحيح بعد تقليب المشكلات والموضوعات على كافة وجوهها. أذكر في إحدى المناسبات، عربيا بارزا من معارف الأمير، كان يعرض عليه شأنا من الشؤون، ويستغرب أن ذلك أثار سخط المسؤول الذي عرضه عليه. وقال الأمير سلطان باسما: الود يؤثر كثيرا، والأسلوب يؤثر كثيرا في جعل هذا الشيء أو ذاك حقا أو باطلا. فيا فلان، توسل بالتودد والبشاشة، وأعرض الأمر من ضمن التودد. وقد علمت أن الرجل نجح في المرة الثانية في ما فشل فيه في المرة الأولى، للود غير المصطنع، والأسلوب المختلف. فـ(الحكمة ضالة المؤمن)، كما قال رسول الله صلوات الله وسلامه عليه، وهو يتلمسها ويأخذ بها حيثما وجدها. وقد رأيت الأمير سلطان يفضل أن تنفذ توجيهاته بالاقتناع والترحاب والود، لأن ذلك أدعى للنجاح والاستمرار. فرب الأسرة والمسؤول في أي موقع من المواقع، إنما يتعامل مع بشر تختلف مشاربهم وطباعهم، ويستطيع صاحب الأمر كما يقول الأمير، أن يأمر فيطاع، لكن الناس يتحمسون لما يقتنعون به، والود وحسن الخلق في ذلك رائد الوصول للهدف. فالغاية عند الأمير لا تبرر الوسيلة. لذلك، فالود كما يتمثل في الغاية والمقصد، يتمثل أيضا في الوسيلة التي يراد بها الوصول إلى الغايات. وقد رأيت سموه يترسم خطى نهج تلك الخصلة الشريفة حتى تجاه ضيوفه في مجلسه العام دائما، فيخص كلا منهم بلفتات ود وبشاشة، صادرة عن طبيعته السمحة، لكنها صادرة أيضا عن مرونته وحكمته، حتى لا يحس الضيف أنه مهمش أو مستبعد، والخصلة الثالثة البارزة في شخصية الأمير سلطان الكبيرة هي الأريحية، وهذه السمة بارزة في كل تصرفاته، من تعابير الوجه، وإلى حركة اليدين، وطريقة الخطو للتسليم أو الاستقبال، وإلى ترؤس المجالس الخاصة والعامة وإدارتها، فإلى الظهور في المجتمع السعودي والعربي الدولي. ينصرف إليك وأنت تحدثه ولو طال الزمن، كأنما ليس عنده عمل أو هم آخر. ولا تتغير ملامحه أو حركاته، ولا يبدو عليه الانزعاج حتى لو كان الأمر الذي يواجهه يسبب الضيق. ويضفي عليه سخاؤه الطبيعي هالة بالغة الروعة وهو يتصدى للمسائل الخاصة والعامة بحزم المسؤول، وأريحية الأب والراعي. ويحس دائما بأن الأريحية الشخصية ضرورة من ضرورات ممارسة الشأن العام، بل إنها جوهر السياسة في الشأنين الخاص والداخلي، فالتصرف بنبل وشرف وأريحية يضع الطرف الآخر في موضع مَن الكرةُ في ملعبه، وعليه هو أن يبادل التحية بمثلها أو أحسن منها. عرفت مرونة الأمير سلطان وإقدامه منذ عرفته فترددت عليه. وعرفت وده فسعيت لصداقته. وعرفت أريحيته فأحببته، وفي ما بين المعرفة والصداقة والمحبة والود، تتدرج العلاقات بين المواطن والمسؤول، وفي التواصل بين الناس، ومع الكبار. وحالات الزمان عليك شتى وحالك واحد في كل حال».

* المجالي: له تميز في أداء الواجب وقيادة الرجال

* ويقول عبد الهادي المجالي رئيس مجلس النواب الأردني السابق: «لقد عرفت الأمير سلطان بن عبد العزيز إنسانا رائعا ومسؤولا يقدر المسؤولية ويتفانى في خدمة بلاده وأمته، وعلى خلق عال ورفيع وقدرة فائقة في القيادة وتحمل أمانة المسؤولية. ولقد أثبت خلال رحلة توليه أمر وزارة الدفاع والطيران في المملكة العربية السعودية الشقيقة تميزا خاصا في أداء الواجب وقيادة الرجال ونزاهة في اتخاذ القرار، وهو بحق أمير عربي يستحق الاحترام والتقدير، فلقد أعطى بلاده وما زال الكثير الكثير، وكان باستمرار الصادق الأمين، عف اللسان، يحترم الكلمة وشرف الكلمة، ويبدي حرصا خاصا على إدامة وبناء أفضل العلاقات مع الأردن ومع سائر الدول الشقيقة والصديقة».

* الشيخ ناصر الشثري: شخصية فذة جديرة بالدراسة والتحليل

* قال الشيخ ناصر الشثري، المستشار في الديوان الملكي السعودي وأحد الذين يرافقون الأمير سلطان بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام باستمرار، «إن السيرة العطرة للأمير سلطان بن عبد العزيز تعد نموذجا رائعا في الصفات العالية والأخلاق الجميلة، ومهما حاولت فإنه يصعب علي تعداد الوقائع التي حصلت أمامي الدالة على علو همته ونبل مقاصده ومساهمته في طرق الخير، مما يدل على ما جبل عليه من الخير، ومنها أعمال خيرية سرية كثيرة لا يرغب في إبرازها ولا نشرها، ولذلك فإنني عندما أقرأ بعض الآيات القرآنية في الأوصاف الجميلة لأهل الإيمان تقفز سيرة الأمير سلطان إلى ذهني». وفي حديث سابق لـ«الشرق الأوسط»، يرجع الشثري أسباب وجود هذه الخصال الكريمة في الأمير سلطان إلى «إيمانه العميق الذي يجعله يستشعر الثواب والعقاب الأخرويين عندما يؤدي أي عمل يرغب في تأديته، ومن أسباب ذلك أيضا أثر الملك عبد العزيز - رحمه الله - الذي كان مثالا صالحا يقتدي به العقلاء في جمال سيرته وعظم آثاره الحسنة على العباد والبلاد، مع اهتمامه البالغ بتربية أبنائه تربية أصيلة قائمة على الاهتمام بكتاب الله عز وجل وعلوم الشريعة وتطبيق تعاليمها تطبيقا عمليا بمراقبة مباشرة منه (رحمه الله)، بالإضافة إلى ذلك فإن تعاقب المسؤوليات على الأمير سلطان زاده حكمة واهتماما وتجربة وخبرة، وما يتميز به من الطموح لتحقيق أعلى الأهداف من حسن التخطيط الملاحظ فيه تحقيق أكبر الأهداف بالمواد المتاحة». ويواصل الشيخ ناصر الشثري الذي يعتبر واحدا من المقربين للأمير سلطان: «ومن الأمور التي أعجبتني كثيرا تقدير الأمير سلطان الشديد لولاة الأمر في البلاد من إخوانه الذين يكبرونه سنا، فهو يقدرهم ويثني عليهم في كل مناسبة ويحترم آراءهم، وينفذ أوامرهم بحيث لا يسمع عنه أي قدح ضدهم لا في أمر كبير ولا في أمر صغير، ولا في ما يتعلق بالأمور العامة ولا في ما يتعلق بالأمور الخاصة، كما أنه يحترم بقية إخوانه ويقدر الجهود التي يبذلونها، كل في مجال عمله، فيثني على جهودهم ويبرز محاسنهم، ولذلك الخلق الرفيع تجد من يعمل مع الأمير سلطان، سواء في المجال العسكري أو المدني، يجد راحة كبيرة في التعامل معه لما يتميز به من احترام جهودهم وتقدير آرائهم، وإن كان في مرات عديدة يخالفهم في وجهات النظر وعندما يشرح ذلك لهم ويبين أسباب ذلك يأخذ بالألباب بحسن المنطق وجمال العرض وبعد النظر وحسن التخطيط وتقدير العواقب. وأما عن الاهتمام المبذول منه في مجال الخير، فحدث ولا حرج، مما جعله يتبوأ مكانة عالية في القلوب». ويضيف الشثري: «وقد لمست في الأمير سلطان محبة الخير لأبناء هذا المجتمع، فهو يحبهم ويدعو لهم، ويفرح بأي إنجاز يؤديه أي واحد منهم في أي مجال. كما يحرص على إيصال الخير لأبناء هذا الوطن وتحقيق طلباتهم ومساعدتهم في حاجاتهم وتجاوز ما يمر بهم من محن، حيث عرضت عليه أفعالا خاصة وعامة فأنجزها وعملها بصدر رحب. وكذلك عرفت عن الأمير سلطان تقدير العاملين في المجال الدعوي أو المعروفين بالعمل الإسلامي، ولذلك يحرص على البذل والعطاء في المشاريع الإسلامية رغبة في الأجر الأخروي. ومما يعجبني فيه حرصه الشديد على العلاقات الشخصية بين الأشقاء من ملوك المسلمين ورؤسائهم بحيث يوظف هذه العلاقة في خدمة الإسلام وتحقيق مصالح المسلمين ورأب الصدع الذي قد يحصل من الفتن والنزاعات، فكم كان سببا في منع كوارث كادت أن تعصف بدول بأكملها. ومما أعجبني في الأمير سلطان قدرته العجيبة في الجمع بين الأصالة الإسلامية والأخلاق العربية مع المدنية والتحضر والفكر الإسلامي، وكذلك أعجبني جمعه بين الفراسة التي يعرف بها صحة الأقوال ويتحقق بواسطتها من صدق النوايا والقدرة على الوصف الدقيق. إن من يغبط به المرء الحديث مع الأمير سلطان لأن الحوار معه دائما يسير لصالح العلم النافع، ومما يلفت النظر بقوة في شخصيته ذلك الدافع القوي لديه في البذل في سبيل الخيرات سواء للأفراد أو الجماعات، بحيث يبادر إلى تقدير النفع قبل طلبه مع تحين الفرص لتقديم الخير. وإن مما وهبه المولى، سبحانه وتعالى، له تلك المقدرة العجيبة بذلك القلب النقي والابتسامة الصافية والأذن الصاغية، ولذلك فتح الطريق لمن أراد أن يخاطبه، ومن هنا وجدت لدى النفوس الراحة عند مخاطبته مع كونه يأخذ بلب من يخاطبه بحسن حديثه وتواضعه وهمته العالية. إن من المواقف التي تشد النظر وتستوجب التأمل ذلك الموقف العجيب من الأمير سلطان في تقدير علماء الشريعة ومعرفة منزلتهم والحرص على رفع مكانتهم، وكان مما شاهدته عنه في ذلك تلك المواقف العجيبة فيه في تقدير والدي فضيلة الشيخ عبد العزيز بن محمد الشثري (أبو الحبيب)، ثم شاهدت بعد ذلك مواقف له عديدة في هذا الشأن، مما جعل الناس ينظرون إليه نظرة إجلال وتوقير. ومما يحمد للأمير سلطان ثباته على مبدأ الإسلام وعدم قبول أي تنازل عنه، مع محبته للعدل والإحسان، مع النفرة عن الظلم وهضم حقوق الآخرين. ومما يشد الذهن تلك التعليقات العفوية وهي تصدر منه وليدة وقتها، عفو الخاطر وبلا تكلف له التي يظن من لم يعرفه أنه قد بذل فيها وقتا وجهدا وقدمت فيها استشارات متعددة. ومما يشد الذهن ويسر به الخاطر جهوده في بناء قوات متطورة لحماية هذا البلد مبنية على أساس إيماني بحيث تتحد فيه القوة الجسدية مع قوة العقيدة الإسلامية». وقال الشثري «إنني اعتذر عن التقصير في الحديث عن الأمير سلطان، إذ إن أعماله أكبر من الوصف الصادر من أمثالي، إلا أنه يمكنني القول إننا أمام شخصية إسلامية إنسانية عبقرية فذة جديرة بالدراسة والتحليل، ومن ثم فأنا أعلن عجزي عن تصوير الجانب الإنساني في حياة الأمير سلطان، إذ إن مما يثير الدهشة حقا ضخامة حجم إسهاماته الإنسانية».

* الشيخ عبد الله الأحمر: الأمير سلطان أب لليمنيين وله مكانه خاصة في قلوبهم

* قال الشيخ الراحل عبد الله بن حسين الأحمر، رئيس مجلس النواب اليمني، في حديث سابق لـ«الشرق الأوسط»، إن الأمير سلطان بن عبد العزيز له في نفوس الشعب اليمني مكانة كبيرة ومحبة ومودة واحترام وتقدير، واصفا إياه بأنه أب لليمنيين. وذكر الأحمر أن للأمير سلطان أياد بيضاء نحو اليمن خاصة والشعوب العربية والإسلامية كلها. مشيرا إلى أن السنوات التي قضاها الأمير سلطان في وزارة الدفاع كانت كلها سنوات عطاء وبذل جهد وتفان في خدمة بلاده والشعوب العربية والإسلامية، وقال «إن الأمير سلطان بمثابة المحرك في جسد الدولة السعودية، وأعماله الكبيرة يصعب وصفها، وهو يواصل الليل بالنهار في حركة دؤوبة لأجل بلاده، كما أنه يعمل على تحسين وتوطيد العلاقات مع الدول والشعوب العربية والإسلامية، وفي مقدمتها العلاقات مع الجمهورية العربية اليمنية التي يعتبر الأمير سلطان هو المسؤول عن شؤونها من الجانب السعودي من خلال ترؤسه للجنة العليا المشتركة واللجنة الخاصة، وهو بالنسبة لحكومة وشعب اليمن نافذتنا التي نتواصل من خلالها مع الشقيقة الكبرى السعودية». وقال الأحمر الذي كانت تربطه بالأمير سلطان علاقة صداقة شخصية ورسمية قوية: «لقد استثمرنا هذه العلاقة لصالح دولتينا، ومن جهتي فقد وظفتها لفائدة الشعب اليمني»، مضيفا بالقول: «وأنا واحد أعتبر الأمير سلطان أبا لليمنيين، وله في نفوسهم مكانة كبيرة ومحبة ومودة واحترام وتقدير، وهو يشكل لنا معان وأشياء كبيرة ليس من السهل وصفها والتحدث عنها». وأشار إلى أن «للأمير سلطان أياد بيضاء نحو اليمن خاصة والشعوب العربية والإسلامية كلها، وهو المسؤول عن متابعة قضايا اليمن والخلافات السابقة بين البلدين، وكان له جهد كبير ومؤثر في تسوية هذه القضايا، وفي مقدمتها قضية الحدود بشكل نهائي، وأقول هذا الكلام وأنا أعرف حجم المسؤوليات التي تحملـها الأمير سلطان في موضوع حل الخلافات الطارئة وموضوع الحدود من خلال ترؤسه اللجنة الخاصة وهي إدارة يتابع من خلالها أمور وشؤون اليمن لمواصلة أعماله الإنسانية والتنموية هناك». وقال: «الأمير سلطان يحب اليمن ويهتم بشؤونه، وأنا أعرف كثيرين في اليمن يرون المملكة في الأمير سلطان». وعن أبرز المواقف اللافتة التي تشده في الأمير سلطان من واقع تعامله المباشر معه، قال الشيخ الأحمر: «المواقف كثيرة وهي في مجملها تصب في قضايا وشؤون البلدين، وفي اليمن نقابل مواقف الأمير سلطان بالإكبار والإجلال، وأنا استثمرت علاقتي معه ووظفتها لصالح حل المشاكل وخصوصا الحدود وما قد يحصل ويستجد فيها، إضافة إلى أمور الشعب اليمني الشخصية من مرضى ومحتاجين ومساجين وفقراء، فالأمير سلطان بقلبه الكبير يحتوي كل هذه المشاكل ويتجاوب ويتعاون معنا في كل ما نطلبه بشأن دعمه ومساندته لأمور إنسانية وخيرية لأبنائه اليمنيين»، وأضاف قائلا: «وبصدق، فإن الأمير سلطان يتعامل مع هذه الحالات وكأنها لمواطنين سعوديين، ولا أستطيع أن أقول عنه في هذه الأمور إلا أنه: (الوفي والنقي معنا في كل شيء)، فعندما نطلب تدخله لحالات مرضية طارئة وحرجة لأي مواطن يمني فإنه يبادر على الفور بإرسال طائرة خاصة مجهزة طبيا لنقل المريض إلى مستشفى متقدم في السعودية أو إلى أي بلد آخر في العالم». وعلق الأحمر على جهود الأمير سلطان في تطوير وتحديث القوات المسلحة السعودية خلال توليه مسؤوليات وزارة الدفاع والطيران بقوله: «القوات المسلحة السعودية هي درع لنا جميعا ونعلق عليها آمالا كبيرة وعظيمة، ويكفي موقفها في حرب تحرير الكويت عام 1991 من الاحتلال السيئ الذي قام به العراق، وهذه القوات بإعدادها وتسليحها المتقدم تعد مفخرة لنا جميعا». ووصف رئيس مجلس النواب اليمني، الذي رأس مع الأمير سلطان اللجنة المشتركة بين السعودية واليمن، أجواء المناقشات والمباحثات في ظل الخلافات التي سبقت إقفال ملف الحدود بين البلدين بقوله: «أثناء وبعد حرب الخليج الثانية حصل قليل من التصدع في علاقات البلدين، إلا أنه ومن خلال اللجنة العليا المشتركة تجاوزنا كل شيء، وبعد اجتماعات متواصلة توجت بتوقيعنا لمذكرة التفاهم بحضور وزيري الخارجية وعدد من المسؤولين في البلدين، وذلك بعد حوار جاد وبناء، وقد مهدت أنا والأمير سلطان لخلق أجواء ودية قوية، وأثمرت جهودنا بدعم ومؤازرة القيادة السعودية واليمنية، فكانت مذكرة التفاهم اللبنة الأولى للمعاهدة التي وقعت بين البلدين قبل سنة ونصف في محافظة جدة»، مضيفا «إن الفضل الكبير في توقيعنا لمذكرة التفاهم لدور وجهود الأمير سلطان واحتوائه للشدة، خاصة حينما يتضايق زملائي من الجانب اليمني ويطالبونني بالتوقف وعدم الاستمرار والعودة إلى اليمن، إلا أن تدخل الأمير سلطان في كل الأوقات بكلامه العقلاني الأخاذ ويصاحبه رفضي بألا نتوقف وألا نعود إلى اليمن إلا بنتيجة مرضية ومقبولة من الطرفين وهو ما تحقق بحمد الله، وساعد في الوصول إلى مذكرة التفاهم أيضا استمرارية الاجتماعات والمناقشات لمدة 40 يوما دون توقف، لقناعتنا بأن التأجيل يعني من ناحية أخرى توسيع مساحات الخلاف، وقد يصعب من مهمتنا في أوقات لاحقة». وأكد «إننا قبل هذا وبعده نظل إخوة وأشقاء، وكل الروابط قائمة بيننا بصورة قوية ومتينة لا تقبل الشك والدس، وهي بمنأى عن الإساءات التي تعرضت لها من بعض ضعاف النفوس الذين نعرف مقاصدهم وأهدافهم». وبخصوص أعمال التنمية التي تبناها ويتولاها الأمير سلطان في اليمن وأعماله الإنسانية والخيرية نحو الشعب اليمني، أوضح الشيخ الأحمر أنه على مدى ثلاثة عقود ونسبة كبيرة من تلك الأعمال تمت من خلال اللجنة العليا بين البلدين التي يرأس الأمير سلطان جانبها السعودي، وأنجر خلالها مشاريع خدمية كبيرة شملت المياه والطرق والمدارس والمستشفيات»، لافتا إلى أن الأمير سلطان لا يرغب في أن نطلق اسمه على أي من هذه المشاريع التنموية الضخمة، مشيرا إلى أن الأمير سلطان وبمجرد أن نتصل به أو نكتب إليه لا يتوانى أو يتأخر في التدخل لمعالجة المرضى اليمنيين وبصورة تتجاوز ما كنا نتوقعه مهما كانت احتياجات ومتطلبات حالة المريض، سواء أكان العلاج داخل المملكة أو على نفقتها في بلدان أخرى متقدمة طبيا». ويضيف عبد الله الأحمر: «الأمير سلطان شخصية نادرة وطاقة قوية في أعماله وجهوده، وتحمل جهودا كبيرة ليس في وزارة الدفاع فحسب بل في كل مجالات الدولة، لأنه الرجل الثاني في هرم القيادة السعودية، وهو مع الملك الراحل فهد وخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله عملوا ويعملون كالبنيان المرصوص وحققوا أرقى الإنجازات واتخذوا أصعب القرارات التي يشهد لها الداني والقاصي والمحب والكاره والصديق والعدو، وشخصيا أجد الأمير سلطان يهتم بكل صغيرة وكبيرة في قضايا الأمتين العربية والإسلامية، وتأتي قضية فلسطين في مقدمتها وهو يعطيها جل تفكيره ووقته وجهده». وشدد على أن «للأمير سلطان سجلا أبيض ناصعا ومشرفا لن ينساه التاريخ في كافة الأعمال والمجالات ليس محليا أو في اليمن فحسب، بل إنها موجودة وممتدة في البلدان العربية والإسلامية، وهي أعمال وجهود لا تمس جانبا واحدا فقط، فهي تتجاوز ذلك لتشمل الجوانب الخيرية والإنسانية وتعزيز العلاقات بين الدول وتقويتها بين الشعوب».