وفاة سلطان الخير: صدمة وطن وبكاء طفل.. وأنين شاب وحيرة شيخ

أبيات شعرية عبر «فيس بوك» تنعى ولي العهد ودعوات بالرحمة والمغفرة لصاحب العطاءات والأيادي البيضاء

الأمير الراحل سلطان بن عبد العزيز يتوسط الأمير مشعل بن عبد العزيز والأمير نايف بن عبد العزيز
TT

بين الشك واليقين تحير العالم العربي والسعوديون خاصة، عبر مواقع التواصل الاجتماعي على الشبكة العنكبوتية، حول خبر وفاة الأمير سلطان بن عبد العزيز، ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام، إلى حين أعلن الديوان الملكي نبأ وفاته في الولايات المتحدة الأميركية، إثر مرض عانى منه.

وكان قد أشيع في يوليو (تموز) الماضي خبر وفاة ولي العهد السعودي، وما لبث خبر الوفاة أن شاع بشكل واسع في السعودية وباقي دول منطقة الخليج، حتى نُفي الخبر، الأمر الذي جعل الكثيرين يشككون في مصداقية الأخبار التي تتناقل في الإنترنت، حتى أعلن الديوان الملكي السعودي خبر الوفاة.

وكان «تويتر» و«فيس بوك» مكانين لتبادل المواطنين والخليجيين صدمة الخبر، ومراسم العزاء فيما بينهم، فجر يوم السبت، للأمير سلطان بن عبد العزيز ولي العهد، والدعاء له بالمغفرة، واصفين صباح المملكة بعد نبأ الوفاة بالمؤلم، وبكاء طفل وأنين شاب، وحيرة شيخ، داعين للراحل صاحب العطاء والأيدي البيضاء (سلطان الخير) بالمغفرة والرحمة.

وردد أبيات شعرية تصف استقبال السعوديين الخبر عبر موقع «فيس بوك»:

يا صبح جو المملكة ليه تعبان.. وليه المباني والشوارع حزينة اثر اللي مفارق طلع وجه سلطان.. يا كبر هذي الفاجعة والغبينة وقد حدد الديوان الملكي وقت صلاة الميت على ولي العهد عصر يوم الثلاثاء 26 أكتوبر (تشرين الأول) 2011، في مسجد الأمام تركي بن عبد الله بالعاصمة السعودية الرياض.

وللأمير سلطان بن عبد العزيز نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام (رحمه الله)، سجل واسع في مجال أعمال الخير في داخل المملكة وخارجها، أهمها مؤسسة سلطان بن عبد العزيز آل سعود الخيرية، ولجنة الأمير سلطان بن عبد العزيز الخاصة للإغاثة، وتعتبر مؤسسة غير ربحية أنشأها وينفق عليها منذ عام 1995، من أهم أهدافها الإنسانية والاجتماعية، تقديم الرعاية الاجتماعية، والصحية، والتأهيل الشامل لذوي الاحتياجات الخاصة والمسنين. كما أن لها أنشطة بارزة في دعم الأبحاث في مجال الخدمات الإنسانية، والطبية، والعلوم التقنية، بالتعاون مع مراكز الأبحاث المرموقة في العالم.

وتسعى المؤسسة لتحقيق أهدافها من خلال عدد من المشاريع والنشاطات, منها مدينة سلطان بن عبد العزيز للخدمات الإنسانية، وتُعد من أكبر مدن التأهيل الطبي في العالم، حيث تضم مركزا متكاملا للفحوص الطبية، والمخبرية، والإشعاعية، وغرفا للعمليات الكبرى الصغرى، ومركزا للتأهيل الطبي.

كما يوجد في المدينة مركز لتنمية الطفل، والتدخل المبكر لمساعدة الأطفال الذين لديهم بعض الإعاقات البدنية واعتلالات النمو، والمشكلات الصحية المعقدة، بتكلفة إنشائية قدرها أكثر من مليار ريال سعودي، وبرنامج سلطان بن عبد العزيز للاتصالات الطبية والتعليمية، الذي يهدف إلى تقديم خدمات الاتصالات وتقنية المعلومات للقطاعين الصحي والتعليمي، كما يقدم خدمات كثيرة، أهما الطب الاتصالي، وخدمات الاتصال المرئي والمؤتمرات متعددة الأطراف، وأنظمة المعلومات الصحية المتكاملة، والتعليم عن بُعد، وتصميم وتجهيز وتطبيق الشبكات الافتراضية الآمنة.

بالإضافة إلى مركز سلطان بن عبد العزيز للعلوم والتقنية «سايتك»، ومن أهم أهدافه نشر مبادئ المعرفة، وابتكارات العلوم والتقنية، من خلال مزج التعليم بالترفيه، والتعليم بالتجربة والمشاهدة، وتنمية حب الاستطلاع والاستكشاف لمختلف الأعمار؛ حيث بلغت تكلفته الإنشائية قرابة 270 مليون ريال سعودي، وفي وقت سابق أهدى الأمير سلطان هذا المركز لجامعة الملك فهد للبترول والمعادن في مدينة الظهران عام 2005، ليستفيد منه أبناء المملكة والخليج. وللإسكان نصيب من مشاريع مؤسسة سلطان بن عبد العزيز آل سعود الخيرية للإسكان، التي كان من أهم أهدافها بناء وتمليك الأسر المحتاجة مساكن عصرية نموذجية، وأنجز منها نحو 1550 وحدة سكنية موزعة على عدد من مناطق المملكة.

ويضم كل مشروع سكني كافة خدمات البنية التحتية والمساندة، إضافة إلى المساجد، والمدارس، والمراكز الصحية والاجتماعية، وبلغت تكاليف الوحدات السكنية المنجزة نحو 440 مليون ريال سعودي.

وهناك أعمال خيرية لمؤسسة سلطان بن عبد العزيز آل سعود الخيرية، تضم الكثير من البرامج، والأعمال الخيرية والبحوث العلمية التي نفذتها أو دعمتها، منها ما هو للجامعات والكليات الأهلية والجمعيات الخيرية أو للمستشفيات الخاصة والعامة، أو لتوفير بعض متطلبات ذوي الاحتياجات الخاصة من الأجهزة والمعدات الطبية المساعدة، إضافة إلى تعبيد الطرق، وحفر الآبار داخل المملكة وخارجها، وتشجيع الباحثين والمفكرين لطباعة مؤلفاتهم على نفقة المؤسسة، ودعم المؤتمرات والندوات المتعلقة بذوي الاحتياجات الخاصة والمسنين، والكثير من المشاريع الإنسانية الأخرى.

وضمن الخدمات الإنسانية، أسس الأمير سلطان بن عبد العزيز اللجنة الخاصة للإغاثة، وكان من أبرز أهدافها تقديم خدمات إنسانية وإغاثية طارئة، حيث بدأت في دولة النيجر عام 1998، باسم اللجنة الخاصة للإغاثة في النيجر، ثم ضمت إليها جمهورية مالي عام 1999، وفي عام 2000، امتد عملها لتشاد وإثيوبيا وملاوي وجيبوتي ودول أخرى. وكانت اللجنة تقوم بتسيير القوافل الإغاثية والطبية العامة لمكافحة الأمراض الشائعة، كالملاريا والعمى، كما أقامت الكثير من المشاريع التنموية والاجتماعية والصحية، كحفر الآبار وبناء المدارس والمكتبات العامة والمساجد والمستشفيات ومراكز لغسيل الكلى.