الحزن يخيم على الرياضة السعودية.. ومسؤولون ورؤساء أندية ولاعبون يستذكرون مواقف «سلطان الخير»

الرياضيون: ولي العهد كان عنوانا للإنسانية.. والأخلاق الرياضية همه الأكبر

الأمير سلطان بن عبد العزيز خلال رعايته إحدى الفعاليات الرياضية
TT

عم الحزن صباح أمس كل العاملين في المجال الرياضي والشبابي السعودي عقب تلقيهم نبأ وفاة الأمير سلطان بن عبد العزيز آل سعود ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام، حيث استذكر الرياضيون مواقف «الأمير الراحل»، رحمه الله وغفر له وأسكنه فسيح جناته، موضحين الدور الكبير الذي قام به طوال سنوات حياته من خلال دعمه المتواصل والدائم للرياضة والشباب.

وكانت البداية مع رئيس نادي الهلال الأمير عبد الرحمن بن مساعد، الذي قدم أحر التعازي في وفاة الأمير سلطان بن عبد العزيز، طالبا من الله أن يتغمد روح الفقيد بواسع رحمته وأن يسكنه فسيح جناته.

وشدد الأمير عبد الرحمن بن مساعد على الدور الكبير الذي قام به ولي العهد الأمير سلطان بن عبد العزيز وسعيه الدائم إلى ضرورة أن تتحلى المنافسات الرياضية السعودية بالأخلاق العالية المستمدة من الدين الإسلامي الحنيف وضرورة تمثل الشباب بذلك لينعكس عليهم على أرض الواقع.

بينما رفع الأمير فيصل بن تركي، رئيس نادي النصر، باسمه ونيابة عن مجلسي الشرف والإدارة وكافة منسوبي النادي وجماهيره أحر التعازي وصادق المواساة لخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، في وفاة الأمير سلطان بن عبد العزيز، قائلا «لقد رحل سلطان الخير، سلطان العطاء، سلطان المحبة والبر والإحسان، بعد أن كرس حياته لخدمة دينه ومليكه ووطنه، وكلنا نتذكر في هذه اللحظات الحزينة سيرته المميزة التي سطرها طوال حياته والتي تكتب بأحرف من ذهب، وفيها يظهر حرصه - يرحمه الله - على كل ما فيه أمن ورخاء وطنه وأمته، ورعايته مصالحها، فلو أردنا الحديث عن الأمير سلطان لأحتاج ذلك للكثير والكثير من الصفحات، لما يملكه من أعمال جليلة ومتعددة على مختلف الأصعدة، أهمها الأعمال الخيرية المتميزة التي شملت جميع أصقاع العالم من خلال مؤسسة الأمير سلطان بن عبد العزيز للخدمات الإنسانية».

من ناحيته، عبر وكيل الرئيس العام لشؤون الشباب منصور الخضيري عن حزنه البالغ، سائلا الله تعالى أن يغفر للأمير سلطان بن عبد العزيز، ويسكنه فسيح جناته، ويجزيه خير الجزاء لما قدم لدينه ووطنه وأمته الخليجية والعربية والإسلامية، وأن يجزيه خير الجزاء»، مضيفا: «الأمير سلطان بن عبد العزيز - رحمه الله - شخصية فذة ورجل خير، فلا ننسى إنشاءه لمدينة سلطان الإنسانية التي قدمت خدمات إنسانية جليلة للمواطنين دون أن يتحملوا أي أعباء مالية، ولا ننسى أيضا أن له جوانب خيرية في الخارج في إغاثة الملهوفين والمنكوبين من الشعوب الإسلامية في أفريقيا وغيرها، فهذه الأعمال الإنسانية ستكون في ميزان حسناته. وعلى الصعيد الوطني والسياسي، فالأمير سلطان رجل دولة بمعنى الكلمة، فقد عايش مراحل مختلفة للسعودية منذ عهد والده الملك عبد العزيز - رحمه الله، فهو عايش الملوك وكان خير عضد لهم إلى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز الذي كان عضده حتى توفاه الله سبحانه وتعالى، فالأمير سلطان بن عبد العزيز رجل دولة سياسي محنك، خسره بلده والأمتان العربية والإسلامية. أما على صعيد قطاع الشباب والرياضة، فكانت له بصمة وباع طويل في دعمها، فعندما تزوره الوفود الرياضية نحظى بدعمه وتشجيعه وبمساندته، وقد تشرفت بلقائه ضمن هذه الوفود التي حققت العديد من الإنجازات الرياضية، سواء في عهد الأمير فيصل بن فهد - رحمه الله، أو الأمير سلطان بن فهد، أو مؤخرا الأمير نواف بن فيصل، فلقد كان يعتبر هذه الإنجازات إنجازات وطنية مشرفة».

من جانبه، قدم رئيس الاتحاد السعودي لكرة الطائرة إبراهيم القصير خالص التعازي والمواساة للأسرة الحاكمة والشعب السعودي الكريم على هذه الفاجعة، طالبا من الله العلي القدير أن يغفر له ويسكنه فسيح جناته، وأضاف: «لا شك في أن الأمير سلطان بن عبد العزيز يملك صفات قلما تجدها مجتمعة في إنسان، فهو يتصف بالكرم والجود وحبه للآخرين ومساهمته الفاعلة في المجتمع من أجل إراحة الشعب السعودي في شتى المجالات، وعلى مستوى قطاع الرياضة والشباب فهو محب لمشاركة الرياضيين فرحتهم وإسعادهم، فتجده حاضرا في جميع المناسبات الرياضية وابتسامته لا تفارقه من أجل أبناء الوطن».

بينما أكد رئيس الاتحاد السعودي لكرة اليد عبد الرحمن الحلافي أن الأمير سلطان بن عبد العزيز - رحمه الله - رجل لن يتكرر، مؤكدا أن هذا الوصف هو أبلغ تعبير يمكن قوله في شخصيته، فلم يفقده الشعب السعودي فقط بل العالم الإسلامي بأكمله، فخالص عزائنا لخادم الحرمين الشريفين والأسرة المالكة والشعب السعودي. وعلى صعيد الرياضيين في مدينة الأحساء، بدأ مؤسس نادي هجر ورئيسه السابق وعضو شرفه الحالي عبد الرحمن اليمني حديثه بقوله «إن العين لتدمع والقلب ليحزن، لكن لا نقول إلا ما يرضي ربنا وإنا لله وإنا إليه راجعون، لقد فقدنا الأمير سلطان بن عبد العزيز الذي قدم كل شيء لوطنه، حيث كان نعم ولي للعهد لشقيقه الأكبر خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز - حفظه الله»، مضيفا: «الأمير سلطان كان محبا وداعما لرياضة السعودية، حيث كان دائم الحضور مع إخوانه ملوك السعودية سعود وفيصل وخالد وفهد وعبد الله في المباريات الرياضية الختامية، التي يلتقي فيها قادة البلاد مع الرياضيين، فمواقفه الإنسانية لا تعد ولا تحصى مع جميع شرائح المجتمع السعودي».

من جهته، قدم مؤسس ورئيس نادي الفتح سابقا خالد الصويغ تعازيه إلى خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، وإلى الأسرة المالكة والشعب السعودي على وفاة ولي العهد الأمير سلطان بن عبد العزيز، وقال: «فقدنا رجلا قدم كل شيء للوطن والأمتين العربية والإسلامية بمواقفه التي لا يمكن أن تحصى عبر هذه السطور القليلة».

وأكد الصويغ أن «للأمير سلطان مواقف رياضية ويدا طولى في تشجيع الرياضة والرياضيين في السعودية لا تنسى، منها على سبيل المثال وليس الحصر استقباله للمنتخبات المتفوقة وتقديم المكافآت التشجيعية لهم، وكذلك الحال بالنسبة للأندية التي حققت بطولات خارجية، إضافة إلى رعايته لبطولة كأس ولي العهد، فهو دائما يحفز اللاعبين بالكلمات الحانية التي لها الأثر الكبير في تحفيز اللاعبين لتقديم المزيد من الإبداع». وقدم رئيس مجلس إدارة نادي الفتح المهندس عبد العزيز العفالق أحر التعازي لخادم الحرمين الشريفين والأسرة المالكة والشعب السعودي على وفاة الأمير سلطان بن عبد العزيز، واصفا نبأ وفاة ولي العهد بالنبأ الحزين الذي حول صباح أمس السبت إلى صباح حزين، قائلا: «لا أجد نفسي قادرا على سرد الكلمات لعظم الموقف وهوله، فالأمير سلطان بن عبد العزيز له إسهامات خيرة على مستوى هذه الديار العامرة بالخيرات على جميع المستويات والمجالات، فهو رجل دولة، وكان نعم العون والعضد لجميع ملوك السعودية، بدءا بالمؤسس الملك عبد العزيز طيب الله ثراه، وحتى عهدنا الحاضر في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز».

وأضاف العفالق: «لا يسعني في هذا الموقف سوى الدعاء بقلب صادق لرب العالمين أن يغفر له، وأن يجعل الله له أعماله الخيرة شفيعة له، ويلهم الأسرة الحاكمة والأسر السعودية الصبر والسلوان، ويجعله الله آخر أحزاننا».

وعن الدور الذي قدمه الأمير سلطان للرياضة والرياضيين، أردف: «الأمير سلطان كان داعما للشباب والرياضة في السعودية بتوجيهاته ودعمه، كما أن التقاءه السنوي بهم في نهائي كأس ولي العهد يعد أكبر تكريم للشباب والرياضة، فستظل أعمال سلطان الخير مثالا يقتدى به في عمل الخير وبذل كل ما لديه من أجل خدمة وطنه وأبناء هذا الوطن الغالي علينا».

من جانبه، قدم مدير مكتب رعاية الشباب بالمدينة المنورة إبراهيم المصباح، وباسم كافة منسوبي المكتب والأندية الرياضية، أحر التعازي وصادق المواساة لخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز والأمير نايف بن عبد العزيز في وفاة الأمير سلطان بن عبد العزيز ولي العهد، داعين الله - عز وجل - أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته وأن يسكنه فسيح جناته.

وعدد المصباح مناقب الفقيد وما قدمه من أعمال جليلة في خدمة دينه ثم مليكه ووطنه، التي تجلت في معطيات الخير من خلال مسؤولياته الجسيمة والمشاريع الخيرية والاقتصادية والاجتماعية، كما نوه بالاهتمام والتشجيع الذي أولاه الأمير سلطان بن عبد العزيز لقطاعي الشباب والرياضة، وبصفة خاصة إسهامه في تذليل الكثير من مطالب الأندية الرياضية.

بينما عبر رئيس نادي أحد سعود الحربي، الذي لم يتمالك نفسه بعد أن اجهش بالبكاء، عن حزنه لوفاة الأمير سلطان، قائلا: «الحمد لله على كل حال، هذا النبأ فاجعة على كافة أهالي المدينة المنورة، كون الأمير سلطان - يرحمه الله - كان والدا للجميع قبل أن يكون رجلا مسؤولا عن شؤون الدولة، ونحن في نادي أحد شملنا عطفه وكرمه كثيرا في إدارة النادي الحالية أو السابقة، كذلك من خلال وقفاته المتواصلة مع نادي أحد من الناحيتين المعنوية والمادية، فله الدور الكبير في بروز واستمرار نادي أحد ضمن أندية الوطن، فلم يسبق له أن خذلنا أو خذل أي لاعب يقصده، وكان - يرحمه الله - يحثنا في مجلس الإدارة باستمرار على ضرورة المحافظة على اللاعبين والعناية بشؤونهم، كونهم يمثلون نادي أحد الذي يقع في أطهر بقاع العالم المدينة المنورة، فلقد كان - يرحمه الله - حريصا على كافة مناشط النادي بسؤاله الدائم عن أحوالهم من خلال اللقاء السنوي أثناء زيارته المدينة المنورة في شهر رمضان من كل عام». كما عبر رئيس نادي أحد السابق عدنان شيره عن بالغ حزنه الشديد، قائلا لم أصدق الخبر في بداية الأمر، ولكن لا يمكن إلا أن نقول: لا حول ولا قوة إلا بالله وإنا لله وإنا إليه راجعون. وفي الحقيقة لا أستطيع أن أقول كل ما بداخلي تجاه هذا الرجل العظيم الذي كان لي شرف الالتقاء به والتحدث إليه لفترات طويلة من خلال رئاستي لنادي أحد في الفترة الماضية، وفي كل مرة يأتي إلى المدينة المنورة في شهر رمضان المبارك كعادته السنوية».

وعلى نفس الصعيد، أعرب عضو شرف نادي الأنصار عادل الغامدي عن بالغ حزنه وألمه لرحيل الأمير سلطان بن عبد العزيز، قائلا إن السعودية خسرت برحيله أحد رجالاتها الأوفياء الذين أفنوا حياتهم في سبيل خدمة الدين ثم الوطن، ورفع الغامدي تعازيه لخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز ولكافة أفراد الأسرة المالكة والشعب السعودي والأمتين العربية والإسلامية، سائلا الله تعالى أن يلهم أهله وذويه الصبر والسلوان.

من جهته، قال رئيس الأنصار محمد نيازي إن رحيل الأمير سلطان بن عبد العزيز يعد فاجعة وخسارة كبيرة للجميع، و«إنه - يرحمه الله - ممن ساهموا مساهمة فعالة في خدمة منطقة المدينة المنورة وغيرها من المناطق التي حظيت بشرف زيارته، وخاصة نحن في المدينة المنورة كنا ننتظر قدوم شهر رمضان من أجل اللقاء الذي بات عادة سنوية معه - يرحمه الله، فلقد رحل في هدوء مؤلم ولا نملك إلا أن ندعو له بالرحمة والمغفرة وأن يلهم أهله وذويه وكافة محبيه الصبر والسلوان».

وذكر رئيس نادي الرياض السابق تركي آل إبراهيم أن «وفاة الأمير سلطان بن عبد العزيز فاجعة كبيرة لنا كسعوديين، والحقيقة يعجز الإنسان عن وصف ما قدمه وما قام به سلطان الخير الذي يعتبر رحيله خسارة كبيرة للسعودية والعالمين العربي والإسلامي، كونه يعتبر أحد مؤسسي العمل الخيري، حيث دائما ما يحرص على الوقوف مع جميع أطياف المجتمع بما فيهم قطاعا الرياضة والشباب من خلال مشاركته في المناسبات واستقباله لجميع الرياضيين وتكريمهم، وهذا بلا شك دليل على دعمه واهتمامه بأبناء الوطن، فأنا أتقدم بالعزاء إلى خادم الحرمين الشريفين والأسرة المالكة والشعب السعودي على هذا المصاب الجلل، وأرجو من الله العلي القدير أن يغفر له ويرحمه ويسكنه فسيح جناته». في المقابل، تحدث رئيس لجنة الحكام الرئيسية بالاتحاد السعودي لكرة القدم عمر المهنا الذي بدأ حديثه قائلا: «إنا لله وإنا إليه راجعون»، طالبا من الله «أن يتغمد الفقيد الغالي الأمير سلطان بن عبد العزيز بواسع رحمته، وأن يسكنه في جنات النعيم، فرحيله يعتبر خسارة كبيرة لنا كشعب أو كرياضيين»، وأضاف: «الأمير سلطان بن عبد العزيز قدم الكثير والكثير للوطن، ولعل الأعمال الخيرية التي قدمها للأمتين العربية والإسلامية، سواء داخل أو خارج السعودية، لا يمكن حصرها، وهو دائما يحرص على متابعتها ويضعها جل اهتمامه. والحقيقة كان لي الشرف في حضور العديد من المناسبات الرياضية التي تحمل اسمه، وكذلك أتذكر خلال استقباله للمنتخب السعودي بعد تحقيقه إنجاز الفوز ببطولة كأس العرب، فالابتسامة كانت لا تفارقه خلال مصافحته لجميع المسؤولين والرياضيين، مما يدل على الروح والمرح اللذين يتمتع بهما، فهو من القيادات النادرة في الوطن العربي التي تحظى بتقدير كبير من الشخصيات الإسلامية والعربية والعالمية التي تؤكد الدور الكبير الذي قدمه في كافة المجالات، رحمك الله يا سلطان الخير وتغمدك في جنات النعيم». وافتتح قائد المنتخب السعودي والهلال السابق صالح النعيمة حديثه بقوله «كل نفس ذائقة الموت، والحمد لله على كل حال على ما جاء من الله سبحانه وتعالى، لقد افتقدنا شخصية ليست بالعادية، فالأمير سلطان بن عبد العزيز من الشخصيات العالمية، فهو رجل محب للخير ومتواضع بكل ما تعنيه الكلمة، ويعمل بحب وولاء للوطن وحرص شديد على المواطن وعلى المعيشة الكريمة التي يعيشها المواطن السعودي، وكان رؤوفا بالجميع ورجلا يحمل صفات الرجال، التي أتمنى أن يتقبلهم الله القبول الحسن».

وأضاف: «لا أنسى دعمه الدائم للرياضة والرياضيين، فهو دائم الحرص والسؤال عنهم في كل الأحوال والدعم اللامحدود الذي كنا نجده منه شخصيا، فأي مشكلة نعرضها له كنا لا نخرج منه إلا بإيجاد حل لإنهائها»، ومن المواقف التي يتذكرها يقول النعيمة: «لا أنسى مكالمته لي في إحدى المناسبات عندما ردد اسم يا ولدي (3 مرات)، أنت ابن الوطن ووالدك قبلك خادم المؤسس، فهذه الكلمات نزلت علي وكأنني أملك الدنيا وما فيها، كونها تأتي من رجل له قيمته ووزنه ليس في السعودية والوطن العربي والدول الإسلامية فحسب، بل في العالم أجمع، والدليل قيادته لأكبر حرب في الخليج لتحرير الكويت، حيث كانت له رؤيته الدقيقة والثاقبة وتوجيهاته السديدة التي تحقق من خلالها النصر، غفر الله للأمير سلطان، وأدعو من الله العلي القدير أن يتغمده برحمته الواسعة».